فضل شاكر... ماذا يقول القضاء؟

27 سبتمبر 2017
(فيسبوك)
+ الخط -
من يُحاسب الفنّان، فضل شاكر، وهل تشهَد هذه القضيّة نهاية سعيدة يوم غد الخميس؟ سؤال يُطرح بعد سنوات من الجدل والأخذ والرد بين فضل نفسه، والسلطة اللبنانية التي دفعته إلى التواري عن الأنظار، وعدم تسليم نفسه، خوفًا من تدخُّل سياسي عبر القضاء اللبناني، ووضعه تحت جملة من الاتهامات، يؤكّد في كل مرة أنّه بريء منها. 

تفاصيلٌ كثيرة، حملتها قضيّة الفنان فضل شاكر منذ عام 2012، وإعلانه عن انضمامه لمساندة الثورة السورية. وقيامه، في الوقت نفسه، بمجموعة من الحفلات الداعمة للثورة، ومنها مهرجان "موازين" الذي طلب فيه شاكر من جمهوره الدعاء لرحيل رأس النظام السوري بشار الأسد، قبل عودته إلى بيروت وإعلان اعتزاله الغناء بشكل رسمي إلى منتصف عام 2013، عندما أنهت القوة في لبنان تنظيم أحمد الأسير، فيما سُمي بمعركة عبرا.

تحولات كثيرة شهدتها هذه القضية الشائكة، وانقسم المتابعون بين مؤيد ومعارض لفضل شاكر حول انتسابه لتنظيم الأسير بداية، واتهامه بقتال الجيش اللبناني. فيما حاول آخرون بعد المعركة البحث عن محاكمة عادلة بحق جميع المتورطين في هذه القضية. واعتبر هؤلاء أن فضل شاكر من أكثر الفنانين اللبنانيين الذين دعموا ووقفوا إلى جانب الجيش اللبناني، وعادوا بالذاكرة إلى سنوات خلت، كان فضل شاكر من أكثر الفنانين المشاركين في احتفالات غنائية وموسيقية تتعلق بدعم المؤسسة العسكرية في لبنان. فكيف لفنان يدفع من جيبه أجرة الموسيقيين لإحياء حفلات مجانية أن يقاتل جنود الجيش اللبناني؟

أحكام سابقة
صدرت بعض الأحكام الغيابية بحق فضل شاكر، ومنها حكم بالإعدام عام 2014، واستتبع بتاريخ 26 فبراير/شباط 2016 بالسجن 5 سنوات وغرامة مالية قدرها 500 ألف ليرة لبنانية، وتجريده من حقوقه المدنية، بتهمة التهجم على دولة شقيقة خلال مقابلة صحافية أجراها في 2014 بمخيم عين الحلوة أدلى فيها بأقوال، "تهدف وتؤدي إلى تعكير صلات لبنان بدولة عربية، وإثارة النعرات والمس بسمعة المؤسسة العسكرية"، كما ورد في الاتهامات.

الحكم غداً
أربع سنوات مضت على معركة عبرا في صيدا، والتي تورط بها الفنان اللبناني المعتزل فضل شاكر، وهو حتى الساعة لم يُسلم نفسه للأجهزة الأمنية اللبنانية. يتواجد فضل شاكر في مخيم عين الحلوة لللاجئين الفلسطينيين، بعد أربع سنوات من اتهامه بالمشاركة في المعركة، وانتسابه لتنظيم أحمد الأسير، الذي ألقي القبض عليه قبل عامين، وهو لا يزال رهناً لدى الأجهزة الأمنية، وينتظر المحاكمات العسكرية، إذْ لم تنته بعد محاكمته.

تقول المحامية زينة المصري، الموكلة عن الفنان المعتزل فضل شاكر، في حوار مع "العربي الجديد" إن يوم الخميس هو موعد الإعلان عن الحكم، بشأن موكلها، وبعض المتهمين في الأحداث التي تعود للعام 2013. وتعتبر أن كل أدلة براءة فضل شاكر متوفرة بشأن هذه القضية العالقة، وهي برأيها ثابتة في الملف. وتقول إن القضية التي يبلغ عدد صفحاتها 3500 صفحة، احتاجت لكثير من التمعن والهدوء للكشف عن تفاصيل تساهم في التخفيف من الحملة على فضل شاكر، وإعلان براءته، خصوصاً أنّ معظم الشهود يؤكدون عدم ضلوعه في المعركة العسكرية التي جرت عام 2013. وهذا ما أكده الشاهد محمد البديري، وهو أحد الشهود الرئيسيين في المعركة، والذي قال إنّ فضل شاكر لم يُشارك في معركة بالمطلق. وكذلك تصريحات متتالية لبعض السياسيين الذين كانوا على تماس مع هذه القضية من البداية، ومنهم وزير الدفاع اللبناني السابق، فايز غصن، ومجموعة من الفيديوهات التي عُرضت وأعلنت بما لا يقبل الشك أن فضل شاكر لم يُشارك في المعركة، ما يفيد بأننا أمام اقتراب ساعة البراءة من اتهامات ومحاكمات غيابية.

وحول التهم الأخرى، تقول المحامية المصري لـ"العربي الجديد"، اتهام آخر يُضاف إلى ملف القضية، وهو ما يُسمى بجرم تعكير العلاقات مع دولة شقيقة. وهذا، برأي المحامية، يتناقض مع نصوص الدستور اللبناني الذي يكفل لكل مواطن الحق في حرية التعبير، وإبداء الرأي في الشأن السياسي أو الديني. وبالتالي، سيُظْهِر ذلك فضل مجدداً بريئًا من هذه التُهمة في الإساءة لدولة شقيقة (وهي سورية) وتفضّل المحامية المصري أن يُسلم الفنان فضل شاكر نفسه، ولا تدخل في تفاصيل المدة الزمنية التي بإمكانها أن تقلل من مدة الحكم بفعل مرور الوقت.

فضل والغناء
تؤكّد كل المعطيات التي تُسجل منذ إعلان شاكر عن خبر اعتزاله إلى اليوم، أنه لا ينوي العودة مجدداً إلى عالم الغناء لأسباب عديدة، منها قلة اقتناعه بالأجواء الفنية، ولا بشركات الإنتاج التي تعاون معها، ومنها بالطبع شركة "روتانا"، والتي خرج منها فضل شاكر وله في ذمتها مئات الآلاف من الدولارات جراء العقود الموقعة بينه وبين الشركة السعودية، إضافة إلى مجموعة من المشاكل التي أدت إلى حرمان فضل شاكر من مجموع عائدات حفلاته. وهذا ما دفعه إلى إعلان "القرف" من الوسط الفني، ووصفه بالوسط "الوسخ" في تصريح أطلقه عام 2011.

بالإضافة إلى مشاكل كثيرة وقعت بين شاكر وزملائه، ومنهم راغب علامة ورامي عياش. فيما لم يقفل فضل طريق التواصل مع المغنية المصرية شيرين عبد الوهاب، والتي ارتبط بها بعلاقة صداقة، وكذلك مع الفنان فارس كرم الذي دافع عنه قبل عام، متمنيًا أن تُسوى أمور فضل الخاصة بالمحاكمات، وأن يعود إلى سابق عهده، وكذلك وائل جسّار وزياد برجي.




المساهمون