قصة صعبة التصديق: امرأة تتعرّض للاعتداء وتسجن مع مغتصبها

07 يونيو 2017
كانت ضحية ولم تنل العدالة (Mario Tama/Getty)
+ الخط -
تعرّضت امرأة كندية تبلغ من العمر 29 عاماً، تعرف باسم أنجيلا الكاردينال (ليس اسمها الحقيقي)، للاعتداء الجنسي من قبل مغتصب سيئ السمعة، وألقيت في السجن بعد ذلك مع مغتصبها، إذ أُجبرت على السفر معه إلى المحكمة بعد أن أمر أحد القضاة باحتجازها للتأكد من شهادتها.


وكانت المرأة بلا مأوى في عام 2014 عندما سحبت من حيث تنام على درج إحدى البنايات في إدمونتون، وانتهى بها المطاف في شقة المفترس الجنسي المدان، لانس بلانشارد، وفقاً لتقرير قناة الـ "CBC".

وبدأت القصة الحقيقية بالظهور قبل أيام، بعد ثلاث سنوات من وقوع الحادثة، إذ قام بلانشارد وقتها بجر الضحية من شعرها إلى شقته، ثم اعتدى عليها جنسياً، وطعنها وضربها في النهاية، إلا أن أنجيلا تمكّنت على نحو ما من الاتصال بالنجدة، وشغّلت مكبر الصوت في الهاتف ثم رمته في الغرفة أثناء الاعتداء عليها.

وفي تسجيلٍ ظهر هذا الأسبوع يمكن سماع الطرفين يطلبان المساعدة من الشرطة، هي تصرخ: "ساعدوني، لقد طعنت، هو طعنني" وهو يدعي أنها اقتحمت شقته وسرقت سكينه حيث يمكن سماعه يقول: "أرسلوا أحدًا إلى هنا، أنا أمسك بها" ثم يتابع موجهاً الحديث لها: "سوف يتم القبض عليك بتهمة الدخول عنوة".


وحدث الكابوس الحقيقي في جلسة الاستماع الأولية، والتي قامت بها الكاردينال لمواجهة المعتدي، حيث استمرت أنجيلا بالإغفاء في المحكمة، مع أنها كانت تبذل جهدها للتركيز والإجابة على الأسئلة، عندها اشتكى المدعي العام من أنها قد قدمت إلى الشهادة في حالة غير ملائمة لأسباب مجهولة، فأمر القاضي ريمون بودناريك باحتجاز المرأة وفقاً للقانون الكندي للتأكد من شهادتها، وبعد بقائها عطلة نهاية الأسبوع في الزنزانة، عادت إلى المحكمة تتوسّل القاضي أن يفرج عنها ويسمح لها بالذهاب إلى أمها قائلة: "كيف تكبلني وأنا الضحية هنا، انظر إلي، ألا يفترض أن تقوم بجريمة ما حتى تذهب إلى السجن؟".


إلا أن القاضي لم تؤثر به توسّلاتها فلم يوافق، وأرسلها إلى السجن نفسه الذي احتجز فيه بلانشر، حيث أمضت 5 ليالٍ هناك، وأجبرت على الصعود معه في الشاحنة نفسها، في الرحلة التي تستغرق عشر دقائق من السجن إلى المحكمة، أي أنها كانت تشهد على جريمته المروعة نهاراً، ثم تضطر للنوم قريبة منه في الليل.


وقد شهدت أنجيلا أمام المحكمة قائلة: "عندما بدأ بطعني، أخبرني بأنه سيجعلني بشعة، وسيحبسني في خزانة الثياب"، ووصفت كيف وجه سكيناً إلى صدرها، وطعنها في يدها ثم حاول تكبيل قدميها بأسلاك كهربائية، وكيف حاولت الهروب من الباب إلا أنها لم تستطع فتحه بيدها المدماة.

 

لقد كانت ضحية:

بعد اطلاعها على القضية من خلال تقارير الـ "CBC،" أمرت وزيرة العدل كاثلين غانلي بإجراء تحقيقين في القضية قائلة: "لقد كانت هي الضحية، ووجب علينا معاملتها كذلك، لا أحد منا يفهم كم كان صعبًا عليها الجلوس هناك محاصرة والتحديق في وجه الرجل الذي اعتدى عليها"، وأردفت: "لم أر حادثة كهذه من قبل، كم من الناس وقفوا أمامها مكتوفي اليدين ولم يخطر ببال أحدهم أن يقول إن الذي يحدث هو أمر خاطئ".


السيدة غانلي تعرف أن ما من شيء سيعوض ما حدث، إلا أن ذلك لم يمنعها من الاعتذار لأم المرأة الميتة، وصرحت في بيان صحافي لها قائلة: "لقد خيبنا أملها على كل الأصعدة، كانت شابة وضحية جريمة مروعة، والطريقة التي تعامل بها النظام مع قضيتها غير مقبولة على الإطلاق".

 

اعتذار متأخر:

وجاء تصريح وزيرة العدل بعد فوات الأوان بالنسبة للمرأة التي قتلت في إطلاق نار غير مرتبط بالقضية، بعد سبعة أشهر من جلسة الاستماع الأولية المقامة في عام 2015، أما محاكمة بلانشرد فما تزال تعترف بشهادتها، إذ ثبتت إدانته بالاعتداء الخطر، والاختطاف، والاحتجاز غير المشروع، والاعتداء الجنسي، وحيازة السلاح للتهديد بالقتل أو الإيذاء الجسدي، إلا أن هذا لم يمنع القاضي إريك ماكين من وصف سلوك الضحية في تصريحه المكتوب بقوله "كان تعاملها مروعاً مع نظام العدالة".

 

(العربي الجديد)



المساهمون