شذى صبرة...طبيبة ترسم

24 مايو 2017
لوحة من لوحات شذى صبرة (العربي الجديد)
+ الخط -
تُعد شذى صبرة أول طبيبة أسنان في بلدتها الصغيرة بروقين، وبالتحديد في قراوة بني زيد، وقد اختارت أن تتخصَّص في طب الأسنان، لتخدم أهل هذه البلدة التي تفتقر لهذا التخصص، خاصة أن التقاليد المجتمعية تجعل وجود طبيبة أسنان نادراً، رغم الحاجة الشديدة لوجودها. قررت شذى أن تكون إلى جانب نساء بلدتها رغم ميلها منذ صغرها للفن، إذ كان الخيار أمامها صعباً بعد أنهت شهادة البكالوريا، وقررت التوجه للدراسة الجامعية. فما بين الرغبة في خدمة الأهل، وبين الهواية الفنيّة، كان الصراع، حتى قررت شذى صبرة أن تختار دراسة طب الأسنان، وأن يبقى الفنُّ حبها الأول.

وهكذا تخرجت الطبيبة الشابة من كلية طب الأسنان في جامعة القدس التي رأت فيها المجال الأقرب للفن، لأنّ طب الأسنان يُعتبَر تخصصاً تجميلياً يعتمد على الذوق، كما ترى شذى، فهو على علاقة بالرسم والفن، فهو يجمع بين الطب والفن. وهكذا بدأت من عيادتها الصغيرة التي افتتحتها في بلدتها مكاناً لممارسة هواية الرسم في وقت فراغها، وكنوع من التنفيس اليومي. .
تدرَّجت شذى في تعلُّم فنّ الرسم منذ صغرها، على أساس أنَّه موهبتها، وشاركت في مسابقات الرسم على مستوى المدرسة والوطن. وقد تنوعت لوحاتها عن طريق استخدام الأدوات المختلفة، بدءاً بالورق والتظليل بالأبيض والأسود والرسم بالفحم، ثم رسم الأشخاص واستخدام الألوان المائية، وذلك حسب مُتطلّبات كل لوحة، وهذا سر نجاحها. وقد جذبت هذه الموهبة الأطفال لعيادة الدكتورة شذى بسبب لوحاتها الطفولية الخاصة والمميزة التي ترسمها، والتي تعتبر البساطة عنوانها. وترسم شذى الطبيعة الساحرة الجميلة التي تحيط بها في كل مكان، ولا تغفل عن وطنها فترسم ملامحاً منه مثل المسجد الأقصى والكوفية وخريطة فلسطين ومفتاح العودة وغيرها من الرموز الفلسطينية الخالدة.

المساهمون