في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، يحيي الفلسطينيون هذه المناسبة بطرق عدّة سواء في داخل فلسطين أو في مخيمات الشتات في لبنان، وتخليداً لهذه الذكرى أقيم معرض تراثي في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، نظمته المؤسسات الأهلية تعبيراً عن تمسكهم بتراثهم وحقهم بالعودة إلى أرضهم.
فتحت عنوان "الأرض بتتكلم ثورة"، تم تنظيم فاعلية من قبل أكثر من 20 مؤسسة أهلية فلسطينية تضمنت مهرجاناً فنياً تراثياً تخلله عرض فقرات متنوعة، وقد شملت عرض فيديوغرافيك حول أحداث "يوم الأرض"، وأغانٍ وقصائد وطنية ومشهد مسرحي.
وعرضت مطرزات فلسطينية من أثواب وشالات ومحافظ نسائية وكل ما يتعلق بالتراث الفلسطيني، وقالت نوال محمود، رئيسة جمعية هنا، لـ"العربي الجديد": في كل عام نحيي ذكرى يوم الأرض، وهذه السنة أقمنا معرضاً مشتركاً للمؤسسات الفلسطينية كافة، حيث عرضنا كل ما يتعلق بالتراث الفلسطيني، من مطرزات وأشغال يدوية وهدايا تذكارية ومقتنيات تراثية فلسطينية.
وأضافت: تقوم المؤسسات الأهليّة الفلسطينية بإقامة الدورات التدريبية للنساء والفتيات الفلسطينيات لتعليمهن فن التطريز الفلسطيني كي يبقى هذا الموروث متداولاً لينتقل من جيل إلى جيل.
حسام ميعاري (أبو رشيد)، من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، يقوم بجمع المقنيات الفلسطينية وخاصة التي كانت تستخدم في فلسطين قبل نكبة عام 1948، قال لـ"العربي الجديد": بدأ والدي بجمع هذه الأدوات منذ سنوات عدّة، وهي عبارة عن مقتنيات كانت موجودة لدى أبناء الشعب الفلسطيني في بيوتهم التي هُجّروا منها، ومنهم من أخرج هذه الأدوات معه، وأنا أحاول جمع أكبر قدر منها وذلك لتعريف الجيل الجديد بها، لأنني أعتبرها جزءاً من تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني، فهي تضم كل ما كان يستخدم في البيوت من أدوات مطبخ وأدوات للتخزين وللاستخدام اليومي، وأتواصل مع الفلسطينيين في دول عدّة كي أجمع أكبر عدد من هذه المقتنيات لأشارك بها في المعارض، وأشرح للحضور عن كل قطعة موجودة من ناحية استخدامها وتاريخها.
ويحرص الفلسطينيون في مخيمات اللجوء على الاهتمام بالتراث الفلسطيني والمتمثل بالمطرزات والأشغال اليدوية التي يعتبرونها هويتهم التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي سرقتها ونسبها إليه.
وفي هذا الإطار، أنشئت جمعيات عدة هدفها بشكل أساسي الحفاظ على هذا التراث، أي التطريز، بينها جمعية "إنعاش" انطلقت في بيروت عام 1968، حين قامت مجموعة من السيدات اللبنانيات بإنشاء جمعية هدفها فك العزلة عن المخيمات الفلسطينية وتمكين النساء فيها، بعد تضييق قانون العمل اللبناني على اللاجئين الفلسطينيين، ومنعهم من ممارسة مئات المهن والوظائف. واليوم تعمل في التطريز الفلسطيني أكثر من 500 سيدة فلسطينية، وتنظّم الجمعية معارض عالمية، كان آخرها معرض في الدوحة بعنوان "معرض التراث، الفن والتطريز".
وضم المعرض تطريزا على العبايات والملابس الفلسطينية التقليدية، وعلى وسائد، وأقمشة، وحقائب، نفذت كلها يدوياً من قبل نساء فلسطينيات في المخيمات.