علماء الفلك يكتشفون كوكبًا يشبه الأرض وهو يقترب منّا

16 نوفمبر 2017
أطلق على الكوكب المكتشف حديثًا اسم "روس 128بي"(NASA/Newsmakers)
+ الخط -
عثر علماء الفضاء مؤخرًا على كوكب جديد  مشابه لكوكب الأرض من حيث الحجم، ودرجة حرارة السطح، يدور حول نجم قزم أحمر يبعد عنا 11 سنة ضوئية، وكشفت دراسة جديدة أنه أقرب مكان معروف لحياة محتملة.


وأطلق على الكوكب المكتشف حديثًا اسم "روس 128بي"، ويستغرق الوصول إليه حوالي 141000 سنة بالتكنولوجيا الحديثة المتاحة، كما أنه من المتوقع أن يتفوق على كوكب "بروكسيما بي"، ويصبح أقرب جار لنا خارج المجموعة الشمسية  خلال 79000 سنة بسبب حركته باتجاه الأرض، وهذا الزمن يعتبر غمضة عين من عمر الكون.


ووجد علماء الفلك الذين يعملون في مرصد "هاربس" في تشيلي أن كوكبًا منخفض الكتلة يكمل دورة كاملة حول النجم القزم الأحمر "روس 128" كل 9.9 أيام، ومن المتوقع أن تكون درجة حرارته معتدلة مثل درجة حرارة الأرض، كما يعتقدون أن هذا النجم الذي سمي باسم مكتشفه عالم الفضاء الأميركي فرانك إلمور روس، قد يكون أكثر النجوم القريبة استقرارًا، وتحيط به كواكب ذات حرارة معتدلة تدور حوله، وفقًا لموقع "ديلي ميل".


وتعتبر الأقزام الحمراء من أكثر النجوم شيوعًا في الكون، وصرح الدكتور نيكولا أستوديلو-ديفرو، من جامعة جنيف في سويسرا، والمشارك في الدراسة، أن هذا الاكتشاف يستند إلى أكثر من عقد من الرصد، ويقول: "يعتبر هذا الكوكب من أفضل الكواكب المكتشفة حتى الآن منذ 15 عامًا من عمليات البحث".


وأطلق الدكتور زافير بونفيلز، من جامعة غرونوبل في فرنسا، والمؤلف الرئيسي للدراسة، على مرصد "هاربس" اسم "الطريق المختصر للسعادة"، بسبب الدقة العالية التي يعمل بها، وأكد أن البحث عن كواكب تشبه الأرض، حول نوع كهذا من النجوم، أفضل بكثير من البحث عنها حول النجوم المشابهة للشمس، وأضاف: "كانت اللحظة الأكثر سعادة، عندما أصبحنا قادرين على التأكد أننا وجدنا كوكبًا، هذا ما يعرف بالنجاح الباهر".


وأوضح الدكتور بونفيلز أن جميع النجوم تتحرك مع كواكبها، وقال: "من الصعب أن ندرك كيف يتغير الكون خلال فترة حياتنا القصيرة، إلا أن أكثر من 1000 عام وقت كاف للملاحظة" ويتابع: "سيستمر نجم بروكسيما بالتحرك نحونا مع كوكبه حتى يبلغ أقرب نقطة ممكنة ويبدأ بالابتعاد بعدها، وفي هذه الأثناء ستكون نجوم أخرى قد اقتربت منا، ومن المتوقع أن يكون روس 128 أقربها خلال 79000 سنة".


كما وجد فريق الباحثين وفقًا للبيانات المقدمة من مرصد "هاربس"، أن كوكب "روس 128بي" يدور حول النجم القزم الأحمر على بعد مسافة أقرب بمقدار 20 مرة من تلك التي تدور فيها الأرض حول الشمس، وهي ما يسميه الفلكيون بمنطقة "غولديلوك"، أي البعد المناسب جدًا ليحصل الكوكب على كفايته من أشعة الشمس بحيث تكون حرارته معتدلة، لا باردة جدًا ولا ساخنة جدًا، ونتيجة لذلك قدروا أن درجة الحراة على الكوكب المكتشف قد تتراوح بين 20 إلى 60 درجة مئوية، وذلك بسبب الطبيعة الخافتة لنجمه القزم الأحمر الصغير، الذي يشع نصف مقدار الحرارة التي تقدمها الشمس.


وعلى الرغم من أن العلماء يعتقدون أن كوكب "روس 128بي" هو كوكب معتدل، إلا أنهم لا يزالون غير متأكدين من أنه يحتوي ماء سائلًا على سطحه يجعله قابلًا للسكن بالنسبة للبشر، مما يجعل دراسة جوه، تكوينه وطبيعته الكيميائية هي المرحلة التالية التي يجب أن يعملوا عليها، إلا أن الكشف عن المؤشرات الحيوية في الأجواء القريبة من كوكب خارج المجموعة الشمسية، يعتبر خطوة ضخمة جدًا.


وقال الدكتور جون ميسون، المتحدث الصحافي في جمعية الفلك البريطانية إن النتيجة كانت مذهلة، وأوضح الصفات التي يتمتع بها "روس 128" قائلًا: "ما يتميز به هو أنه ثاني أقرب نجم إلى الأرض، ويمتلك الكوكب الأكثر ملاءمة للحياة حتى الآن على الإطلاق".

 
(العربي الجديد) 

 



دلالات
المساهمون