أطلق الفنان العراقي كاظم الساهر، ألبوماً غنائياً جديداً، بعنوان "كتاب الحب"، وتضمن إحدى عشرة أغنية، حملت كلماتها توقيع الشاعر الراحل نزار قباني، بينما قام الساهر بتلحين الأغاني بنفسه، وأشرف على عمليات التوزيع الموسيقي ميشال فاضل.
وعلى الرغم من أن الساهر قد اشتهر بغنائه لأشعار نزار قباني، الذي أباح له قبيل موته استخدام ما يحلو له من قصائده، إلا أن الأمر الذي يبدو غريباً مجدداً، هو كيف يستطيع مغنٍّ متحفظ مثل كاظم الساهر، أن يتعامل مع كلمات شاعر غير تقليدي كنزار قباني؟
في العقد الأخير من الألفية الماضية، قام الفنان كاظم الساهر بأداء مجموعة كبيرة من قصائد نزار قباني، وحازت هذه الأغاني رضا الشاعر الكبير رغم تلاعب الساهر بكلمات بعض الأغاني، لتلائم اللحن أو لتتناسب مع الذائقة العامة المحافظة إلى حدٍ بعيد، ولكن تحريفات القيصر لأشعار قباني لم تبعدها عن جوهرها فاستطاع أن يحافظ على مغزاها، وزاد من شعبية أغاني تلك الحقبة الهيجان العاطفي الذي غزى الجمهور عندما صارع قباني المرض والموت. واستمر الساهر بتقديم قصائد نزار في ألبوماته على طول مسيرته، ولكن لم ترتق أغانيه في الألفية الثالثة لمكانة "زيديني عشقاً"، أو "مدرسة الحب".
وفي أغاني الألبوم الجديد، الذي روِّجَ له باعتباره إحياءً للشاعر الراحل، تجاوز التحوير فيها حد مراعاة الرأي العام والتغيير للضرورات اللحنية، لتشوه هذه الأغاني قصائد قباني وتجردها من محتواها الأدبي والفكري. فالساهر اختار بعض القصائد الجريئة لقباني مثل قصيدة "الشجرة"، ولكنه جردها من كل ما يمكن أن يميزها لتبدو حين سماعها بلا معنى، فاستبدل الساهر لازمة القصيدة الذكية التي يعدلها قباني بنهاية كل مقطع للدلالة على مرور زمن، بلازمة مستوحاة من الكلمات لا تحمل أي معنى.
ففي حين كانت لازمة قصيدة قباني "كوني السم، كوني الأفعى، كوني السحر كوني السحرة، غني، ابكي، عيشي، موتي، كي لا يُروى يوماً عني، أني كنت أعانق شجرة"، فأصبحت اللازمة في أغنية الساهر كالآتي "كوني القوة، كوني النمرة، غني، ارقصي، عيشي، جني".
وكذلك نجد أن المشكلة في بعض الأغاني تكمن باقتطاع أجزاء متباعدة وغير مترابطة من الأغنية، لتخسر القصيدة معناها بتخليها عن السياق الذي رتبت فيه، وذلك ما يبدو واضحاً بقصيدة "شؤونٌ صغيرة"، التي تحولت من قصيدة أنثوية إلى قصيدة ذكورية، بفعل اقتطاع الأجزاء الجافة من القصيدة، والتلاعب بالضمائر. ناهيك عن استخدام كلمات لبعضها إيحاءات جنسية بكلمات أخرى، أدخلها الساهر على قصائد نزار من قبل، ليساهم بتنميط أشعار نزار قباني، فقد استبدل في أغنية "تناقضات"، كلمتي "ازدواجاً، وشذوذاً"، بكلمتي "انتصاراً، وضياعاً".
ولذلك، من غير الممكن اعتبار ألبوم القيصر الجديد إحياءً لشاعر المرأة، فالأغاني التي قدمها لم تساهم سوى بتنميط قباني، فهي جردتها من كل التفاصيل البسيطة والحساسية المسبوكة بلوثة الجنون التي تحلى بها نزار، وطرحت القصائد كقوالب لغوية فارغة لا تلائم مكانة نزار قباني.
"ذا فويس"
على صعيد آخر، لم يتضح بعد مستقبل برنامج "ذا فويس.. أحلى صوت" بنسختيه الخاصة بالأطفال، والنسخة العادية. ففي الموسم السابق من النسختين كان كاظم الساهر عضواً في لجنة التحكيم، لكن حتى الساعة لم يعرف إن كان موسم جديد سيظهر، لكن الأكيد أن ذلك لن يحصل في عام 2016، بينما تتحضّر mbc لإطلاق موسم جديد من "آراب آيدول/محبوب العرب" قبل نهاية العام الحالي.
أما بالنسبة للحفلات فصيف كاظم الساهر اختتم بعدد كبير من الحفلات التي أحياها في مختلف المهرجانات اللبنانية وشهدت كلها حضور جمهور لبناني وعربي واسع. كما وقف على خشبة مهرجان طرابلس الذي نظّمت دورته الأولى هذا العام.