أفلام التحريك... أقصر طريق للإيرادات المالية

25 اغسطس 2016
مارتن كامبيلونغو (فيكتور شافيز/ Getty)
+ الخط -
رغم التصريحات العديدة، التي أطلقها مسؤولو شركات إنتاجية أميركية مختلفة، في الآونة الأخيرة، تناولت عدم رغبتهم في إنتاج تتمات لأفلام تحريك خاصة بهم، إلا أن المشهد السينمائي الأميركي والدولي "يزخر"، حالياً، بعدد من هذه الأفلام، التي لا تزال تُعرَض في مدن غربية عديدة، والتي تستمرّ في زيادة الإيرادات، المتدفّقة من "شبّاك التذاكر" في العالم، إلى خزائن الشركات. ولأن بعض هؤلاء المسؤولين يرى أن الأفضل للشركات إنتاج أفلام تحريك، تتناول حكايات جديدة، بدلاً من تحقيق أعمال، هي تتمات تعرض مغامرات "جديدة" تقوم بها "شخصيات قديمة"، قرّر مسؤولون عديدون توجيه السياسات الإنتاجية لشركاتهم إلى "ابتكار إبداعات أصلية"، والبحث عن "شخصيات جديدة"، وسرد "مغامرات جديدة". لكن السؤال لا يزال معلّقاً، ومن دون جواب واضح: طالما أن هناك رغبة في صناعة أفلام تحريك، ترتكز على قصص ومغامرات وشخصيات جديدة، لماذا الاستمرار، إذاً، بتحقيق تتمات؟ هل بسبب الإيرادات الكبيرة التي تُحققها بعض التتمات، مثلاً؟. يقول جيم موريس، رئيس شركة واستديو "بيكسار"، الأبرز حالياً في صناعة أفلام التحريك، إن الضرورة تقضي بـ "ابتكار إبداعات أصلية"، بدلاً من تقديم "مغامرات جديدة لشخصيات قديمة". ويرى أن "إنجاز تتمة يكون، أحياناً، أصعب من تحقيق فيلم، يرتكز على نصّ أصلي". 

غير أن لـ "بيكسار" مشاريع تتمات عديدة، كـ "سيارات 3"، و"قصة لعبة 4"، و"الخارقون 2". ومع هذا، يحاول موريس تحريض العاملين معه على البدء بتنفيذ "كل جديد ممكن"، إذْ تملك الشركة مشاريع أصلية، كـ "كوكو" للي أونكريش، المستوحى من عيد تذكار الموتى في المكسيك، يُتوقّع الانتهاء منه عام 2017. لوائح أفلام التحريك طويلة بعناوينها المختلفة، وهي ليست حكراً على الصناعة الأميركية في هوليوود، لأن للأوروبيين واليابانيين حضوراً أساسيّاً في هذه الصناعة، خصوصاً الفرنسيين والإيطاليين والبلجيكيين. وهذه الأفلام، بغالبيتها، تتوجّه إلى الصغار والمراهقين، من دون أن تبتعد عن الكبار، لشدّة براعة صانعيها في مزج الحكايات البسيطة بوقائع العيش في عوالم مضطربة ومرتبكة، مع البقاء خارج إطار التعمّق التحليلي في مجريات الأحداث الدولية، لأن جوهر الحكايات يجمع الترفيه والتسلية ببعض التوجّهات الحياتية، مع إضفاء جرعات لا بأس بها من الكوميديا.
شهد عام 2016 إطلاق العروض الأميركية والدولية لعدد من أفلام التحريك، المُنتجة في الفترة السابقة، هنا أبرز خمسة أفلام منها، لا يزال بعضها يُعرض في دول غربية وعربية مختلفة:

1- Kung Fu Panda 3
في الحلقة الثالثة من سلسلة الـ "باندا"، التي أخرجها الثنائي جينيفر يوه وأليساندرو كارلوني، يظهر والد "بو" فجأة، بعد غياب طويل، ويذهب معه إلى جنة سرية، يلتقيان فيها بعشرات الشخصيات الجديدة والمرحة. لكن "كاي"، المؤذي وذي القدرات فوق الطبيعية، يُقرر غزو الصين، ومحاربة معلّمي الـ "كونغ فو" جميعهم، ما يدفع بـ "بو" إلى تأسيس جيش من الـ "باندا" لمواجهته. يُذكر أن إيراداته الدولية، في النصف الأول من عام 2016، بلغت نحو 520 مليون دولار أميركي.


2- The Secret Life Of Pets
بين الثامن من يوليو/ تموز والواحد والعشرين من أغسطس/ آب 2016، حقّق الفيلم، الذي أخرجه الثنائي كريس رينان ويارّو شيني، نحو 675 مليون دولار أميركي، لقاء ميزانية بلغت 75 مليون دولار أميركي فقط. "ماكس"، حيوان أليف، يواجه مأزقاً في حياته اليومية الهادئة، عندما يعود مالكه، ذات ليلة، إلى المنزل في مانهاتن الأميركية، برفقة "ديوك"، الحيوان المتشرّد. لكن الحيوانين يضطران إلى وضع خلافاتهما جانباً، لأن عليهما إيجاد طريقة لمواجهة أرنب أبيض وسيم، يُشكّل جيشاً من الحيوانات الأليفة المُهمَلة، للانتقام من الحيوانات الأليفة السعيدة، ومن أصحابها أيضاً.


3- Ice Age: Collision Course
إنه الفيلم الخامس من سلسلة "العصر الجليدي"، للثنائي مايكل ثورناير وغالن تي. شو. وفيه، يسعى "سْكَرات" إلى توحيد كوكبين، مما يؤدي إلى خلق كويكب، يتوجه بسرعة فائقة إلى الأرض، مشكّلاً خطراً عليها وعلى قاطنيها. وهذا يعني أن على "ماني" و"سِيْد" و"دييغو" وبقية أفراد "العصابة"، الهروب والبحث عن ملجأ لهم. ومع عودة "باك" إلى الظهور، بعد غياب عن الحلقة السابقة، يذهب الجميع إلى أراضٍ غريبة، ويلتقون شخصيات مختلفة. يُذكر أن إيراداته الدولية بلغت، بين 22 يوليو/ تموز و21 أغسطس/ آب 2016، نحو 316 مليون دولار أميركي، علماً بأن ميزانيته الإنتاجية تساوي 105 ملايين دولار أميركي.


4- Finding Dory
بعد ثلاثة عشر عاماً من "البحث عن نيمو"، تظهر "دوري" في شريط لأندرو ستانتون. وبعد أن يتبنّاها الثنائي "مارِنْ" و"نيمو"، يحدث أمرٌ عظيم يُربك الجميع، ويدفع "دوري" إلى القيام برحلة، للبحث عن عائلتها الأصلية، بمساعدة الذين عاشت معهم حياة هادئة وجميلة. ولعلّ الإيرادات الدولية التي حقّقها الفيلم، بين 17 يونيو/حزيران و21 أغسطس/آب 2016، والتي تبلغ نحو 916 مليون دولار أميركي، تكشف أهمية التتمات، شرط أن تمتلك حيويتها البصرية، وجماليات صُوَرها، وسلاسة حكاياتها.






دلالات
المساهمون