حميد الشاعري في أوبريت غنائي جديد

25 ديسمبر 2016
حميد الشاعري (عمرو مرغي/ فرنس برس)
+ الخط -
يعود الفنان الليبي المصري، حميد الشاعري، للظهور من جديد في الساحة الغنائية العربية، إذ أعلن عن بدئه التحضير لأوبريت غنائي جديد، يحمل اسم "أوبريت الجيل"، وسيشرف هو بنفسه على التوزيع الموسيقي، بينما ستقوم نخبة من المغنين الذين اشتهروا في حقبة الثمانينيات بوضع الألحان بشكل ارتجالي، ومن هؤلاء المغنين: فارس وإبراهيم عبد القادر وحسام حسني وعلاء عبد الخالق وغيرهم.

وسبق لحميد الشاعري أن أطلق تسمية الأوبريت على العديد من الأعمال الغنائية التي شارك فيها، ابتداءً من أوبريت "الحلم العربي"، والذي كان من إخراج طارق العريان، وقام الشاعري بالإشراف على التوزيع الموسيقي فيه سنة 1998. واعتبر "أوبريت الحلم العربي" حينها أضخم إنتاج موسيقي عربي، إذ ضمّ تسعة عشر نجماً عربياً، وغنوا معاً للانتفاضة الفلسطينية. ونظراً لنجاح التجربة، فإن الشاعري والمخرج طارق العريان قررا العودة بعد عشرة أعوام لتكرار التجربة، فأنتج العريان الجزء الثاني من "الحلم العربي"، والذي حمل اسم "الضمير العربي" في سنة 2008، ولم يكن للشاعري أي دور فيه، فقام عادل حقي بالإشراف على عملية التوزيع الموسيقي؛ بينما قام الشاعري بالمشاركة في العديد من أغاني الأوبريت في المرحلة ذاتها، وهي: "أوبريت سينا"، "أوبريت أمي ثم أمي"، أوبريت "القدس حترجع لنا" و"أوبريت في طريقك يا فلسطين"، وكذلك أطلق "أوبريت الحرية"  سنة 2011.

ولكن، تصنيف هذه الأعمال على أنها أوبريت يبدو أمراً غريباً، فمصطلح الأوبريت يطلق عادةً على نمط من المسرح الغنائي منتشر حول العالم. وتعود أصول هذه التسمية إلى منتصف القرن التاسع عشر، إذ أُطْلقَت على نوع خاص من الأوبرا الهزليّة التي كانت رائجة في فرنسا. أما لغوياً، فإن لفظة أوبريت تشير إلى التصغير والتبسيط من الأوبرا؛ وهذا النمط من المسرح الغنائي ليس غريباً عن العرب، فقد نقله الملحن داوود حسني إلى مصر في بدايات القرن العشرين، وذلك يجعل من تسمية الأغاني التي قدمها الشاعري تحت هذه التسمية أمراً أشد غرابة، فـ"الحلم العربي" وما تلاها من تجارب، هي أغانٍ وطنية وقومية، وليست أعمالاً مسرحية، تفتقد لجميع العوامل التي تجعل من هذه الأعمال مسرحاً، فلا توجد به حبكة وصراع درامي. والعمل الوحيد بينها الذي يحتوي على "سينوغرافيا" هو "أوبريت القدس حترجع لنا"؛ ومواضيعها ليست هزلية أيضاً، بل هي جادة وملتزمة بقضايا عربية مهمة، كالقضية الفلسطينية وثورات الربيع العربي. ولم يشذ عن هذه القاعدة في ما مضى سوى أوبريت "أمي ثم أمي"، والتي تناولت موضوعة الأم بدورها، ولم تكن هزلية أيضاً، ولا يرتبط أي منها بالمواضيع التي كانت تطرح عادةً في الأوبريت الفرنسية أو غيرها. 

فهل ستكون "أوبريت الجيل" عودة بفن الأوبريت إلى المسار الحقيقي للتسمية، من خلال أغاني حقبة الثمانينيات المرحة، أم أن الأوبريت الجديدة ستكون، كما في التجارب السابقة، يغلب عليها الطابع الجاد، وتتحدَّث بشكل مباشر عن الحنين لتلك الحقبة الإشكالية في تاريخ الموسيقى العربية؟

المساهمون