سوق المخدرات الاكبر عالمياً بعد النفط والسلاح

07 فبراير 2014
+ الخط -

 

ربما يكون المثلث الذهبي الذي يقع في ثلاث دول هي ميانمار ولاوس وتايلاندا في منطقة تصل مساحتها 950 كيلومتر مربع أشهر مناطق العالم لزراعة الافيون وربما تكون كولومبيا وبعض دول أميركا الجنوبية الاشهر في زراعة الكوكايين ولكن زراعة وتجارة المخدرات متفشية في أجزاء واسعة من أفريقيا. وربما لا تصدق أن حجم اتجارة  المخدرات في دولة مثل غينيا بيساو التي تقع في غربي أفريقيا تفوق حجم اجمالي ناتجها المحلي. وفي بعض الدول تصبح عصابات المخدرات هي الحاكم الفعلي، حيث تحدد من يحكم وتفرض سلطاتها على الشرطة والجيش كما هو الحال في دول أميركا اللاتينية.

وفي لندن نسبت دراسة صدرت اليوم الى مكتب الامم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات قولها أن حجم سوق المخدرات السنوي في العالم يقدر بحوالى 320 مليار دولار. وهو حجم يضع هذه التجارة الخطرة والمدمرة في آن معاً  في مرتبة المركز الثالث كأكبر سوق بعد النفط والسلاح في العالم . وقالت الدراسة التي اجراها الخبير بونيه غوميز تحت عنوان "تجارة المخدرات والامن الدولي" ونشرها المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية" تشاهام هاوس" اليوم أن حوالى 25% من مخدر الكوكايين التي تستهلك في دول أوروبا الغربية تهرب عبر دول غرب أفريقيا. وقدرت قيمة المخدرات المهربة سنوياً من غرب افريقيا الى أوروبا بحوالى ملياري دولار سنوياً. وقالت الدراسة أن قيمة تجارة الكوكايين في دولة غينيا بيساو الواقعة غربي أفريقيا أكبر من حجم ناتجها المحلي. مشيرة  في هذا الصدد الى أن تجارة المخدرات  تعد من أكبر المهددات للأمن والاقتصاد والاستقرار الاجتماعي في غينيا بيساو وفي العديد من دول غربي أفريقيا وأميركا الجنوبية . ويذكر أن كل من الرئيس السابق وقائد الجيش في غينيا بيساو  تم اغتيالهما في قضايا متعلقة بالمخدرات. وقالت الدراسة رغم الحرب الشرسة التي تشنها الامم المتحدة والدول الاعضاء على المخدرات فان تجارة المخدرات لاتزال واحدة من أكبر مهددات الامن العالمي من حيث عدد الوفيات التي تسببها والاستهلاك والجريمة المنظمة والفساد. وأشارت الى أن نظام مكافحة المخدرات وجرائمها المتبع حاليا ليس فعالاً  بالدرجة الكافية في خفض حجم سوق المخدرات أو منع ظهور انواع جديدة منها. وتعد دول أميركا اللاتينية وأميركا الجنوبية من أكثر المناطق الموبؤة بتجارة وزراعة المخدرات حيث تسيطر عصابات الجريمة المنظمة في العديد من هذه الدول على زراعة محاصيل الكوكايين وتقوم بتهريبها الى أميركا الشمالية وأوروبا الغربية . وكانت الامم المتحدة قدرت في العام 2011 عدد الوفيات المتعلقة بالمخدرات سنوياً بحوالى 211 الف وفاة.

وأشارت الدراسة الى أن الامم المتحدة حققت نجاحات حقيقية في بعض نواحي مكافحة المخدرات من حيث خفض نسبة الاستهلاك وكمية الانتاج  ولكن هذا النجاح لا يزال بعيداً عن الخفض المستهدف. وضربت مثلاً على ذلك بانخفاض عدد مستخدمي المخدرات في بريطانيا الذي انخفض من 3.3 الى 2.8 مليون شخص اعوام 2005 و2011. ويذكر أن الولايات المتحدة انفقت 6 مليارات دولار خلال العقد الماضي لخفض صناعة الافيون في أفغانستان عبر سلسلة من الا جراءات  من بينها زراعة محاصيل بديلة.  

المساهمون