8 مليارات دولار نفقات الدروس الخصوصية للأسر المصرية

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن الأسر المصرية تنفق حوالي 132 مليار جنيه سنويًا (8 مليارات دولار) على توفير الدروس الخصوصية لأبنائها. وأكد عدد من التجار من مختلف القطاعات الاقتصادية لـ "العربي الجديد" تراجع حركة مبيعاتهم مع دخول الموسم الدراسي بنسب تصل إلى 30 في المائة، نتيجة تحول جزء من إنفاق الأسر الاستهلاكي نحو مصاريف الدروس الخصوصية.

وقال الدكتور عبد النبي عبدالمطلب، الباحث في الشؤون الاقتصادية المصرية، إن التعليم في مصر حالياً يستحوذ على الجزء الأساس من دخل الأسر ومدخراتها. وشرح أنه "مع بداية شهر أغسطس/ آب، أي قبل موسم الدراسة بشهرين تقريبًا، تبدأ الدروس الخصوصية، وتبدأ معها مرحلة استنزاف الأسر المصرية، وبذلك يتراجع الاستهلاك إلى الحد الأدنى".

وأشار إلى أنه "على سبيل المثال يتراوح الإنفاق على طالب واحد شهريًا ما بين 1000 إلى 2500 جنيه، فيما متوسط دخل الاسرة متوسطة الحال يصل إلى حدود 6000 جنيه، ما يشير إلى حجم الأزمة". وأظهرت مؤشرات بحث الدخل والإنفاق لعام 2019/2020 والذي أجراه الجهاز المركزي للإحصاء، أن متوسط إنفاق الأسرة المصرية (25.1 مليون أسرة) على الدروس الخصوصية بلغ 28.3% من إجمالى حجم إنفاق قدره 18549 جنيهاً المخصص للإنفاق على التعليم سنوياً.

موقف

التحديثات الحية

أجور المدرسين المصريين في عصر السُخرَة

ورأى الدكتور عبد الحافظ الصاوي، الخبير الاقتصادي، أن "الدروس الخصوصية تعد إلى حد كبير فرعاً من الاقتصاد غير الرسمي، ولذلك يحرص المدرسون على الاحتفاظ بعوائدهم من هذه الدروس خارج الجهاز المصرفي، مخافة من دفع الضرائب على هذه المداخيل، وبالتالي فقد يحولون جزءاً منها إلى أصول بأسماء ذويهم، أو يدخرونها خارج المصارف، أو ينفقونها داخل الدائرة المغلقة للاقتصاد غير الرسمي".

وتابع أن "خروج أي مبلغ من المال عن دائرة الاقتصاد، يعد اكتنازاً، ويمثل ضرراً كبيراً على الاقتصاد الوطني، ولذلك يجب أن تجتهد المؤسسات المعنية بالمال والاستثمار، في كيفية توظيف هذه الأموال بطريقة آمنة، وتساعد على وجود حالة من الطمأنينة في المجتمع بشكل عام، والمدرسين بشكل خاص لاستثمار أموالهم".

وكانت نتائج بحث الدخل والإنفاق أظهرت أن متوسط الإنفاق السنوي للأسرة على التعليم يتوزع بين 12829 جنيها في المدن (12.5 في المائة) والريف 5720 جنيهًا (9.2 في المائة)، ومثلت المصروفات الدراسية منها 38.6 في المائة، والدروس الخصوصية 28.3 في المائة.