توقع تحليل اقتصادي اليوم السبت، أن يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي "المركزي الأميركي" سياسة "التشديد" خلال الفترة المقبلة، وأن يرفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في 21 سبتمبر/أيلول الجاري و50 نقطة أساس في كل من نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول المقبلين، قبل إجراء زيادة أخرى بواقع 25 نقطة أساس في أوائل عام 2023.
وتوقع بنك قطر الوطني "QNB"، في تقريره الأسبوعي، أن يتوقف الفيدرالي الأميركي بعد ذلك مؤقتاً عن رفع أسعار الفائدة ليبلغ سعر الفائدة النهائي مستوى يراوح بين 4.25 و4.5 بالمئة.
واستند التحليل وفقاً لوكالة الأنباء القطرية "قنا" إلى ثلاثة أسباب رئيسية تدعم وجهة نظره هذه بشأن أسعار الفائدة، أولها أنه حتى لو انخفض التضخم في الولايات المتحدة بشكل كبير، فإنه سيظل أعلى بكثير من معدل 2% المستهدف.
وأشار إلى أنه في الماضي، في كل مرة اخترق فيها التضخم في الولايات المتحدة حاجز الـ 5%، تم احتواء دوامة ارتفاع الأسعار برفع أسعار الفائدة إلى مستوى كان على الأقل مساوياً في الارتفاع لذروة التضخم.
ولا يتوقع البنك أن تتجاوز أسعار الفائدة "ذروة التضخم" التي من المحتمل أن تكون قد بلغت 9.1% في شهر يونيو/حزيران من العام الحالي، لكن المعدل النهائي البالغ 3.8% الذي تتوقعه السوق حالياً يبدو مفرطاً في التفاؤل.
ولا يتوقع البنك أن تتجاوز أسعار الفائدة "ذروة التضخم" التي من المحتمل أن تكون قد بلغت 9.1% في شهر يونيو/حزيران من العام الحالي، لكن المعدل النهائي البالغ 3.8% الذي تتوقعه السوق حالياً يبدو مفرطاً في التفاؤل.
ولفت التقرير في سياق استعراض السبب الثاني إلى أنه بالرغم من التباطؤ الأخير، لا يزال الاقتصاد الأميركي قوياً، ما يسمح أكثر بتشديد السياسة النقدية.
ويتمتع المستهلك الأميركي تحديداً بوضع جيد، حيث لدى الأسر ميزانية عمومية قوية مع مستويات عالية من النقد المتاح (15.8 تريليون دولار). ويدعم هذا الأمر الإنفاق الأسري القوي على الخدمات، ويؤدي إلى مستويات عالية من الاستثمارات المحلية الخاصة وضيق في سوق العمل. ومن المرجح أن تجعل مثل هذه الظروف بنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر حذراً إزاء التوقف عن رفع أسعار الفائدة في نهاية المطاف.
ويتمتع المستهلك الأميركي تحديداً بوضع جيد، حيث لدى الأسر ميزانية عمومية قوية مع مستويات عالية من النقد المتاح (15.8 تريليون دولار). ويدعم هذا الأمر الإنفاق الأسري القوي على الخدمات، ويؤدي إلى مستويات عالية من الاستثمارات المحلية الخاصة وضيق في سوق العمل. ومن المرجح أن تجعل مثل هذه الظروف بنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر حذراً إزاء التوقف عن رفع أسعار الفائدة في نهاية المطاف.
السبب الثالث والأخير الذي أورده التقرير، تمثل بتشجيع التوازن الحالي للحوافز المؤسسية بنك الاحتياطي الفيدرالي على أن يكون أكثر جرأة، حتى لو كان ارتفاع أسعار الفائدة يمكن أن يسبب تباطؤاً اقتصادياً أو اضطرابات مالية أكثر حدة.
ووفقاً للتقرير، من غير المرجح أن يتوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة قبل أن تنخفض معدلات التضخم بشكل كبير لبعض الوقت".
وقال رئيس المركزي الأميركي جيروم باول أول من أمس الخميس، في معهد كاتو إن البنك الفيدرالي سيقوم بعمل اللازم لمحاربة التضخم في البلاد، مشيراً إلى أن "التوقف عن رفع الفائدة أو التحول لتخفيضها، ليسا قريبين".
وكرر باول ما قاله في اجتماع البنوك المركزية في جاكسون هول قبل أسبوعين، حين ذكّر مستمعيه بأن "التاريخ يحذرنا بشدة من التسرع في تخفيف السياسة النقدية"، مؤكداً أنه ورفاقه في البنك "ملتزمون القضاء على التضخم"، وأنهم لن يتوقفوا حتى إتمام مهمتهم.
وكرر باول ما قاله في اجتماع البنوك المركزية في جاكسون هول قبل أسبوعين، حين ذكّر مستمعيه بأن "التاريخ يحذرنا بشدة من التسرع في تخفيف السياسة النقدية"، مؤكداً أنه ورفاقه في البنك "ملتزمون القضاء على التضخم"، وأنهم لن يتوقفوا حتى إتمام مهمتهم.