تعاقدت شركات سكر البنجر المصرية مع المزارعين للموسم الجاري 2023/2024 على نحو 96.4 ألف فدان حتى نهاية أغسطس/ آب الماضي" العروة الأولى"، مقابل التعاقد على 126.6 ألف فدان خلال نفس الفترة من العام الماضي 2022، بتراجع نحو 24 في المائة.
وعزا الدكتور مصطفى عبدالجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية، تراجع المساحات المزروعة هذا الموسم إلى أن إعلان الشركات عن ارتفاع أسعار التوريد جاء متأخرًا، ما أدى إلى توجه المزارعين قبل الإعلان نحو الزراعات الأكثر ربحية كالذرة والأرز والقطن.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد" أن تراجع المساحات المزروعة خلال العروة الأولى يكون دائمًا مؤشراً على تراجع المساحات في العروتين التاليتين، ولكن ربما ترتفع المساحات عقب خلو الأرض من الذرة والقطن والأرز، وهذا مرتبط أيضًا بإعلان الحكومة عن الأسعار الجديدة لتوريد القمح والذي قد يكون بديلًا أكثر ربحية من زراعة البنجر، وخاصة أن سعر توريد البنجر في العروات المتأخرة تراجع إلى 1100 جنيه للطن.
وأشار إلى أن المساحات المزروعة خلال الموسم الماضي 2022/ 2023 بلغت نحو 620 ألف فدان، فيما تستهدف وزارة الزراعة هذا الموسم 2023/2024 نحو 750 ألف فدان بهدف تغطية الطاقة الإنتاجية لمصانع بنجر السكر في مصر.
وكانت لجنة الزراعة والري بمجلس النواب حذرت خلال دورة الانعقاد الماضية من أن تدني أسعار استلام المحصول من المزارعين سيؤدي إلى تناقص المساحات المزروعة، في ظل إعلان الحكومة عن زيادة أسعار المحاصيل البديلة.
وطالبت بزيادة سعر التوريد، وخاصة بعد ارتفاع أسعار السكر وحصول الشركات على أرباح طائلة، في الوقت الذي يتحمل فيه المزارعون المزيد من الخسائر.
وتستحوذ الشركة القابضة للصناعات الغذائية على حوالى 60 في المائة من حجم الإنتاج في مصر، من خلال 5 شركات توجه أغلب إنتاجها لحساب وزارة التموين والتي توزعه بدورها على المتاجر التموينية المختصة بالسلع المدعمة، فيما يساهم القطاع الخاص بنسبة 40 في المائة من حجم الإنتاج.
ووفقًا لتوقعات مجلس المحاصيل السكرية، فمن المنتظر أن يبلغ إنتاج السكر نحو 2.9 مليون طن، تشمل، 1.8 مليون من بنجر السكر، و850 ألف طن من قصب السكر، بخلاف 250 ألفا من سكر الفركتوز المنتج من حبوب الذرة، ليبلغ حجم الاستهلاك 3.2 ملايين طن سنويًا.