احتجاج على الغلاء الفاحش أمام وزارة الاقتصاد اللبنانية بعد خسارة الليرة 80%

26 يونيو 2020
شاجبو تدهور المعيشة عند أعتاب الوزارة (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -
نفذ عددٌ من الناشطين، اليوم الجمعة، اعتصاماً أمام وزارة الاقتصاد في لبنان، احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية واعتراضاً على سياسات الوزارة التي تعتمدها، في ظلّ غياب الرقابة الجدية من قبلها على أسعار السلع والمواد الغذائية التي ترتفع بشكل عشوائي وجنوني وتقاعسها عن وضع حدّ لجشع التجار الذين يستغلّون الأوضاع أيضاً في احتكار البضائع والمواد بغية تحقيق أرباح كبيرة على حساب المواطن.
واقتحم بعض المعتصمين مبنى وزارة الاقتصاد، حيث رفعوا الصوت عالياً مطالبين الوزير راوول نعمة بالتحرّك سريعاً لضبط الأسعار والتوقف عن السير بخطوات من شأنها أن تزيد من وجع اللبنانيين، وآخرها الاقتراح الذي أعدّه لرفع دعم البنك المركزي عن البنزين والمازوت والخبز الذي من شأنه أن يرفع أسعار هذه المواد في خطوة يتخوّف منها المواطنون.
وسجل حصول إشكال بين المعتصمين والعناصر الأمنية التي حاولت إخراج الشبان من المبنى وإبعادهم من محيط الوزارة.


ويواصل سعر صرف الدولار ارتفاعه في السوق السوداء، حيث تجاوز اليوم عتبة 7500 ليرة لبنانية، الأمر الذي أدى إلى إغلاق عدد كبير من المؤسسات التجارية والصناعية ومن بينها متاجر اللحوم أبوابها نتيجة عدم قدرتها على شراء البضائع ورفع الأسعار على الزبائن الذين يعانون من خسائر طائلة يومياً.



وأشارت وكالة "رويترز"، اليوم، إلى أنّ الليرة اللبنانية هوت إلى مستوى منخفض جديد مقابل الدولار في السوق الموازية، حيث فقدت حالياً نحو 80% من قيمتها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019. وقال هاني بحصلي رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية والمنتجات الاستهلاكية والمشروبات، إن مستوردي الأغذية أشاروا إلى سعر عند 7500 ليرة لشراء الدولار اليوم الجمعة، وأشار متعامل ثانٍ في السوق إلى أسعار صرف بين 7300 و7600.
ولفت إلى أن مستوردي المواد الغذائية تمكّنوا من تدبير عشرين في المائة من احتياجاتهم من النقذ الأجنبي من الصرافين المرخصين في الأسبوعين الماضيين، مما تركهم يعتمدون على السوق الموازية لتدبير الباقي.



وأضاف بحصلي أنّ "واردات الأغذية تتقلّص، ولا يمكن أن تستمرّ على هذا النحو. وإذا لم تستطع العثور على الدولارات للاستيراد فلن يكون هناك أي ضمان بأنك لو شحنت شيئاً ستستطيع الحصول على الأموال له"، بحسب "رويترز".
بالتزامن مع فوضى الصرف، أعلن حاكم "مصرف لبنان" المركزي رياض سلامة، ظهر الجمعة، رسمياً، انطلاق العمل اعتباراً من اليوم بالمنصة الإلكترونية لعمليات الصرافة للتداول في العملات بين الدولار الأميركي والليرة اللبنانية لدى الصرافين، في إطار الجهود للجم التدهور التاريخي للعملة الوطنية.



وأوضح سلامة في بيان صادر عن مديرية الإعلام في "المركزي"، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، أن المنصة أُطلقت عبر التطبيق الإلكتروني المُسمّى "Sayrafa"، مشيراً إلى أن تداول الأسعار اليوم كان ضمن هامش 3850 ليرة و3900 ليرة للدولار الواحد. وأكد المصرف المركزي أن السيولة تأمّنت وفق هذه الأسعار وجرت العمليات على أساسها، فيما يبقى سعر الصرف الرسمي في المصارف 1515 ليرة لبنانية مقابل الدولار.