إدارة ترامب تستغل "دافوس" لتلميع صورة الاقتصاد الأميركي الغارق في الديون

21 يناير 2020
ترامب أثناء مشاركته في المنتدى اليوم (فرانس برس)
+ الخط -
يستغل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه الوزاري مناسبة انعقاد منتدى "دافوس" ليخاطب النخبة والرأي العام العالمي من أجل تلميع صورة الاقتصاد الأميركي الغارق في الديون والنزاعات التجارية مع جيرانه وشركائه، وسط ضغط سياسي هائل يتعرّض له ترامب نفسه داخلياً.

في السياق، ترامب حاول خلال مشاركته في المنتدى المنعقد في سويسرا، اليوم، استعراض نجاح الاقتصاد الأميركي، لكنه حرص على عدم الخوض كثيرا في المسائل البيئية رغم أنها تتصدر جدول أعمال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي.

وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستنضم إلى مبادرة لزراعة تريليون شجرة، لكن حديثه عن الأهمية الاقتصادية لصناعات النفط والغاز استمر لبضع دقائق في كلمته أمام المنتدى، علما أن هذه هي المرة الثانية التي يلقي فيها ترامب كلمة في دافوس، وكان قبل عامين قد حث الشركات على الاستثمار في بلاده بعد إقرار أول تخفيضات ضريبية لتشجيع إنفاق الشركات.

وفي كلمة تناولت موضوعات شتى، عدًد ترامب إنجازات إدارته، ووجه الشكر للشركات الأجنبية التي تستثمر في الولايات المتحدة. وقال إن أميركا في وضع اقتصادي أفضل بكثير مما كان يتخيل عندما تولى منصبه قبل 3 سنوات.
ودعا إلى المزيد من الاستثمارات الأجنبية في بلاده قائلا: "لقد ولى زمن الشكوك... إلى كل شركة تبحث عن مكان للنجاح... لا مكان أفضل من الولايات المتحدة".

ولقي ترامب مواكبة من وزير خزانته ستيفن منوتشين، الذي قال، اليوم، إن الاقتصاد الأميركي قد ينمو هذا العام بخطى أسرع من الكثير من التوقعات، مشيرا إلى التأثير الإيجابي لاتفاقين تجاريين والعودة المحتملة للطائرة 737 ماكس التي تنتجها "بوينغ" إلى الخدمة.

وتباطأ النمو في الولايات المتحدة العام الماضي، وتوقع صندوق النقد الدولي، أمس الاثنين، مزيدا من النزول في السنوات المقبلة، وهو ما يعود لأسباب منها ضعف التجارة العالمية وتلاشي أثر تحفيز نقدي.

وأبلغ منوتشين المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا، بأنه "سنسمع توقعات من صندوق النقد الدولي وغيره، لكنني أعتقد أن توقعات الناس منخفضة جدا للعام 2020".

وقال إن ثقة الشركات قوية وإن اتفاقين تجاريين في الآونة الأخيرة مع الصين والمكسيك وكندا سيدعمان النمو، مضيفا أن الاقتصاد سيلقى دعما أيضا من حل بوينغ المحتمل لمشكلاتها المتعلقة بطرازها الرئيسي من الطائرات.
ورفض منوتشين تكهنات بأن سياسات المالية العامة قد تتسبب في تراجع النمو، لكنه أقر بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى إبطاء وتيرة الزيادة في الإنفاق.

وقال منوتشين: "بلا شك، على مدار السنوات القليلة المقبلة، سيتعين علينا الحرص على النظر في إبطاء وتيرة نمو الإنفاق الحكومي"، مردفا: "ليس خفضا بالضرورة، إنه بالأساس إبطاء لوتيرة نمو الإنفاق الحكومي".

وعندما سئل عن سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي في ما يتعلق بأسعار الفائدة، لم يشأ منوتشين أن يتطرق إليه.

وفي وقت سابق، اليوم، انتقد ترامب البنك المركزي الأميركي قائلا إنه يعتقد أنه يخفض أسعار الفائدة ببطء شديد، فيما قال منوتشين إن رئيسه مسموح له بانتقاد سياسة مجلس الاحتياطي، لكنه كوزير للخزانة ليس له أن يفعل هذا.

تهديد ترامب أوروبا برسوم على السيارات

وفي الوقت نفسه، قال ترامب إنه أجرى محادثات "جيدة جدا" مع الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء في سويسرا، لكن إذا لم يتم التوصل لاتفاق، فإن واشنطن ستدرس بجدية فرض رسوم جمركية على السيارات. وأرجأ البيت الأبيض مرارا قرارا بشأن احتمال فرض رسوم جمركية على السيارات المستوردة من أوروبا.

وأثار تهديد ترامب بفرض رسوم على مكون رئيسي في الصادرات الأوروبية توبيخا قويا من مسؤولين أوروبيين ومن شركات صناعة السيارات، وهى مصدر رئيسي للتوظيف في الاتحاد الأوروبي.
وقال ترامب على هامش المنتدى في منتجع دافوس: "نتوقع أن يكون بمقدورنا عقد اتفاق مع أوروبا. وإذا لم يعقدوا اتفاقا فإننا بالتأكيد سنولي ذلك اهتماما قويا جدا"، في إشارة إلى الرسوم الجمركية.

وفي وقت سابق هذا الشهر، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة ترامب هددت بفرض رسوم جمركية بنسبة 25%
على واردات السيارات من أوروبا إذا لم تتهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا رسميا إيران بخرق الاتفاق النووي لعام 2015.
المساهمون