قال مصدران مطلعان اطلاعاً مباشراً على وجهة النظر داخل أرامكو السعودية لوكالة "رويترز" اليوم الثلاثاء، إن من المستبعد أن تدرج المملكة شركتها النفطية العملاقة المملوكة للدولة هذا العام، بعد هجوم في وقت سابق من الشهر الجاري على منشأتي نفط تابعتين لها.
وأضاف المصدران اللذان طلبا عدم نشر اسميهما لأن المعلومات غير علنية، أن من المتوقع في الوقت الحالي أن تتأجل العملية إلى العام المقبل، بعد هجوم 14 سبتمبر/أيلول على منشأتي خريص وبقيق التابعتين لأرامكو، واللتان تقومان بمعالجة وتنقية الخام، وقال أحد المصدرين إنهم "بحاجة لبناء الثقة، فضلا عن استئناف الإنتاج".
وتسببت الهجمات في اشتعال حرائق وأضرار كبيرة أدت إلى خفض إنتاج النفط الخام إلى النصف في أكبر مصدر للنفط في العالم، إذ أوقف ضخ 5.7 ملايين برميل يومياً.
وقال مصدر لـ"رويترز" هذا الأسبوع إن السعودية استعادت ما يزيد على 75 بالمئة من فاقد الإنتاج بعد الهجمات، وإنها ستعود إلى الإنتاج بكامل الكميات بحلول أوائل الأسبوع المقبل.
وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان والرئيس التنفيذي لأرامكو أمين الناصر قالا في وقت سابق إن الإنتاج سيعود بالكامل بنهاية سبتمبر/أيلول.
وأثارت الهجمات التي حمّلت الرياض وواشنطن إيران المسؤولية عنها رغم نفي طهران وإعلان الحوثيين المسؤولية، قلق المستثمرين بكشفها عن ضعف جاهزية المملكة للدفاع عن نفسها، على الرغم من الهجمات المتكررة على أصول حيوية خلال أكثر من أربعة أعوام من انخراطها في صراع في اليمن.
وقال روس تيفرسون رئيس استراتيجيات الأسواق الناشئة لدى جوبيتر لإدارة الأصول، وهو صندوق مقره لندن، إنني "أعتقد أن الهجمات على منشأتي أرامكو فاجأت مديري المحافظ، إذ كشفت عن أن الأصول السعودية أكثر تعرضا لمخاطر الهجمات والتعطل مما كان يعتقده كثيرون".
وعقدت أرامكو اجتماعات مع مصرفيين ومحللين بعد الهجمات، لكن الشكوك ثارت بين المستثمرين بشأن توقيت الشق المحلي البالغ حجمه 20 مليار دولار من الطرح العام الأولي.
والطرح العام الأولي لأرامكو، أكبر شركة نفط في العالم، أحد أركان خطة إصلاح اقتصادي يرعاها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تهدف إلى جمع مليارات الدولارات، للمساعدة في تنويع اقتصاد المملكة بدلا من الاعتماد على النفط.
وكان ياسر الرميان رئيس مجلس إدارة أرامكو قال الأسبوع الماضي عقب الهجوم، الذي أدى في البداية إلى انخفاض إنتاج النفط في أكبر مُصدر للخام في العالم بمقدار النصف، إن الشركة ستكون مستعدة للطرح العام الأولي في غضون عام.
وقال مسؤولون سعوديون في السابق إن الطرح الأولي لأرامكو قد يجري في 2020 أو 2021، وقالت مصادر في السابق إن العملية، التي تأجلت من العام الماضي، من المقرر أن تُجرى في نوفمبر/تشرين الثاني.
وكانت الخطة لطرح حصة قدرها واحد بالمئة في البورصة السعودية، في خطوة أولى من بيع مزمع لنسبة خمسة بالمئة من الشركة قد يجمع 100 مليار دولار.