ارتفاع الأسعار في المدن السياحية يزعج المغاربة

26 اغسطس 2019
المغتربون يساهمون بما يقرب من نصف الإيرادات السياحية (Getty)
+ الخط -

 

تصاعدت شكاوى المغاربة من ارتفاع تكاليف السياحة في المملكة، ليرى البعض أنها تتجاوز كلفة السياحة في العديد من البلدان الأوروبية، بينما يقول مسؤولون في القطاع إن رفع الأسعار في هذه الفترة يرجع إلى رغبة أصحاب المنشآت السياحية في تعويض ضعف الإقبال في الفترات السابقة من العام.

وعمد سياح مغاربة إلى اللجوء لوسائل التواصل الاجتماعي، من أجل التعبير عن تذمرهم من ارتفاع أسعار الخدمات، مقارنين إياها بالأسعار المعتمدة في بلدان أوروبية، التي أضحت الوجهة المفضلة لدى العديد من الأسر المنتمية للطبقة الوسطى العليا.

ويتجلى ذلك في أن المدن الشمالية للمملكة، كما منطقة السعيدية شرق المملكة، تشهد إقبالا كبيراً للسياح المحليين، والمغتربين العائدين في الصيف، حسب سفيان بلراس، المشرف على أحد المطاعم بشمال المملكة، ما يفسر في تصوره ارتفاع الأسعار، خاصة في سياق متسم بالطابع الموسمي لنشاط الفنادق والمطاعم.

ويرى بلراس، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن حرص الأسر على الاستفادة من الإجازة السنوية في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، اللذين يسبقان الدخول المدرسي، يشجع أصحاب الفنادق والمطاعم، وحتى شركات النقل، على رفع الأسعار سواء في المدن السياحية أو المناطق الجبلية.

وتتراوح أسعار الفنادق في المدن السياحية، بين 55 و100 دولار في الليلة، غير أنها تقفز إلى 200 دولار في بعض الفنادق، لتؤكد العديد من الأسر أن هذه الأسعار مبالغ فيها.

ويعتبر عزيز أبدوح، المسؤول في أحد الفنادق الساحلية، إن الأسعار المعتمدة من قبل الفنادق، والتي يشتكي منها السياح المحليون، سببها سعي تلك المؤسسات في بعض المناطق مثل الشمال، إلى تعويض ضعف الإقبال في الفترات السابقة من العام.

ويرى أبدوح في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الأسر المغربية، خاصة من الطبقة الوسطى العليا، أضحت أكثر نزوعا لتخصيص نفقات أكثر من أجل السفر، حيث تعمد إلى البحث عن أسعار توافق تطلعاتها، ما يدفعها في السنوات الأخيرة إلى المقارنة بين الأسعار المحلية وتلك المعتمدة من قبل بلدان مثل تركيا أو إسبانيا.

وكان المكتب الوطني المغربي للسياحة، دعا في فترات سابقة، إلى تشجيع العروض الفندقية التي تستجيب لطبيعة الأسر المغربية، التي لا تتمتع بقدرة شرائية كبيرة.

ويراهن المغرب على رفع ليالي مبيت السياح المحليين في الفنادق من 27 في المائة إلى 40 في المائة، ما يقتضي استقطابهم عبر سياسة أسعار تراعي قدرتهم الشرائية، وعروض تراعي طبيعة الأسر.

وأطلقت المملكة حملة "مرحبا" التي تمتد من الخامس من يونيو/حزيران الجاري إلى الخامس عشر من سبتمبر/أيلول المقبل، مستهدفة بشكل خاص المغتربين القادمين من أوروبا، إذ شرعت لجنة مشتركة مغربية وإسبانية، منذ مايو/أيار الماضي، في تسهيل عبور العائدين عبر الحدود، فضلا عن توفير خطوط ملاحية إلى عدة مدن في إسبانيا وفرنسا وإيطاليا.

ويقدر عدد المغتربين المغاربة بحوالي خمسة ملايين شخص، 85 في المائة منهم يقيمون في أوروبا، خصوصاً في فرنسا وهولندا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا.

ويزور المملكة في فترة الصيف حوالي نصف المغتربين، حيث يساهمون في تنشيط القطاع السياحي وينعشون الأسواق.

وساهم المغتربون في دعم إيرادات السياحة بنحو 3 مليارات دولار، من إجمالي 7.5 مليارات دولار خلال 2018.

المساهمون