الحرب تهدّد طرابلس بالظلام التام

18 يونيو 2019
شركة الكهرباء في ليبيا (فيسبوك)
+ الخط -
حذرت الشركة العامة للكهرباء الليبية، من حدوث ظلام تام في العاصمة طرابلس، بسبب تضرر الشبكة جراء الاشتباكات الدائرة في طرابلس، مع إعلان خروج وحدات إنتاج من الخدمة في محطة كهرباء الزاوية.

وحسب بيان للشركة صدر أول من أمس، تضررت دائرة نقل الكهرباء الرئيسية جنوب طرابلس، بسبب الاشتباكات الجارية، مما يضع الشبكة في حالة حرجة ويهدد سلامتها.

وقال مدير الإعلام في شركة الكهرباء الحكومية محمد التكوري في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إن وضع الشركة حرج للغاية، وأن ساعات طرح الأحمال غير متساوية على مختلف المناطق بالعاصمة طرابلس، فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة.

وحول حجم الخسائر التي تكبدتها الشركة الحكومية، أكد مدير الإعلام أن النتائج الأولية للخسائر منذ بداية الاشتباكات مطلع إبريل/ نيسان الماضي تقدر بـ200 مليون دينار ليبي (الدولار = 1.38 دينار)، مؤكدا أن ساعات طرح الأحمال تصل لدى بعض المناطق 15 ساعة يوميا مع نسبة عجز في الشبكة العامة للكهرباء تبلغ 1300 ميغاوات يومياً.


وتشن مليشيات اللواء متقاعد خليفة حفتر حرباً على حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا منذ نحو شهرين ونصف الشهر بهدف السيطرة على العاصمة طرابلس.

وقالت الشركة العامة للكهرباء، إن مسلحين اعتدوا على فنيي ومهندسي محطة أم الجداول بالجنوب الليبي، أول من أمس، لرفضهم برنامج طرح الأحمال وأجبروا العاملين على مغادرة المحطة نهائيًا.

وأوضحت الشركة أنها تعاني خلال الفترة الأخيرة من الاعتداءات المتكررة على موظفيها وإلحاق الأذى والضرر بالشبكة الكهربائية بشكل متواصل ومخطط، حيث جرى تدمير ما يقارب 350 برجًا بالكامل من أبراج الضغط العالي بالمنطقة الجنوبية من أصل 450 برجًا كلفوا الشركة ملايين الدنانير في مشروع توصيل الكهرباء وتغطية المنطقة الجنوبية. وأشارت إلى إصابة دوائر النقل الرئيسية عدا دائرة واحدة ما زالت في الخدمة فقط.

وكانت شركة الكهرباء الحكومية قد ناشدت المواطنين فصل الأجهزة الكهربائية عند انقطاع التيار وأثناء الدخول في برنامج طرح الأحمال، على أن يتم تشغيلها بعد رجوع التيار الكهربائي ببضع دقائق، تفادياً لتزامن الأحمال وارتفاع أحمال الشبكة الكهربائية وحدوث أعطال في المحولات، ما يؤدي إلى زيادة ساعات فترة الانقطاع.

ودفعت أزمة الكهرباء الخانقة السكان إلى الاعتماد على المولدات الكهربائية التي تعمل بالبنزين وارتفع ثمنها إلى نحو ألف دينار للمولد الواحد من 500 دينار بسبب الطلب المتزايد عليها.

وتصرف ليبيا سنوياً 800 مليون دينار (615 مليون دولار)، لدعم الكهرباء في البلاد، بحسب تقديرات حكومية، في حين لا يسدّد المواطنون فواتير الكهرباء منذ عام 2011، وكانت معدلات الجباية لرسوم الكهرباء تناهز 300 مليون دينار سنويا.

وتبلغ مديونية "الشركة العامة للكهرباء" حتى نهاية السنة الماضية، 2.4 مليار دينار، منها مليار دينار هي ديون متراكمة على المواطنين والجهات العامة.

وتواجه ليبيا حالياً أزمة في توفير الطاقة الكهربائية للمواطنين بالتزامن مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة بلغت مستويات قياسية، ما يؤدي إلى انقطاع التيار لعدد كبير من الساعات يوميا.

المساهمون