انتعشت أسواق المدن المحررة وسط العراق وشماله وغربه نسبياً بتجارة الكمأ (نوع من الفطر البري)، بعد أمطار غزيرة وعواصف رعدية مستمرة خلال الأشهر الماضية، ما وفّر فرص عمل لمئات المعطلين عن العمل، فضلاً عن تحريك الركود الاقتصادي الذي تشهده تلك المدن.
وبحسب جاسم الدليمي (43 عاماً)، الذي يعمل في جني وتجارة الكمأ، فإنّ "موسم الكمأ هذا العام كان وفيراً جداً، وقد نزلت إلى الأسواق مئات الأطنان التي حركت ركود السوق، ووفرت فرص عمل لكثير من الشباب والعاطلين".
ويضيف الدليمي لـ"العربي الجديد"، أنه "في بداية نزول الكمأ إلى السوق قبل نحو شهرين، كان ثمنه مرتفعاً يصل إلى 25 ألف دينار (20 دولاراً)، ولكن بسبب الكميات الكبيرة التي تم جنيها انخفض السعر حتى وصل إلى ألفي دينار (دولار ونصف) تقريباً في بعض المناطق وخاصة المدن الغربية من البلاد، لكونها قريبة من المناطق المنتجة للمحصول".
مازن صبحي (30 عاماً)، يقول: "وفر لنا موسم الكمأ هذا العام فرصة عمل رغم المخاطر التي قد نتعرض لها في الصحراء، إذ نخرج على شكل مجموعات إلى المناطق الصحراوية ونقوم بالتجول وملاحظة سطح الأرض لتفقد ما نسميه بالفقع أو الكمأ، ثم نجمعه في صناديق".
ويوضح، خلال حديثه مع "العربي الجديد": "أعمل بأجر يومي، وأجني من عملي بحدود 25 ألف دينار (20 دولاراً) يومياً، وهي فرصة للحصول على بعض المال لسدّ حاجات أسرتي".
ووجد أصحاب سيارات الحمل الصغيرة فرصتهم للعمل أيضاً في هذا المجال، بعد أشهر طويلة من البطالة المستمرة والركود الاقتصادي.
صابر المحمدي سائق سيارة حمل يقول لـ"العربي الجديد"، إن "أسواق المدن المحررة تشهد ركوداً اقتصادياً كبيراً، وهذا ينعكس علينا كسائقين لسيارات الحمل، فلا توجد حركة بناء مثلاً أو تجارة نشطة للبضائع، وقد وفر لنا موسم الكمأ فرصة كبيرة".
ويؤكد أنه "من المعروف أنّ الكمأ يكثر في المناطق الصحراوية، وهذا يتطلب سيارات حمل صغيرة لمرافقة العاملين بجنيه وفرزه ثم نقله إلى أسواق المحافظة أو المناطق العراقية الأخرى".
ويعدّ الكمأ أحد أفضل المأكولات التي تستعين بها المائدة العراقية إلى جانب الفطر الصحراوي، وينقسم إلى عدة أنواع وأحجام ويختلف السعر وفقاً للنوع والحجم.