"الدول المصدرة للغاز": قطر ستظل لاعباً رئيسياً في السوق

20 مارس 2019
دور قطر الرئيس مستمر في أسواق الغاز الطبيعي العالمية(Getty)
+ الخط -

أكد الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز يوري سنتيورين، أن قطر رسخت مكانتها كواحدة من أكبر منتجي ومصدري الغاز الطبيعي في العالم، في ضوء ما أثبتته من قدرة على تجاوز التحديات والوفاء للعملاء.

وذكر في حوار مع وكالة الأنباء القطرية(قنا) أن قطر استطاعت التكيف رغم التحديات التي واجهتها في الآونة الأخيرة، وتمكنت من تأمين إمدادات الغاز الطبيعي المسال لشركائها وعملائها في جميع أنحاء العالم، من خلال تزويد مناطق الاستهلاك البعيدة والأسواق التي لا تستطيع الوصول إلى مصادر الطاقة المستدامة والنظيفة بالغاز الطبيعي المسال، الذي يعد أنظف أنواع الوقود الأحفوري.

وتوقع الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز أن تستمر قطر في لعب دور رئيس في أسواق الغاز الطبيعي العالمية، وتحافظ على مكانتها كواحدة من أكبر الدول التي تملك احتياطات من الغاز الطبيعي في العالم، مدعومة بإمكانات كبيرة لتطوير مصادرها من الغاز الطبيعي، وزيادة صادراتها من الغاز المسال.

وأضاف أن قرار قطر الأخير بزيادة مستوى إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن إلى 110 ملايين طن سنويا، سيساهم في تحسين موقعها كواحدة من أكبر المصدرين الرئيسيين للغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق العالمية، وسيزيد من تحسين مكانتها كأكبر مورد موثوق للغاز الطبيعي المسال لبقية العالم.


وقال إن إعلان الدوحة زيادة إنتاجها من النفط يمكن أن يسهم في نمو الطلب على الغاز الطبيعي المسال من قارة آسيا وخاصة الصين، كما أن من شأنه تعزيز موقع المنتدى في التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال، وذلك باعتبار قطر عضوا فيه.

وأشاد بوفاء قطر لعملائها في أصعب اللحظات، مبينا أن دعمها لليابان خلال فترة تراجع شرائها للغاز الطبيعي المسال عقب كارثة فوكوشيما دليل ساطع على ذلك الوفاء للعملاء، لافتا إلى أن قطر استرجعت مكانتها كأكبر مصدر سنوي للغاز الطبيعي المسال، حيث صدرت في يناير/كانون الثاني الماضي 6.9 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال، مدعومة بالعديد من العوامل من بينها الكميات الكبيرة المنتجة من حقل الشمال، والقدرة على التخزين، وتكلفة الإنتاج المنخفضة وغيرها.


وشدد على مواصلة المنتدى لدعم وتعزيز التعاون ضمن الدول الأعضاء، عبر حوار بين منتجي ومستهلكي الغاز، وتشجيع استخدام الغاز الطبيعي كوقود رئيسي نظراً لخصائصه الإيجابية الكثيرة للتنمية المستدامة.

وأكد أنه انطلاقا من التزام منتدى الدول المصدرة للغاز باحترام الحقوق السيادية لبلدانه الأعضاء، فإنه لا نية له في الحد بشكل جماعي من إنتاج الغاز أو الغاز الطبيعي المسال لموازنة السوق أثناء أي فائض محتمل في العرض.

وفيما يتعلق بالتطورات في سوق النفط، قال سنتيورين، إن "سوق الغاز ظل في الماضي قادرًا على تحقيق التوازن بنفسه وسيظل على مثل ذلك الحال في المستقبل".

وشدد على أهمية الدور الفعال الذي يلعبه المنتدى في سوق الغاز العالمي، حيث يمتلك حوالي 70 بالمائة من احتياطيات الغاز العالمية، ويلعب دورا مهيمنا فيها، إذ شكل إنتاج الدول الأعضاء في المنتدى نسبة 45 بالمائة من إجمالي الإنتاج العالمي من الغاز الطبيعي المسجل في عام 2018.

وحول سبل مواجهة المنتدى لانخفاض الطلب في بعض مناطق العالم لصالح مصادر الطاقة غير النظيفة مثل الفحم، أشار إلى أن الطلب العالمي على الطاقة سجل نموا سنويا بنسبة 2 بالمائة، خلال الفترة ما بين عام 2000 و2017، حيث وصل إلى 14144 مليون طن.


وقال إن استهلاك الغاز الطبيعي سجل نموا خلال العامين الماضيين بنحو 3 إلى 4 بالمائة، متوقعا أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي في المستقبل القريب.

وأضاف الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز أنه على الرغم من انخفاض الأسعار، وخاصة في عام 2016، فقد تمكنت شحنات الغاز الطبيعي المسال من إيجاد مكانة لها حيث تمكنت السوق من موازنة نفسها واستيعاب الإمدادات الجديدة فيها.


وتوقع أن تشهد الأسعار العالمية للغاز الطبيعي المسال اتجاهاً هبوطيًا، فيما توقع أن يوازن السوق نفسه وسط انخفاض الأسعار المدعوم بالنمو المستمر في الطلب على الغاز في آسيا، وخصوصاً الصين والهند ومستوردي الغاز الطبيعي المسال الناشئين من بنغلادش وباكستان.

وحول آثار تنافس بعض الدول الأعضاء في السوق الأوروبية على فاعلية المنتدى، نفى الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، وجود أي منافسة بين أعضائه في أي سوق عالمية، بل إن التكامل ينعكس على التعاون بين الدول الأعضاء الذي يمد القارة الأوروبية بخطوط أنابيب الغاز والغاز الطبيعي المسال، وهي القارة التي تعد شريكا استراتيجيا للمنتدى، الذي يمدها بأكثر من 90 بالمائة من وارداتها من الغاز الطبيعي المسال.


 

دلالات
المساهمون