أزمة وقود في طرابلس وقلق من انقطاع الإمدادات مع استمرار الاشتباكات

04 سبتمبر 2018
زحام أمام محطات الوقود (فرانس برس)
+ الخط -

 

تشهد العاصمة الليبية طرابلس أزمة وقود، حيث باتت الطوابير تمتد لمسافات طويلة أمام محطات التزود، فيما أغلقت بعضها، لنفاد الكميات لديها وعدم وصول الإمدادات لها، بسبب الاشتباكات العنيفة التي تشهدها مختلف المناطق، لاسيما بالقرب من مستودع شركة البريقة لتسويق النفط الحكومية.

وقال علي السني، مدير إحدى محطات الوقود في منطقة الفرناج بالعاصمة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن مخاوف المواطنين من تداعيات الاشتباكات الجارية على توفر السلع، دفعتهم للتزاحم أمام محطات الوقود من أجل تخزين البنزين، مضيفا أن الإقبال على الاستهلاك أكبر من الكميات المتوفرة.

وأشار المواطن علي الأصفر إلى أنه تنقل بين العديد من المحطات بحثا عن التزود بالوقود، لكنه لم ينجح بسبب نفاد الكميات وإغلاق العديد من المحطات.

لكن المؤسسة الوطنية للنفط وشركة البريقة لتسويق النفط، أكدتا في بيان مشترك توفر المحروقات بالرغم من الأحداث التي تشهدها منطقة جنوب طرابلس، وأنه تم وضع خطط بديلة لتوزيع المنتجات في حال استمرار القتال.

ولفت البيان إلى أنه تم عقد اجتماع بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة البريقة لوضع خطة طورائ لاستمرار تزويد المحطات بالوقود.

وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، إن المؤسسة ستقوم بتقديم كل الدعم لشركة البريقة لتسويق النفط لضمان استقرار الإمدادات لجميع المواقع والمحطات في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها العاصمة.

كما تم في الاجتماع تقييم الأضرار الناجمة عن الاشتباكات بالقرب من مستودع شركة البريقة في طرابلس، والتطرق لكل الحلول الممكنة في حال استمرار الاشتباكات.

وتضرر خزان للديزل تابع لشركة البريقة في منطقة طريق المطار، بسبب الاشتباكات الدائرة منذ أكثر من أسبوع، ولكن فرق الصيانة تمكنت من إصلاحه وفقا لبيانات شركة البريقة.

وتأتي أزمة الوقود لتزيد من معاناة السكان، لاسيما في جنوب طرابلس بعد أن شهدت انقطاعا للكهرباء والمياه خلال الأيام الماضية.

وقد ألقت الحرب الأهلية الليبية بثقلها على المشهد الإنساني، خاصة في ما يخص الخدمات والاحتياجات الأساسية. فهناك نقص وأحياناً غياب للوازم الأساسية الصحية والطبية والخدمات العامة الأساسية، مثل خدمات السفر والتنقل وخدمات توفير السلع الضرورية للسكان، مثل غاز الطهو والبنزين، إضافة إلى ارتفاع أسعار الخبز مؤخراً.

وقالت نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، منسقة الشؤون الإنسانية، ماريا ريبيرو، في بيان صحافي إن "العائلات في طرابلس تعيش في حالة من الخوف بسبب القصف العشوائي"، لافتة إلى أن أعمال العنف تجبر العائلات على الفرار من منازلهم، فيما تسبب العنف في إلحاق الضرر بأحد المرافق الطبية.

وحذرت الشركة العامة للكهرباء في بيان نهاية أغسطس/آب الماضي، من حدوث انقطاع تام للتيار الكهربائي في طرابلس بسبب الاشتباكات الدائرة جنوب العاصمة، وإصابة إحدى الدوائر، ما أضعف أداء الشبكة وقلص المرونة التشغيلية. وأضافت أنه في حالة إصابة الدوائر الكهربائية قد ينتج عن ذلك خروج لمحطات التوليد، مشيرة إلى أن الاشتباكات تقع بالأساس في منطقة عبور لخطوط النقل الرئيسية التي تربط بين محطات التوليد ومحطات التحويل.

وتواجه ليبيا حالياً أزمة في توفير الطاقة الكهربائية للمواطنين، بالتزامن مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة بلغ مستويات قياسية في جنوب البلاد.

ويلجأ بعض السكان، في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء، إلى المولدات التي تعمل بالبنزين، وترتفع كلفة المولد الواحد إلى ما يقارب 500 دولار، بسبب الطلب المتزايد عليها.

المساهمون