المزارات الدينية في مصر تعاني الإهمال الحكومي

28 ابريل 2017
تراجع الإقبال السياحي على دير سانت كاترين (Getty)
+ الخط -
تعد المزارات الأثرية الدينية في مصر من أكثر المعالم السياحية إهمالاً في الترميم والتطوير والترويج، وتسلط الحكومة الأضواء على هذه النوعية من المزارات في المواسم فقط في ظل عدم وجود خطط استراتيجية وتمويلات كافية لتطويرها، بالإضافة إلى تحديات عدم توافر بنية تحتية في بعض المناطق الأثرية، حسب متخصصين بالقطاع السياحي

وفي هذا السياق، يرى رئيس قطاع تطوير المشروعات في وزارة الدولة للآثار، وعد الله أبو العلا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الدولة وضعت خطة لتطوير المناطق الأثرية الدينية في كل مصر، إلا أنها تتطلب مبالغ كبيرة للغاية.

وأشار إلى احتياج عدد كبير من الآثار الدينية للتطوير، ومنها الكنيسة المعلقة، بالقرب من مسجد عمرو بن العاص في القاهرة، كما توجد شجرة مريم في منطقة عين شمس، شمال القاهرة، وهي كثيفة السكان ولا يمكن دخول الحافلات الكبيرة إليها.

وتعد القاهرة أكثر المناطق التي تتوافر فيها الآثار الإسلامية إلى جانب المسيحية والتي مرت عليها السيدة العذراء.

وتعد أسيوط (على بعد 500 كيلومتر جنوب العاصمة القاهرة)، من أفقر المدن من حيث الفنادق والخدمات السياحية وضعف البنية التحتية، رغم وجود دير المحرق المشهور الذي اختبأت فيه السيدة مريم من بطش الحكام الروم خوفا على وليدها الرسول عيسى.

وقال مسؤول سياحي، رفض ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنه دون تطوير المجتمع المحلي فلن يتم الاستغلال الأمثل لهذه المناطق التاريخية التي تتواجد في أماكن عشوائية.

ومن جانبه، أكد رئيس جمعية المستثمرين بمنطقة نويبع طابا، سامي سليمان، أن توقف الرحلات السياحية لزيارة دير سانت كاترين، جنوب سيناء (شمال شرق مصر)، أدى لإغلاق العديد من الفنادق.

وأضاف أن هناك بعض الزوار كانوا يأتون عبر منفذ طابا الحدودي مع إسرائيل، ولكن في الفترة الأخيرة فإن هؤلاء الزوار توقفوا عن المجيء. ويعد دير سانت كاترين أشهر الأماكن السياحية الدينية بمصر إلى جانب الكنيسة المعلقة بالقاهرة.

وتبلغ الطاقة الفندقية في منطقة طابا نويبع نحو 15 ألف غرفة فندقية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات جنيه. وأوضح سليمان أن زيارة دير سانت كاترين وبعض المناطق في وسط سيناء كانت تشغل البدو العاملين في سياحة السفاري، إلا أن الأوضاع قد تغيرت خلال الفترة الأخيرة.

وقال سائق سيارة دفع رباعي بأحد الشواطئ، صالح القريشي، لـ"العربي الجديد": إن السياحة بالمنطقة شبه متوقفة منذ عامين. وأشار إلى أن سياح دول أوروبا وغرب أفريقيا يعدون من أبرز زوار المنطقة قبل حادثة الطائرة الروسية في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015.

وأضاف القريشي، الذي ينتمي إلى قبيلة القريشات بجنوب سيناء، أنه يعول أسرة مكونة من خمسة أفراد ويعمل في الوقت الحالي حارس أمن على أحد الفنادق بمنطقة نويبع وترك عمله بالسياحة في ظل ركود القطاع.

وحذرت السلطات الإسرائيلية مواطنيها من التواجد في سيناء لأكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة. وتعرضت منطقة دير سانت كاترين لحادث إرهابي أودى بحياة أحد أفراد الأمن بنقطة أمن بالقرب من الدير منتصف شهر إبريل/ نيسان الجاري.

وقال مدير أحد الفنادق العاملة بمنطقة نويبع علي أحمد، إن دير سانت كاترين في حال إقامة مجمع للأديان بالمنطقة مع ربطه بالأماكن المقدسة في القدس وباقي المناطق في وادي النيل فإن التدفقات السياحية لمصر لن تقل عن 5 ملايين سائح سنويا لهذه المنطقة وحدها بشرط الاستقرار الأمني.

وتتمتع مصر بالعديد من الآثار القبطية المهمة ومنها، حسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات الرسمية، منطقة حصن بابليون، وتبلغ مساحتها حوالى نصف كيلومتر مربع ويقع بداخلها المتحف القبطي وست كنائس قبطية ودير.
دلالات
المساهمون