ماذا يعني انفصال بريطانيا عن أوروبا؟

30 مارس 2017
رئيسة وزراء اسكتلندا ستيرجن نقطة الضعف البريطانية (Getty)
+ الخط -
عقب توقيع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي على وثيقة الانفصال "الفقرة 50" من ميثاق لشبونة التي تفتح الباب أمام خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، ثارت عشرات الأسئلة التي تحتاج لإجابة وهي: ماذا بعد التوقيع على الوثيقة، ماذا يعني التوقيع لعلاقة بريطانيا مع أوروبا؟ متى ستبدأ المفاوضات، ومتى ستنتهي، وعلى ماذا سيتم التفاوض؟

في البداية تجب الإشارة إلى أن التوقيع لا يعني أن المفاوضات بدأت، لكنه يعني أن الانفصال الدستوري قد حصل.

بداية المفاوضات

من المتوقع أن تبدأ مفاوضات فك الارتباط بين بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي بعد شهر من الآن. وستتناول المفاوضات جميع بنود العلاقات التجارية والاقتصادية وشؤون الهجرة والدفاع بين بريطانيا ودول الاتحاد على أسس جديدة.

وكانت لندن ترغب في التفاوض على هذه البنود قبل التوقيع الرسمي على وثيقة الانفصال، لكن المفوضية الأوروبية أصرت على عدم التفاوض مع بريطانيا قبل توقيع الوثيقة.

وترغب أوروبا طرح موضوع الهجرة والمواطنة أولاً، فيما ترغب بريطانيا في معالجة موضوع العلاقة التجارية أولاً.

ما الذي سيحدث لمواطني بريطانيا في أوروبا والأوروبيين في بريطانيا؟

يهدد الانفصال مصير 3 ملايين من مواطني الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، وكذلك 900 ألف بريطاني يعيشون في دول الاتحاد الأوروبي. وفي أسوأ الحالات سيكون هؤلاء مجبرين على التخلي عن جنسيتهم، وبالتالي قد يفقدون حقهم في الرعاية الصحية والتقاعد في بلدهم بريطانيا.

وبالنسبة إلى السياح البريطانيين المقيمين بصفة دائمة على ساحل "كوستا ديل سول" الإسباني وفرنسا، قد يعني ذلك جمع الأمتعة والمغادرة، فنحو ثلث مجموع البريطانيين في الخارج يعيشون في إسبانيا.

وتعمل تيريزا ماي على تأكيد حق الأوروبيين في العيش في بريطانيا مقابل انتزاع حقوق البريطانيين في مواصلة العيش في أوروبا، لكن ذلك يعتمد على موافقة دول الاتحاد الأوروبي.

ترغب دول الاتحاد الأوروبي أن تسدد الحكومة البريطانية فاتورة مالية تقارب "50 إلى 60 مليار يورو"، لكن مصادر بريطانية تقول إن الفاتورة التي لم تسدد لأوروبا لا تفوق 20 مليار يورو، هذه الفاتورة المختلف حولها تتألف من التزامات مالية لا تفقد مفعولها مع يوم الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وهذا ينطبق مثلاً على رواتب تقاعد الموظفين.

استراتيجيات التفاوض

أوروبا ترغب في تكبيد بريطانيا خسارة فادحة، وهي التي عبر عنها جان كلود يونكر بقوله "الهارب لا يتم الترحيب به بأيادٍ مفتوحة". من جهته، يعبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، عن الحاجة لمرونة في المفاوضات، ومن المتوقع أن تبدأ مع عقد قمة خاصة لرؤساء دول وحكومات الدول الـ 27 بعد نحو شهر واحد. وسيحاول البريطانيون المناورة حسب مصادر.

المفاوضون

على الجانب البريطاني هناك وزارة خاصة بقضايا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي تتولى ربما المفاوضات. وهذه الوزارة يرأسها الوزير ديفيد ديفيس، ومن الجانب الأوروبي تضم القائمة المجلس الأوروبي والمفوضية والبرلمان.

الحدود المستقبلية للاتحاد

مشكل الحدود سيُطرح في أيرلندا، فالحدود بين أيرلندا الشمالية والمملكة المتحدة لا تزال مفتوحة إلى حد الآن. وإذا ما تم تصديق الوزير البريطاني ديفيد ديفيس الذي يشرف على مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن مسألة الحدود ستبقى على ما هي عليه الآن، لكنه لم يوضح كيف سيكون ذلك ممكناً إذا كانت بلاده تسعى إلى منع الهجرة من بلدان الاتحاد الأوروبي.

انتهاء المفاوضات
من الناحية الرسمية يجب أن تنتهي في غضون عامين. كما هو وارد في "الفقرة 50"، لكن هناك سيناريوهات أخرى واردة. فيمكن للبريطانيين مثلاً وقف المفاوضات وإغلاق الباب. وسيتعقد الأمر عندما تحصل البرلمانات الوطنية على حق الإدلاء بالرأي والتصويت على اتفاقية الانسحاب. وهذا لم يتأكد بعد.

وفي النهاية يجب على كل حال المصادقة على الاتفاقية من جميع دول الاتحاد الأوروبي، وهذا وحده سيتطلب شهوراً، كما أن هنالك إمكانية تمديد أمد المفاوضات، لكن يجب على جميع رؤساء دول وحكومات البلدان الأوروبية الـ 27 الموافقة على ذلك.

ماهي نقاط ضعف بريطانيا بالمفاوضات؟

تتخوف الحكومة البريطانية من مطالبة استكنلدا باجراء استفتاء حول الاستقلال عن بريطانيا والانضمام إلى أوروبا. ولكن مثل هذا الاحتمال مستبعد حدوثه خاصة خلال العامين المقبلين، أي فترة المفاوضات.
المساهمون