العلاقات الاقتصادية الأوروبية - الأميركية تشهد اضطرابات حادة

26 سبتمبر 2016
خلافات تجارية واسعة (سان غالوب/Getty)
+ الخط -

تمر العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا باضطرابات حادة في فترة انتخابات كبرى على جانبي المحيط الأطلسي، تجسدها الخلافات حول مجموعة "آبل" ومصرف "دويتشه بنك" ومجموعة "إيرباص" والمفاوضات التجارية المتوقفة.

والخلاف حول "آبل" هو الأكثر رمزية. فالقرار الأوروبي الذي اتخذ في نهاية آب/أغسطس بإجبار المجموعة الأميركية العملاقة على دفع 13 مليار يورو إلى إيرلندا، أثار غضب السلطات في واشنطن وما زالت تبعاته مستمرة.

وقد أكد وزير الخزانة الأميركي جاكوب ليو مرات عدة أنه لا يتفهم القرار واتهم بشكل واضح الأوروبيين بمهاجمة المجموعات الأميركية متعددة الجنسيات "بشكل غير متكافئ".

غضب أوروبي

في الوقت نفسه، تثير الغرامة الكبيرة التي تبلغ 14 مليار دولار وتهدد مصرف "دويتشه بنك" في خلافات حول قروض عقارية، غضب أوروبا حيث يتهم البعضُ الأميركيين بالتشدد إزاء المصارف الأجنبية.

يضاف إلى كل ذلك الانتصار الأميركي في منظمة التجارة العالمية في المعركة على فرض الاعتراف بعدم شرعية الدعم المالي الحكومي الذي يدفع "لإيرباص" في أوروبا. ولم يغلق هذا الملف لكن الولايات المتحدة يمكنها نظريا مطالبة الأوروبيين بتعويضات تبلغ عشرات المليارات من الدولارات.

وأخيرا، ما زالت المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر التي يفترض أن تستأنف خلال أسبوع في نيويورك، تراوح مكانها بسبب خلافات أساسية وكذلك نقاط مرتبطة بالجدول الزمني.

فالأميركيون يكررون باستمرار أن هذا الاتفاق يمكن أن يوقع بحلول نهاية العام قبل أن يغادر الرئيس الأميركي باراك أوباما البيت الأبيض، وإن كان الأوروبيون يرون أن هذه الفرضية "ليست واقعية".

خلافات قائمة دائماً

كانت هناك دائما خلافات بين الكتلتين المتحالفتين. لكنها تفاقمت هذه المرة بسبب الغموض المرتبط بالانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة التي ستجرى في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، وفرنسا (في نيسان/أبريل) والانتخابات العامة في ألمانيا في نهاية الصيف المقبل.

وقال إدوارد الدن من المركز الفكري الأميركي "مجلس العلاقات الخارجية" لوكالة فرانس برس "في الأوقات الطبيعية، يجد الطرفان بسهولة أرضية تفاهم. لكن المشكلة هي أن هذا يحدث في فترة من الشك الكبير".

وما يعقد رد السلطات ويؤجج الجدل هو صعود شعبية الدعوات الحمائية في الولايات المتحدة مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وكذلك في أوروبا بالتصويت مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ورأى الدن أن "الخطر هو أن هذه الخلافات العادية تزداد تعقيدا وتداخلا"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة مثل أوروبا تبدوان "حائرتين" في مواجهة الرفض المتزايد لتحرير الاقتصاد. لذلك تبدو مهاجمة الشركاء التجاريين أمراً مغرياً.

وهكذا هاجمت فرنسا تعنت الولايات المتحدة المفترض في المفاوضات التجارية. وقال سكرتير الدولة الفرنسي للتجارة الخارجية ماتياس فيكل في نهاية آب/أغسطس إن "الأميركيين لا يعطون شيئا أو يعطون الفتات فقط (...) لا يجري التفاوض بين الحلفاء بهذه الطريقة".

وعمق الهوة بتأكيده أنه "من غير العقول" مواصلة المناقشات التجارية ما دام الأميركيون يستخدمون قوانينهم خارج أراضيهم لملاحقة شركات أوروبية.

وفي الواقع، دفع المصرف الفرنسي "بي أن بي باريبا" ثمن ذلك عندما فرضت عليه غرامة أميركية قدرها 8,9 مليارات دولار في 2014 بتهمة انتهاك قرارات حظر.

(فرانس برس)

المساهمون