برلماني لبناني سابق: القمح المسرطن روسي رفضته مصر

بيروت

عبد الرحمن عرابي

avata
عبد الرحمن عرابي
17 مارس 2016
EF882F05-70D7-4512-A609-F214169F6D16
+ الخط -
كشف الرئيس السابق للجنة الصحة النيابية اللبنانية، الطبيب إسماعيل سكرية، لـ"العربي الجديد"، عن مصدر شحنة القمح التي أثبتت فحوصات وزارة الصحة اللبنانية احتواءها على مادة "الأوكراتوكسين" المسرطنة.

وقال سكرية إن "تجارا لبنانيين يحظون بتغطية سياسية واسعة تمكنوا من إدخال شحنة قمح روسية إلى الأسواق اللبنانية بعد أن رفضتها دولة مصر في وقت سابق بسبب تجاوز وجود كمية الأوكراتوكسين فيها للنسب الدولية المقبولة بعدة أضعاف".

وأشار سكرية إلى أن "مشكلة الأوكراتوكسين تكمن في احتوائها على عناصر مسرطنة تصيب كبد الإنسان بشكل خاص، وقد أدى انهيار مفهوم الدولة المسؤولة مع أطماع التجار إلى تسرّب هذه المادة إلى لبنان".

​تواريخ الفحوصات

تحوّل إعلان وزير الصحة اللبناني، وائل أبو فاعور، عن هذا الاكتشاف سريعاً إلى سجال مع وزير الاقتصاد، آلان حكيم، الذي تتبع منشآت تخزين القمح، قرب مرفأ العاصمة بيروت، لوزارته.

ويعود هذا السجال إلى وجود فارق زمني بين مختلف العينات التي تم فحصها من قبل الوزارتين. ففي حين أعلن وزير الاقتصاد في 17 مارس/ آذار الحالي خلو العينات التي فحصتها وزارته في عدة مختبرات من أي مواد مسرطنة، يعود تاريخ العينات التي جمعتها فرق وزارة الصحة إلى الفترة من 12 إلى 24 فبراير/ شباط الماضي، عندما زار أبو فاعور الأهراءات واطّلع على إجراءات تخزين القمح فيها.

ووصف بيان وزارة الاقتصاد هذه الإجراءات بالجادة "في كل الصوامع مع مراقبة يومية للحرارة والرطوبة في كل الأهراءات، ولا خلل منذ سنة وحتى اليوم".

وكشف أبو فاعور عن النسب المُكتشفة من مادة "الأوكراتوكسين" (فطريات مُسرطنة)، مؤكدا أنها "ليست عابرة بل مرتفعة، وتراوحت بين 11 و14 و15 و17 و26 ميكروغرام في الكيلوغرام الواحد، في حين أن النسبة العالمية المقبولة هي 5 ميكروغرام في الكيلوغرام فقط".

وأرجع عدم اكتشاف وجود هذه المادة في العينات السابقة إلى "عدم إجراء مجموعة من الفحوصات الضرورية على القمح، رغم علاج قسم من المشاكل التي كانت قائمة في أهراءات القمح سواء في البنية الخارجية أو بعض القضايا الداخلية"، على حد قوله.

إجراءات مستقبلية

بينما انتشرت الدفعات السابقة من القمح غيرالمُطابق في الأسواق، أكد وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني، رشيد درباس، لـ"العربي الجديد"، أن مجلس الوزراء ناقش ملف القمح خلال الاجتماع الذي عقده الخميس، مشيرا إلى "التوافق على زيادة الرقابة والتدقيق منعا لتسرب أي كميات جديدة من القمح المسرطن إلى السوق اللبناني".

ووجه وزير الصحة لوزراتي الزراعة والاقتصاد نداءً لضمان "منع إدخال أي كمية من القمح إلى المرفأ قبل فحص نسبة الأوكراتوكسين فيه، والتأكد من مطابقتها للمواصفات العالمية".

ونفى وزير الزراعة اللبناني، أكرم شهيب، مسؤولية وزارته عن ملف القمح المسرطن، حيث قال إن "وزارة الزراعة مسؤولة عن القمح على ظهر البواخر فقط، وعندما تصل الشحنة إلى الأهراءات تنتقل مسؤوليتها إلى وزارة الاقتصاد".​

السجال الأول بين الوزرات، تبعته موجة بيانات رسمية، أصدرتها الوزارات لتوضيح موقفها ودورها في قضية استيراد القمح. فأشار المكتب الإعلامي لوزارة الزراعة إلى انحصار مهمتها في تحليل القمح عند وصول البواخر المُحمّلة به إلى المرفأ، "ونقوم بإجراء الفحوصات على الأفلاتوكسين والأوكراتوكسين، ولا نسمح بإدخال أي كمية إلا إذا كانت مطابقة للمواصفات. أما الأهراءات وسلامة التخزين فهي تقع على عاتق وزارة الاقتصاد". 

كما عقّبت وزارة الصحة على المؤتمر الصحافي للوزير وائل أبو فاعور، وتمنت في بيانها أن "تبادر وزارة الاقتصاد إلى إيجاد آلية لتتبّع القمح الذي أثبتت تحاليلنا وجود مادة مُسرطنة فيه". وفصّلت وزارة الصحة تاريخ وعدد العينات التي أخضعتها للفحوصات المخبرية، وهي: "31 عينة من مصادر مختلفة وتواريخ متباعدة في اختيارها للتأكد من صحة البيانات".

ذات صلة

الصورة
جواز سفر مصري - مصر (إكس)

مجتمع

أُحيل محامٍ مصري إلى المحاكمة الجنائية بتهمة تزوير محرّرات رسمية وجمع أموال من عائلات سوريّة في مصر، وذلك في مقابل إتمام إجراءات الجنسية المصرية المنتظرة
الصورة
لبنان (أنور عمرو/ فرانس برس)

مجتمع

تتكرّر حوادث التحرش والاغتصاب في لبنان، وبرزت معلومات حول توقيف مدير مدرسة وأستاذ رياضة وموظف أمن، بتهمة تحرش بقاصرات في إحدى المدارس في بلدة كفرشيما
الصورة

سياسة

أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بـ"عملية هجومية" في جنوبيّ لبنان بأكمله.
الصورة
الدرس انتهى لموا الكراريس

منوعات

أحيا مصريون وعرب على مواقع التواصل الذكرى الـ54 لمذبحة مدرسة بحر البقر التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي يوم 8 إبريل/نيسان عام 1970 في مدينة الحسينية.
المساهمون