احتجاجات رافضة للسياح الإيرانيين في تونس

07 فبراير 2016
تونس تشهد انحسارا في الوافدين الأوروبيين (Getty)
+ الخط -



أثارت مساعي تونسية لجلب السياح الإيرانيين، احتجاجات سياسية رافضة لقدوم الإيرانيين، في الوقت الذي تراهن فيه وكالات السياحة والأسفار على إخراج القطاع من عثرته من خلال تنويع الأسواق والسماح للإيرانيين بالقدوم إلى البلاد، التي تشهد انحسارا في الوافدين الأوروبيين بعد هجمات دامية خلال العام الماضي.
 
ونظم عدد من أنصار حزب تيار المحبة (وسط) وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة السياحة يوم الجمعة الماضي، مطالبين الوزارة بالتراجع عن اتفاقية مع إيران تسمح باستقطاب آلاف السائحين إلى تونس، بينما كان قد رفع المطالب ذاتها نهاية العام الماضي 2015.

وكانت الحكومة التونسية قد وقعت اتفاقا مع إيران نهاية العام الماضي يتيح استقطاب تونس 10 آلاف سائح إيراني خلال العام الحالي.

ويتضمن الاتفاق إقامة مشاريع استثمارية وتسهيل الحركة السياحية ومساعدة وكالات الأسفار على تصميم برامج سياحية مشتركة وتبادل الخبرات.

لكن المحتجين من حزب تيار المحبة رفعوا لافتات كتبوا عليها شعارات مثل، "السياحة الإيرانية في سورية واليمن ولبنان والعراق نشرت الفوضى والدمار، والعاقل من اتعظ بغيره''.
 
ووصف سيف الشعلالي، المتحدث الإعلامي باسم وزارة السياحة في تصريح لـ"العربي الجديد" التحركات الاحتجاجية ضد السياحة الإيرانية بأنها "فيلم سيئ الإخراج".

واستقطبت تونس خلال 2015 زهاء 1500 سائح إيراني، وفق بيانات وزارة السياحة، مقابل نحو 5 آلاف سائح خلال عام 2010.

وكانت وكالات الأسفار قد دعت الحكومة إلى ضرورة التوجه نحو الأسواق الجديدة الواعدة على غرار السوق الإيرانية والروسية في ظل التراجع الحاد الذي سجلته الأسواق الأوروبية، بعد الهجمات التي شهدتها أماكن سياحية في تونس العام الماضي أفقدت القطاع نحو 50% من إمكانياته.

وجاءت الاتفاقية مع إيران في ختام اجتماع الدورة الخامسة للجنة المشتركة التونسية - الإيرانية، الذي احتضنته العاصمة التونسية في ديسمبر/كانون الأول 2015، بعد نحو شهر من اتفاقية أخرى وقعتها تونس مع الجزائر لأجل دعم قطاعها السياحي، وبعد دعوة منظمة السياحة العالمية إلى دعم السياحة في هذه البلد.

وتشير بيانات المصرف المركزي التونسي، إلى أن عائدات السياحة من النقد الأجنبي تراجعت العام الماضي بنسبة 35.1%، مقارنة بعام 2014، لتستقر في حدود 2.3 مليار دينار ( 1.15 مليار دولار)، حيث تراجع عدد الوافدين بأكثر من 30%.

وقال ظافر لطيف، الكاتب العام (أمين) جامعة الأسفار في تونس في تصريح لـ"العربي الجديد" : " نرفض الزج بالسياحة في أي نوع من أنوع التجاذبات السياسية الإقليمية".

وأضاف أن " الوضع السياحي في تونس حرج للغاية ويحتاج إلى كل إمكانياته وطاقاته لتجنب المزيد من الخسائر، والأسواق الأسيوية مهمة جدا وواعدة بما في ذلك السوق الإيرانية، التي تمتلك خصوصيات كبيرة بسبب قدرة الإنفاق العالية للسائح الإيراني".

ويثير ملف السياحة الإيرانية حساسية في العديد من الدول العربية، وسبق أن شهدت مصر احتجاجات بداية عام 2013 على اتفاق أبرمته وزارة السياحة المصرية تسمح بتوافد السياح الإيرانيين.

 



اقرأ أيضاً:
%35 انخفاضا في إيرادات السياحة التونسية
إغلاق 48% من الوحدات السياحية المصنفة في تونس

المساهمون