تجّار تركيا يدعمون الليرة بوجبة حارة وحلاقة مجانية

07 ديسمبر 2016
C897CB1A-22DE-4DD5-AF76-3665ED0E488B
+ الخط -
لبّى عدد من التجار الأتراك دعوة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى دعم الليرة التركية، فبادروا كل على طريقته إلى تقديم مكافآت مجانية، من وجبة كفتة حارة أو قصة شعر أو رغيف خبز، لمن يبيع دولاراته.

ففي مسعى لوقف تدهور الليرة التركية التي خسرت أكثر من 10% أمام الدولار في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي يستنهض الرئيس التركي، منذ أيام، "الغيرة القومية" ويناشد مواطنيه تحويل عملاتهم الأجنبية.

ولقيت دعوة أردوغان استجابة واسعة من محال تجارية إلى مؤسسات رسمية، وسط تشكيك محللين من جدوى هذه المبادرات.

في بورصة (شمال غرب)، عرضت دار جنائزية تقديم شاهدة قبر بقيمة 750 ليرة (220 دولاراً) مجاناً لكل من يحوّل ألفي دولار على الأقل، فيما قررت شركة تنظيم أعراس في غازي عنتاب تقديم عرس مجاني (بقيمة 5000 ليرة تركية أو 1460 دولاراً) مقابل تحويل عشرة آلاف دولار "استجابة لدعوة الرئيس"، وفق صاحبها فاتح دمير.

في إسطنبول، قال الخباز، غوكان كوك، في منطقة علي بيه كوي الشعبية "بدأت هذه الحملة"، فيما قام بلصق إعلان على نافذة محله بتقديم "رغيف خبز" مجاني لكل من يبرز ايصال تحويل 250 دولاراً على الأقل.

أضاف كوك "هذه المبادرة لا تكسبني شيئاً، بل على العكس أوزع الخبز مجاناً. المكسب الوحيد هو دعم بلدنا، كما طلب رئيسنا"، مضيفاً بثقة "بإذن الله سنرفع قيمة الليرة وسنكسح الدولار".

وعلى بعد متاجر عدة، يقدم بولنت بايدنيز (42 عاماً) وجبة مجانية من الكفتة النيئة الحارة مقابل تحويل 250 دولاراً، وأكد أن "حوالى 30 شخصاً أتوا منذ الجمعة" لتحصيل مكافأتهم.
وروى بايدنيز، أنه لم يقتنع فوراً عندما رأى إعلان جاره الخباز، لكن "بعد الاستماع إلى رئيس الدولة فهمت أن ذلك سيساعد البلد، ناهيك عن فائدته الترويجية".

دور الأثرياء

كما استجابت وزارة الدفاع التركية معلنة، اليوم الأربعاء، تحويل 262 مليون دولار و31 مليون يورو إلى الليرة، بعد بورصة إسطنبول التي حولت كل ما لديها من سيولة إلى الليرة التركية، ما أجاز لليرة استعادة أنفاسها بعض الشيء، فبيعت الأربعاء بسعر 3.42 ليرات للدولار، في حين كانت تصرف بسعر 2.9 مطلع 2016.

لكن هذه المبادرة لا تلقى تأييد الجميع، فقد اعتبرها متين يورتسيفين الذي يبلغ 70 عاماً "كلاماً فارغاً ليس إلا"، جالساً في محل للحلاقة عند علي بيه كوي الذي يقدم قصة شعر مجانية مقابل إيصال صرف.

وقال الزبون السبعيني غاضباً "يريدون إفراغ جيوب ذوي الدخل المحدود"، بينما "يجب أن يبادر الأكثر ثراء ليكونوا قدوة. عندئذ سأذهب لتصريف الـ50 دولاراً التي أملك".

وتناقلت شبكات التواصل الاجتماعي ظواهر هذه "الغيرة القومية على الليرة" مع نشر مواطنين ومشاهير صورهم وهم يغادرون محال الصيرفة، مرفقة بوسم (هاشتاغ) معناه "لنحول العملات الأجنبية من أجل بلدنا".

لكن المحللين الاقتصاديين يشككون في تأثير هذه المبادرات، فيما تعاني الليرة من الغموض السياسي والتوتر الأمني وتراجع توقعات النمو.

وأفادت وسائل إعلام تركية عن بدء عدد من الأتراك الميسورين فتح حسابات مصرفية في الخارج خشية أن تتحول رسائل "التشجيع" على تحويل المال إلى أمر ملزم.

ورأى المحلل اتيلا يشيلادا من مكتب "إسطنبول أناليتيكس" أن المبادرات الوطنية الصادرة عن هذا الجيش من المتطوعين ستولد أثراً محدوداً.

وأوضح أن "الناخبين الموالين لأردوغان هم غالباً من الناس البسطاء" الذين يرجح أنهم لا يملكون مبالغ تذكر من العملات الأجنبية.

انقلاب اقتصادي

حول أردوغان الحفاظ على استقرار الاقتصاد التركي إلى نضال وطني، لإحباط محاولة الانقلاب في تموز/يوليو.

وقال في خطاب ألقاه في أنقرة، اليوم الأربعاء، إنه خاطب شخصياً أصحاب العقارات المؤجرة بالدولار، "قلت لهم: إذا كنت تحب وطنك، هذه الأمة، انتقل أنت أيضاً إلى الليرة التركية. اعتبر هذا واجباً".

وشكر كل من حول عملته إلى الليرة داعياً مواطنيه إلى البقاء متيقظين ضد "كل من يستخدمون سلاح الاقتصاد ضدنا" دون أن يوضح مقصده.

وصرح الرئيس التركي الأحد أنهم "يحاولون تنفيذ انقلاب عبر نسب الفائدة ومضاربات البورصة والعملات الأجنبية" وسط تكرار دعوته إلى تخفيض الفوائد لدفع النمو، على الرغم من استقلالية البنك المركزي التركي نظرياً.

كما دعا إلى إجراء الصفقات التجارية مع كل من روسيا والصين وإيران بالعملات المحلية، الأمر الذي لن يكون له أثر "بارز" بحسب يشيلادا لأنها "لا تشكل نسبة كبرى" من التجارة التركية التي تجري "بنسبة 50% مع الاتحاد الأوروبي، وهذا لن يتغير على الرغم من اعتباره أن استجلاب العقود وبيع الأصول بالليرة فكرة إيجابية.



(فرانس برس)



ذات صلة

الصورة
الشرطة العسكرية 1

تحقيقات

يكشف تحقيق "العربي الجديد" عن انتهاكات متنوعة تمارسها قوات الشرطة العسكرية، التابعة للجيش الوطني، أحد تشكيلات المعارضة السورية بحق الموقوفين
الصورة
سوق المواشي سورية 3

اقتصاد

تراجعت نسبة الإقبال على شراء الأضاحي هذا العيد مقارنة بالعام الماضي في مناطق شمال غرب سورية، بسبب التقلب في أسعار صرف الليرة التركية، وضعف القدرة الشرائية، والتراجع في الثروة الحيوانية بالمنطقة.
الصورة
قطر/عملة تذكارية بمناسبة المونديال (تويتر)

رياضة

تشهد مكاتب تبديل العُملة النقدية في قطر خلال هذه الفترة، حركة كبيرة وإقبالاً واسعاً، وذلك بالتزامن مع قرب بداية بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، التي ستمتد من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 19 ديسمبر/ كانون الأول.

الصورة

اقتصاد

للوهلة الأولى قد يخيّل إليك أن أسوأ العملات أداء حالياً تابعة لدولة من الدول النامية أو المتخلفة، لكن الواقع أن عملة بريطانيا، الجنيه الإسترليني، هي الأسوأ على الإطلاق، واليورو في المركز الرابع، تليه عملات لبنان ومصر وإيران وتركيا. فماذا في التفاصيل؟
المساهمون