الجزائر تذلل العقبات لدخول السوق الأفريقية

06 ديسمبر 2016
المنتدى الأفريقي للاستثمار اختتم أعماله أمس(رياض كرامدي/فرانس برس)
+ الخط -


تسعى الجزائر التي تعاني أزمة اقتصادية ناتجة عن تراجع أسعار النفط، إلى دخول السوق الأفريقية من أجل تنويع صادراتها خارج المحروقات، لكن صعوبات تعترض ذلك بينها النقل وعدم الحصول على تمويل من المصارف الجزائرية.
ودعا رئيس الوزراء عبد المالك سلال الصناعيين الجزائريين إلى "ضرورة إطلاق شراكات في أفريقيا (...) في مجال التصدير وحتى عبر استثمارات جزائرية في القارة".

وكان يتحدث خلال المنتدى الأفريقي للاستثمار الذي اختتم الاثنين في الجزائر وهدف إلى تحفيز الاستثمارات في الدول الأفريقية.
وأعلن وزير المالية الجزائري حاجي بابا عمي أن جزءا من مشكلات المصدرين مع البنوك سيحل بفتح فروع للبنوك الحكومية في الدول الأفريقية.
وقال على هامش المنتدى في الجزائر "نحن بصدد دراسة مشروع توجيه البنوك العمومية نحو العمل الدولي وخصوصا في أفريقيا".

وأوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة "غرانيتكس" المتخصصة في مواد البناء مجيد مداحي أن مجموعته "تصدر حاليا نحو الغابون وتسعى لفتح وحدات إنتاج في بعض دول غرب أفريقيا، لكن مشكل التمويل وعدم وجود اتفاقيات بين الجزائر وهذه الدول يعيقنا".

وفي إطار المحفزات لإيجاد أسواق جديدة في أفريقيا، وعد وزير النقل بوجمعة طلعي بتحويل مطار ولاية تمنراست الحدودية مع مالي والنيجر (2000 كلم جنوب الجزائر) إلى منطقة لتجميع السلع قبل تصديرها نحو الدول الأفريقية.

وتحدث عبد المالك سلال خلال المنتدى عن مشروع ميناء شرشال الذي وصفه بـ "اكبر ميناء للحاويات في حوض البحر الابيض المتوسط" ليكون همزة وصل بين بين أفريقيا وباقي دول العالم.

وينتظر أن ينطلق المشروع في النصف الأول من 2017 بقرض وإنجاز صيني بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
ويأتي هذا المشروع تسهيلا لصعوبات نقل البضائع التي يشكو منها المصدرون الجزائريون الذين يضطرون للمرور عبر موانئ أوروبية للتوجه نحو أفريقيا.

طاقات بشرية

وتسبب انهيار أسعار النفط منذ 2014 في تراجع كبير في مداخيل البلاد اذ انتقلت من 60 مليار دولار في تلك السنة الى 35 مليار دولار في 2015.
من جهة أخرى، يعول المسؤولون الجزائريون على الطاقة البشرية الأفريقية لتحفيز التبادل.

وقال وزير الخارجية رمطان لعمامرة في المنتدى إن الجزائر استثمرت كثيرا في أفريقيا منذ 1963 وحان الوقت لتقطف ثمار هذا الاستثمار، مشيرا إلى أن "ما لا يقل عن مئة الف أفريقي تخرجوا من الجامعات الجزائرية، (...) وهم مستعدون لمساعدة الجزائر لولوج اسواقهم الاقتصادية".

واعتبر سلال أنه "حان الوقت بالنسبة لأفريقيا لتأكيد موقفها على الساحة الدولية، كمجموعة قوية وديناميكية لا محيد عنها سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد الاقتصادي".
واعتبر أنه من "الخطأ الفادح" اعتبار أفريقيا "مجرد خزان للمواد الأولية"، مشيرا إلى أن المبادلات التجارية داخل القارة لا تتعدى 12%، "وهي لم تتطور خلال العشرية الماضية رغم أن معدل نسبة النمو تطورت لتصل إلى 5%".لكن الطموح الجزائري قد يصطدم أيضا بواقع أن الجزائر ليست حتى الآن جهة مصدرة على نطاق واسع.

وقد استوردت خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2016 بقيمة أكثر من 35 مليار دولار، بينما لم تصدر سوى 20 مليار دولار.
وبحسب الخبير الاقتصادي اسماعيل لالماس، تكمن المشكلة الكبرى في "غياب استراتيجية واضحة للتصدير"، مشيرا إلى أن "هناك حوالى 400 مصدر في الجزائر منهم 50 فقط يصدرون بشكل دائم".

ووجهات التصدير هي أوروبا والإمارات العربية المتحدة، بينما التبادل مع أفريقيا ضعيف جدا. و"لا تتعدى قيمة الصادرات 300 مليون دولار" من إجمالي 1.4 مليار دولار تصدرها الجزائر خارج المحروقات، على حد قوله.

وبحسب الأرقام الرسمية، فان صادرات الجزائر إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء لم تتعد 42 مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من 2016، ما يمثل 0.25 بالمئة من إجمالي صادراتها. وتساءل الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول "ماذا يمكن أن نصدر نحو أفريقيا"؟ 


(فرانس برس)



دلالات
المساهمون