قصف قوات الأسد وادي بردي يقطع المياه عن دمشق

24 ديسمبر 2016
نظام الأسد يستخدم البراميل المتفجرة بكثافة (الأناضول)
+ الخط -

أكدت مصادر مطلعة من ريف دمشق لـ"العربي الجديد" أن قصف قوات بشار الأسد وحزب الله اللبناني، لمناطق وادي بردى بريف دمشق، هو السبب بتلوث المياه ومن ثم قطعها عن العاصمة دمشق، التي يقطنها زهاء 5 ملايين نسمة.

وأضافت المصادر أن إلقاء نظام الأسد أمس 26 برميلاً متفجراً على قرى "عين الفيجة، بسيمة ودير مقرن" أدى إلى أضرار بشرية ومادية، منها خروج نبع عين الفيجة، الذي يغذي معظم مناطق العاصمة السورية بالمياه، عن الخدمة.

وفي تصريحات متطابقة، أكد ناشطون من ريف دمشق لـ"العربي الجديد" أن حزب الله يقود معركة معززة بالطيران بشكل كثيف، في ريف دمشق الغربي، حيث حوّل قرابة 200 بيت إلى أنقاض أو دمار كلي عبر الطيران والبرميل المتفجرة.

وأكدت المصادر، أن الطائرات ألقت أكثر من 150 برميلا متفجرا خلال اليومين الفائتين، كما استهدف النظام السوري، سد المياه بمنطقة وادي بردى، ما أدى الى تلوث المياه بالمازوت من خزانات المولدات الكهربائية، ومن ثم قطع المياه عن العاصمة دمشق.

ونسبت مصادر تابعة لنظام بشار الأسد، أسباب انقطاع المياه إلى "سكب المجموعات المسلحة في وادي بردى مادة المازوت والمواد السائلة ضمن خط مياه نبع الفيجة المغذي للعاصمة دمشق وريفها".

وقالت مصادر من المؤسسة العامة لمياه الشرب بدمشق خلال تصريحات صحافية اليوم، إن المؤسسة قامت بقطع المياه عن مدينة دمشق وريفها كحل إسعافي، كما أن الجهات المعنية تقوم باتخاذ التدابير اللازمة لعودة المياه.

بدوره، أكد محمد الشياح المدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمشق، أن المياه النظيفة تحتاج إلى ثلاثة أيام حتى تعود، وأن المؤسسة تعمل على تأمين جزء من الاحتياجات المطلوبة من مياه الشرب في دمشق من مراكزها الاحتياطية بالمدينة.

 ويقول المهندس أحمد أبو صالح (اسم مستعار)، إن انقطاع التيار الكهربائي عن معظم أحياء العاصمة السورية، أخّر من وصول مياه الشرب التي وعدت بإيصالها المؤسسة عبر الاحتياطيات أو جر مياه من مدينة القنيطرة التي تغذي مناطق ريف دمشق الجنوبي الغربي، معتبراً أن النقص الحاد في مادة المازوت، الذي تعانيه سورية، سبب رئيس بمشكلة المياه، مضيفا أنه"لا يوجد مازوت لتشغيل المحولات لكننا موعودون خلال يومين بتأمين مازوت بعد أن سمحت الحكومة للقطاع الخاص بالاستيراد المباشر من لبنان".

وأكد المهندس والذي يعمل بوزارة الصناعة السوري، أبو صالح لـ"العربي الجديد" أن تعليمات من رئاسة الوزراء جاءت للوزارة بتوزيع عبوات المياه المعدنية المنتجة بالمؤسسة الغذائية للمستهلكين، بسعر التكلفة، ريثما يتم تأمين عودة المياه.

ويضيف، بدأت فعلاً اليوم السبت، المؤسسة العامة الاستهلاكية، حملة ضخمة لبيع كميات كبيرة من صناديق المياه المعدنية في دمشق وبأسعار الكلفة "650 ليرة لصندوق المياه"، في محاولة لتأمين المياه النظيفة للمواطنين في كافة أرجاء دمشق وريفها، رداً على تلويث مياه عين الفيجة.

وتحتاج سورية إلى 23 مليار متر مكعب سنوياً لتكون حصة الفرد فيها مساوية لخط الفقر المائي البالغ ألف متر مكعب للفرد في السنة لكل الأغراض، لكن وسطي الحصة خلال السنوات الخمس الماضية حوالي 825 متراً مكعباً في السنة للفرد.

وتعاني سورية، بحسب مصادر رسمية، من عجز سنوي بالمياه يبلغ نحو 1.5 مليار متر مكعب، وتتم تغطية العجز بالموازنة المائية بضخ كميات من المياه الجوفية تفوق الواردات الجوفية من مياه الأمطار (المتجدد السنوي) ما زاد من كميات العجز المائي لتصل خلال العامين الفائتين لنحو 3.5 مليارات متر مكعب ومن المتوقع أن يزيد العجز خلال عام 2016 ليصل إلى 6 مليارات متر مكعب.



المساهمون