الانتخابات الأميركية تخيف الأسواق... الاقتصاد العالمي على كف ترامب

08 نوفمبر 2016
ترقب شديد لنتائج الانتخابات (Getty)
+ الخط -
يترقب الاقتصاد العالمي نتائج الانتخابات الأميركية، مع تخوف الأسواق من وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في حال فوزه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وذلك نتيجة لرؤيته المتطرفة، والتي يعتبر خبراء الاقتصاد أنها من الممكن أن تُحدث صدمة سلبية في السوق الأميركية وعلاقات الأخيرة الاقتصادية مع العالم.

وتوقع بنك "سوسيتيه جنرال"، أحد أكبر المصارف الفرنسية، تجاوز أسعار الذهب 1450 دولاراً للأوقية في حال فوز المرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب.

مخاوف من انعزالية ترامب

وأوضح رئيس قسم أبحاث المعادن لدى البنك الاستثماري روبين بهار، قائلاً: "في حال فوز

ترامب فإن أسعار الذهب ستواصل ارتفاعها لتنهي العام بين مستويات 1450 دولاراً و1500 دولار للأوقية".

وأشار بهار إلى وعود ترامب بتعزيز الإنفاق الحكومي فضلاً عن السياسات الحمائية والانعزالية التي يمكن أن تزيد من حالة عدم اليقين السياسي "في البقاع الساخنة عالميًا"، مثل أوروبا الشرقية وجنوب شرق آسيا.

وفي الأسبوع الماضي، ارتفع الذهب مع تزايد احتمال فوز ترامب في السباق نحو الرئاسة الأميركية، لكنه تراجع 2%، أمس، بعدما أوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه لا يوجد ما يدين هيلاري كلينتون في التحقيق في رسائل بريدها الإلكتروني.

ويعود كل ذلك إلى طبيعة الذهب كونه ملاذاً آمناً خلال أوقات الضغوط المالية، ويشعر العديد من المستثمرين بالخوف من رئاسة ترامب بسبب طبيعته التي لا يمكن التنبؤ بها والأثر الذي قد يسببه على الاقتصاد العالمي. ​

كلينتون تزيد أرباح الأثرياء

من جهة أخرى، ساهم ارتفاع حظوظ كلينتون الانتخابية في زيادة قيمة ثروات أغنى الأشخاص

في العالم بحوالي 35.4 مليار دولار، أمس الإثنين، وذلك مع صعود أسواق الأسهم وسط تكهنات متزايدة حول تمكن كلينتون من الفوز بمنصب رئيسة الولايات المتحدة ضد منافسها ترامب.

وارتفعت القيمة الصافية المجمعة للثروة على مؤشر "بلومبرج" للمليارديرات بنسبة 0.8% إلى 4.4 تريليونات دولار مع ختام التداولات في بورصة نيويورك.

وحققت ثروات المليارديرات الأميركيين والذين يحتلون حوالي ثلث المؤشر، أكبر المكاسب بين المجموعة، مضيفين حوالي 22 مليار دولار إلى مجموع ثرواتهم.

وجاء جيف بيزوس، مؤسس "أمازون" وثالث أغنى رجل في العالم وبثروة تقدر بـ68.2 مليار دولار، كأكبر الرابحين مع زيادة في القيمة الصافية لثروته بلغت 2.6 مليار دولار.

بينما حل في المرتبة الثانية كأكبر الرابحين الأميركيين من الارتفاع الأخير الذي شهدته أسواق الأسهم، وارين بافيت، رابع أغنى شخص في العالم، بثروة تقدر بـ66 مليار دولار، حيث ارتفعت ثروته حوالي 1.5 مليار دولار.

 وتمكن قطب الاتصالات المكسيكي كارلوس سليم، من إضافة 2.5 مليار دولار إلى صافي ثروته، في حين ارتفعت ثروة بيل غيتس، مؤسس "مايكروسوفت"، 1.5 مليار دولار. ​

الذهب يخشى المفاجآت

وارتفعت أسعار الذهب، الثلاثاء، وذلك في ظل اتجاه كثير من المستثمرين نحو المعدن الأصفر كملاذ آمن، خشية من أي مفاجآت قد تشهدها نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستُجرى اليوم.

وشهدت أسعار الذهب، أمس الإثنين، وفق موقع أرقام، أكبر تراجع يومي لها في حوالي خمسة أسابيع، وذلك في أعقاب الأنباء التي ذكرت أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لن يوجه أي اتهامات ضد كلينتون

بخصوص أحدث دفعة من الرسائل الإلكترونية المسربة.

وكانت الأسعار قد ارتفعت بنسبة 2.2% الأسبوع الماضي لتكمل سلسلة من المكاسب استمرت لأربعة أسابيع على التوالي، ومدعومة جزئياً من مؤشرات حول تقدم ترامب في استطلاعات الرأي على حساب منافسته كلينتون.

وبوجه عام ينظر المستثمرون بشكل أكثر إيجابية تجاه رئاسة كلينتون، مشيرين إلى أنها أكثر ملاءمة لأسواق الأوراق المالية، مرجحين أن تتمكن من جلب الاستقرار اللازم أكثر من نظيرها الجمهوري.

وارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/ كانون الأول بنسبة 0.43% إلى 1284.90 دولاراً للأوقية، بعدما وصلت في تعاملات الأربعاء الماضي إلى مستوى 1307.76 دولارات في أفضل مستوى لها في شهر. بينما ارتفعت عقود الفضة بنسبة 0.82% إلى 18.30 دولاراً للأوقية.

تأثيرات على أسعار النفط

وفي السياق ذاته، أغلقت أسعار النفط مرتفعة أكثر من 1%، أمس، مدعومة بأنباء عدم توجيه اتهامات للمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون بشأن بريدها الإلكتروني.

لكن المكاسب كانت محدودة بفعل صعود الدولار مع تحسن فرص فوز كلينتون، الأمر الذي جعل النفط المسعّر بالعملة الأميركية أعلى كلفة لحَمَلَة العملات الأخرى، إضافة إلى الشكوك إزاء خفض إنتاج أوبك المزمع. 

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي، يوم الأحد، إنه لن يوجه تهما إلى كلينتون بشأن استخدامها لخادم

بريد إلكتروني خاص. ينال ذلك من فرص فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي تثير مواقفه في السياسة الخارجية والتجارة والهجرة قلق الأسواق.

لكن ديفيد تومسون، نائب الرئيس التنفيذي في باور-هاوس، شركة سمسرة السلع الأولية المتخصصة في الطاقة بواشنطن، استبعد أن يرتفع النفط أكثر بسبب العوامل السياسية الأميركية.

وقال: "هل تحدث موجة صعود أكبر بعد انتخاب كلينتون؟ لست متأكداً"، مضيفاً أن الصعود لا يرجع إلى مواقفها السياسية بل إلى "الخوف من المجهول" في حالة فوز ترامب.

سوق العملات والأسهم قلقة أيضاً

وانخفض الدولار أمام أغلب العملات الرئيسية، تزامناً مع انعقاد الانتخابات الأميركية لاختيار الرئيس الـ45 للبلاد والتي يترقب المستثمرون نتائجها عن كثب.

ويقول محللون، وفق وكالة رويترز، إن حركة الأسواق باتت مرهونة بالانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة، وإن المستثمرين لن يتخلصوا من قلقهم قبل حسم نتائجها.

ويعتقد بعض المحللين أن فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون قد يكون أقل ضرراً على الأسواق وداعماً بشكل أكبر لرفع أسعار الفائدة خلال ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لكنهم يؤكدون أنه لا يمكن التقليل من فرص المنافس ترامب.

وانخفض مؤشر الدولار – الذي يقيس أداءه أمام سلة من العملات الرئيسية - بنسبة 0.15% إلى 97.64 نقطة.

وتراجعت العملة الأميركية أمام اليورو بنسبة 0.1% إلى 1.1054 دولار، فيما تراجعت أمام الجنيه الإسترليني بنسبة 0.25% إلى 1.2427 دولار.

وأيضاً، ارتفعت الأسهم الأوروبية في تعاملات حذرة قبيل انتخابات الرئاسة الأميركية، إذ تلقت السوق، وفق رويترز، دعماً من نتائج أعمال وتقارير مشجعة من بعض الشركات.

وارتفع مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.3% في التعاملات المبكرة بعدما قفز 1.5% في الجلسة السابقة بفعل تحسن فرص المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بالانتخابات.

وكان مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني فتح منخفضا 0.1%، في حين نزل مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.2%.

كما أغلق مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية، اليوم الثلاثاء، دون تغيّر يذكر وسط تعاملات اتسمت بالتقلب مع توخي المستثمرين الحذر قبل الانتخابات الأميركية.

ونزل نيكي 0.03% إلى 17171.38 نقطة بعد أن سجل صعودا لفترة وجيزة.

وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.1% إلى 1363.49 نقطة، وزاد مؤشر جيه.بي.أكس-نيكي 400 بنسبة مماثلة إلى 12218.25 نقطة.

 (العربي الجديد)

 

 

المساهمون