الدنمارك:فتح سوق العمل أمام اللاجئين في التنظيف والأعمال اليدوية

02 يناير 2016
وظائف محدودة تفتح أمام اللاجئين في الدنمارك (Getty)
+ الخط -
خرجت مؤسسة "الصناعات الدنماركية"، وهي مظلة للشركات الصناعية الكبرى في البلد، بموقف مساند اليوم لرئيس وزراء الدنمارك لارس لوكا راسموسن، زعيم الأقلية اليمينية الحاكمة، حيث اقترحت خطوات لـ"إدخال اللاجئين إلى سوق العمل"، وفق رغبة عبر عنها راسموسن في كلمة له بمناسبة العام الجديد.

وتقترح المؤسسة الصناعية إشراك اللاجئين في قطاع التنظيفات والأعمال اليدوية الأخرى، وبحسب ما تقوله المؤسسة، فإن "إيجاد أماكن عمل لليد غير الماهرة سيكون صعباً في البلاد، خصوصاً أن معظم الأعمال تتطلب تعليماً ودورات دراسية، يكون اللاجئ قادراً على إتمامها، وهو أمر صعب بغياب اللغة لدى هؤلاء اللاجئين، وعدم امتلاكهم المهارات المطلوبة في سوق العمل الدنماركي" على حد قول المؤسسة.

وأكد رئيس وزراء الدنمارك في كلمته أن بلاده تريد "أن تصبح أكثر فعالية في إدماج اللاجئين بسوق العمل".

ووفق ما صرح به نائب مدير "الصناعات الدنماركية" ستين نيلسن اليوم السبت، فإن "أغلبية الشركات الدنماركية لا تبحث عن أياد غير ماهرة ومتعلمة بل عن حرفيين، لذا من الضروري البحث حيث الحاجة لغير المهرة والمتعلمين في قطاعات التنظيف والخدمات والنقل والبيع بالتجزئة والمطاعم".

اقرأ أيضاً: الحروب تقلّص عائدات السياحة في السودان

وأضاف نيلسن بأن بعض هؤلاء اللاجئين "لديهم قدرات ضعيفة على تلبية شروط سوق العمل، ومن الممكن أن يتم دمجهم في سوق الخدمات الخاصة بالمنازل، حيث يمكنهم مساعدة أصحابها في ترتيب الحدائق وتنظيفها".

واعتبر المتحدث ذاته أن الخيار الأخير يمكن تحقيقه عبر "خطوات تخفف من شروط وعقبات إدارية، تجعل الناس يوظفون اللاجئين لديهم بشكل مباشر، وبذات الوقت إعطاء فرصة للاجئين ليكونوا مسؤولين عن أنفسهم وأعمالهم باستقلالية تامة".

وتعتبر عملية إدماج اللاجئين في سوق العمل الدنماركي واحدة من التحديات الكبرى التي تواجه حكومة أقلية يمين الوسط، بفعل ضغوط شعبية وسياسية، تدفع بأن "كثيراً من اللاجئين الذين وصلوا خلال العام الماضي، لا يبدون رغبة في العمل، بقدر ما يبحثون عن تلقي المساعدات المالية".

اقرأ أيضاً: الأردن: توقعات متفائلة تجاه الموارد المائية

وفي سياق توجيه الاتهامات للاجئين بالبحث عن "المساعدات فقط"، يروج حزب الشعب اليميني، وعدد من الشخصيات السياسية والبرلمانية في كوبنهاغن، بأن هذه هي الغاية التي يرغب فيها اللاجئون.

وبهذه الخطوة التي تتخذها كبريات المؤسسات الصناعية والأعمال الدنماركية، يؤمل بأن "يعاد العمل بشعار: قم بواجبك وطالب بحقك"، والذي رفعته حكومة الاشتراكيين منذ عام 2011، بوجه الشباب الدنماركيين، والذين كانوا يعيشون على تلقي المساعدات.

ويشار إلى أن البلاد شهدت تغييراً في ثقافة العمل بين هؤلاء الشباب، وفق ما تذكره زعيمة الديمقراطيين المعارضة ميتا فريديركسن، والتي شغلت وزارة العمل حين رفعت ذلك الشعار. وبات الشباب يتقبلون تقديم خدمات مقابل ما يتلقونه من "إعانات دولة الرفاهية".

إلى ذلك، يذهب خبراء إلى التشكيك في إمكانية كسر ما يسمونه "ثقافة طبيعة العمل بين اللاجئين، حيث ينظر بعضهم إلى مثل تلك الأعمال المقترحة عليهم نظرة دونية". وبالرغم من ذلك يرى بعض المعنيين بأنه "من الطبيعي تقديم عمل مقابل ما يتلقونه من مساعدات، ريثما يقفون على أقدامهم".

ويعول على قرار فتح التوظيف أمامهم في الأعمال المذكورة لإمكانيات إدماج اللاجئين في الدنمارك، بطريقة أكثر سهولة من السابق، بحسب ما يراه خبراء سوق العمل الدنماركي، في حالة "الفهم المشترك لمقاصد التوظيف والاندماج في العمل".

اقرأ أيضاً: رفع أسعار المحروقات يجبر الجزائريين على تقليص نفقاتهم

المساهمون