أخيراً..اليوان الصيني يستقر

14 اغسطس 2015
صعد مؤشر "شنغهاي" اليوم بنحو 0.3% (Getty)
+ الخط -
عاد اليوان للاستقرار، اليوم الجمعة، بعد ثلاثة أيام من التراجع المستمر، وذلك في أعقاب قرار بنك الشعب "البنك المركزي الصيني" برفع سعر الفائدة المرجعية بنسبة 0.11%، وإرسال إشارات قوية إلى أنه سيتدخل في السوق لحماية اليوان، وضمان تذبذبه في النطاق الضيق الذي يرغب فيه أمام الدولار.
وبإغلاق أسواق آسيا، اليوم، تكون العملة الصينية فقدت قرابة 2.8% من قيمتها خلال أسبوع. وفي بورصة شنغهاي، سجلت الأسهم الصينية أكبر مكاسب أسبوعية في شهرين، بدعم من تكهنات المستثمرين بارتفاع صادرات البلاد، بعد خفض البنك المركزي لقيمة العملة المحلية.
وحسب رويترز، صعد مؤشر "شنغهاي" المركب بنحو 0.3% ليصل إلى 3965 نقطة عند الإغلاق، ليسجل مكاسب أسبوعية بنسبة 5.9%. كما ارتفع كذلك المؤشر الرئيسي للبورصة الصينية.
وفي إشارة واضحة للمضاربين، قال البنك المركزي الصيني اليوم، إنه سيتدخل في السوق، إذا تواصل ارتفاع اليوان خلال الشهور المقبلة. وهو ما يعني أن المركزي الصيني يرغب في تحقيق سياسة نقدية تدعم الصادرات عبر خفض سعر العملة، وبالتالي زيادة تنافسية البضائع الصينية في الأسواق العالمية.
ويرى محللون غربيون أن خطوة خفض سعر اليوان، التي تحدث لأول مرة منذ العام 1994، أثارت القلق حول ضعف الاقتصاد الصيني الذي يعاني من عدة مشاكل، من بينها ارتفاع مديونية القطاع الخاص وهزات سوق الأسهم وتراكم القروض العقارية.
وفسر البروفسور آدم بوسين الخبير بمعهد "بيترسون إنستيتيوت" في واشنطن، خطوة خفض اليوان، بأنها في إطار سعي الصين لإدخال عملتها ضمن عملات حقوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي، كما أنها تستهدف كذلك إيقاف التدهور المستمر في الاقتصاد الصيني.
وقال البروفسور الأميركي في تعليقات لصحيفة "نيكاي" اليابانية، ونشرت على موقع المعهد "خطوة خفض اليوان لن تثني مصرف الاحتياط الفدرالي عن رفع سعر الفائدة، إلا إذا تواصل تدهور العملة وفقدت 20% من قيمتها، ففي هذه الحالة سيؤجل الفدرالي رفع الفائدة".
من جانبه قال البروفسور نيكولاس لاردلي في نفس المعهد إن الخطوة تصب في سعي الصين لتحرير اليوان.
أما كين بينغ، خبير العملات في مصرف "سيتي غروب"، فقال "إن البنك المركزي الصيني سيتدخل من حين لآخر في سوق الصرف خلال الشهور الثلاثة لضمان استقرار اليوان". وأضاف في تعليقات نقلتها وكالة بلومبيرغ أمس "المضاربون على أسعار الصرف يفهمون جيداً إشارة المركزي الصيني، ويفهمون أن من الصعب المضاربة ضد رغباته". ولدى المركزي الصيني احتياطات دولارية هي الأكبر في العالم، وتقدر بحوالى 3.6 ترليونات دولار، كما يملك احتياطات ضخمة من الذهب.
ويرى بعض الخبراء أن انخفاض اليوان الحاد خلال شهر يوليو/تموز دليل على هروب الرساميل من الصين، وسط مخاوف مليارديرات الصين من مطاردات الحكومة الصينية التي تنفذ حملة شرسة ضد الفساد. ويعتقد مصرف سيتي غروب أن خفض اليوان غير مبرر، في وقت ارتفعت فيه الصادرات الصينية بنسبة 8.7% خلال العام الجاري.

اقرأ أيضاً: طوفان الصين العظيم يقلق أسواق العالم
المساهمون