الركود يفض أسواق الحِرَف بالعراق

27 مايو 2015
الاضطرابات الأمنية تضرب حِرف العراق (فرانس برس)
+ الخط -
بدأ سوق الحرفيين في مدينة بعقوبة، شرق العراق، الذي يشتهر باسم "سوق العرب"، يفقد بريقه عاما بعد آخر منذ 2003، جراء غزو السلع الصناعية للأسواق، وهجرة الكثير من الفلاحين لمزارعهم لعدة أسباب، أبرزها تردي الأوضاع الأمنية.
ولا يتصور الحرفي عبد الله العزاوي أن بإمكان الجيل القادم على "سوق الحرفيين" في مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى شرقي العراق، أن يحافظ على هذا السوق في وقت يهدد خطر الاندثار الحرف اليدوية في المدينة.
وفي أعقاب سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، تدهور الوضع الأمني في بعض مناطق العراق، وخاصة في المناطق التي تقطنها الطائفتان الشيعية والسنية معا، ومنها محافظة ديالى التي تنتمي إليها مدينة بعقوبة، لا سيما خلال عامي 2006 و2007. وبعد هدوء نسبي، شهد الوضع الأمني مزيدا من التدهور منذ بداية زحف مسلحي "تنظيم داعش".
وبحسرة، تابع العزاوي بقوله: "قلة قليلة من الناس ترتاد السوق. لا أعتقد أن مهنتي ستكون موجودة من بعدي في السوق".
وعلى مدى عقود أمن السوق الحاجة المحلية من المعدات التي يحتاج إليها السكان، ولاسيما المزارعون منهم وعمال البناء.
وازدهر "سوق العرب" على نحو واسع في تسعينيات القرن الماضي، مع فرض الحصار الدولي على العراق، في أعقاب الغزو العراقي للكويت عام 1990، وتوقف استيراد السلع، حيث بات السوق المحلي مصدرا وحيدا للمعدات التي يحتاج إليها المزارعون والبناؤون وغيرهم.
لكن، وعلى نطاق واسع، انحسر عمل السوق في أعقاب رفع الحصار عام 2003، إبان الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية، حيث بدأت السلع الصناعية الأجنبية تتدفق بكثرة على الأسواق العراقية، وهو ما شكل خطرا حقيقيا بات اليوم يهدد العديد من المهن بالاندثار.
وقال مساعد محافظ ديالى لشؤون الاستثمار، راسم العكيدي، إن السوق في طريقها للاندثار بسبب فقدان المزارعين في ديالى أراضيهم، وإغراق الأسواق بسلع أجنبية أرخص ثمنا وأقل جودة".
المساهمون