الأمطار تتلف محاصيل مصرية وترفع الأسعار 35%

12 نوفمبر 2015
حكومة مصر تواجه تحديات في خفض أسعار الأغذية (Getty)
+ الخط -
ارتفعت أسعار الخضروات والفاكهة بشكل كبير في مصر، بعد أن تسببت أمطار غزيرة في إتلاف أنواع عدة من المحاصيل الزراعية، وصعوبة نقل البضائع بين المحافظات، ما يزيد من التحديات التي تواجه الحكومة في خفض الأسعار، بعد أن تعهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بتحقيق ذلك في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وشهدت مصر قبل أيام هطول أمطار غزيرة، خاصة في محافظات الإسكندرية ودلتا النيل شمال مصر، وتسببت في خسائر فادحة للمواطنين والممتلكات.
وقال رئيس شعبة الخضروات والفاكهة في الغرفة التجارية، يحيى السني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن ارتفاع أسعار الخضروات نتيجة طبيعية لانخفاض المعروض من السلع، نظرا لتلف بعض المحاصيل بسبب الأمطار، وتوقف حركة النقل بين المحافظات والأسواق الرئيسية.
لكن السني توقع أن تعاود الأسعار الانخفاض التدريجي، بعد انتهاء ظروف الطقس الأخيرة وعودة حركة النقل بين محافظات مصر إلى طبيعتها.
وحول وعد الرئيس المصري بخفض الأسعار نهاية الشهر الجاري، قال السني "هذه ظروف مناخية لا دخل للتجار فيها، ومن المتوقع أن تستمر الزيادة إلى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، خاصة أن هناك الكثير من المحاصيل أصيبت بالتلف".
وكان الرئيس المصري قد هدد، في خطاب له مؤخرا، بتدخل الجيش لخفض الأسعار، عبر طرح منتجات بأسعار مخفضة، وأعلن أن الدولة ستحل مشكلة الأسعار نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ويملك جهاز الخدمات الوطني التابع للجيش المصري 11 شركة، وفقاً للموقع الرسمي لوزارة الدفاع، وتتنوع أنشطته ومنتجاته بين إنتاج المعكرونة والزيت والسمن، وتربية المواشي، واستصلاح وزراعة الأراضي، وتعبئة المواد الغذائية، مرورا بتعبئة المياه المعدنية وتوزيعها ومحطات توزيع الوقود، ومصانع إنتاج الإسمنت.

وبحسب خالد الدكر، أحد كبار تاجر الخضروات والفاكهة في سوق العبور، وهو مركز كبير لتجمع وبيع البضائع على أطراف العاصمة القاهرة، فإن الأسعار شهدت ارتفاعا بنسبة تتراوح بين 25 و35%، لعدم قدرة الشاحنات على الوصول إلى الأسواق، وتقلص كميات الخضروات والفاكهة بسبب سوء الأحوال الجوية التي تعرضت لها البلاد.
وقال نادر نور الدين، الخبير الزراعي، إن المحاصيل الزراعية في المحافظات التي شهدت سيولا ستتأثر للغاية، وأهم هذه التأثيرات هي حرق أوراق النبات، والإصابة بالأمراض الفطرية، كما سيؤثر على التلقيح لبعض النباتات. وأضاف أن "هذا التأثير سيؤدى إلى نقص المعروض منها، مما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار حتما خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل جشع التجار".
في المقابل، قال محمود دياب، المتحدث الرسمي لوزارة التموين، إن الوزارة بالتنسيق مع القوات المسلحة تطرح كميات كبيرة جدا من الخضروات والفاكهة واللحوم والدواجن والأسماك بالمجمعات الاستهلاكية ومنافذ وزارة الزراعة ومنافذ القوات المسلحة، بأسعار أقل 25% من السوق الحرة.
كان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي قد أعلن، يوم الثلاثاء الماضي، أن معدل تضخم أسعار المستهلكين ارتفع على أساس سنوي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بنسبة 10.3%، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي 2014.
وقال الجهاز المنوط به إعلان الإحصاءات الرسمية، في بيان له، إن أسعار الطعام والشراب ارتفعت على أساس سنوي خلال الشهر الماضي بنسبة 12.9%، لكن خبراء اقتصاد يقولون إن واقع الأسعار يشير إلى تجاوز التضخم ما أعلنته الحكومة بكثير.
ومنتصف سبتمبر/أيلول الماضي، قال صندوق النقد العربي، إنه يتوقع زيادة أسعار السلع الغذائية ووسائل النقل في مصر خلال العام الجاري، بسبب انخفاض الدعم الحكومي للطاقة، والضغوط على الجنيه المصري. وقدر الصندوق أن يدور معدل التضخم حول 11% خلال العام الحالي، ويرتفع إلى 11.5% في 2016.

اقرأ أيضا: المركزي المصري يفاجئ الجميع برفع سعر الجنيه
المساهمون