1.8 مليون ليرة كلفة معيشة الأسرة السورية... والأجر 71 ألفاً فقط

20 سبتمبر 2021
غلاء المعيشة وضع أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر (فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت تكاليف معيشة الأسرة السورية خلال شهرين نحو 560 ألف ليرة، بعد ارتفاع أسعار السلع والمنتجات أكثر من 30% خلال الربع الثالث من العام الجاري، متأثرة بتراجع سعر صرف الليرة ورفع نظام بشار الأسد أسعار المازوت والخبز والسلع المدعومة.

وقال "مركز قاسيون" من دمشق إن تأمين احتياجات الأسرة السورية المكونة من 5 أشخاص، خلال سبتمبر/أيلول الحالي، ارتفع إلى 1.8 مليون ليرة شهريا.

وبيّن المركز غير الحكومي أن حسابه لتكاليف معيشة الأسرة ينطلق من حساب تكاليف سلة الغذاء الضروري (بناءً على حاجة الفرد اليومية إلى حوالي 2400 حريرة من المصادر الغذائية المتنوعة)، على اعتبار أن تكاليف الغذاء هذه تمثّل 60% من مجموع تكاليف معيشة الأسرة، بينما تمثل الـ40% الباقية الحاجات الضرورية الأخرى للأسرة (تكاليف سكن، ومواصلات، وتعليم، ولباس، وصحة، وأدوات منزلية، واتصالات).

ويقول الاقتصادي صلاح يوسف إن تكاليف سبتمبر/أيلول، الذي اعتمد عليه "قاسيون"، هو شهر استثنائي، لأنه يتضمن افتتاح المدارس ومؤونة السوريين والاستعداد لفصل الشتاء، ولكن هذا لا يعني التشكيك بأرقام المركز.

وحول كيفية ردم الفجوة بين الدخل والإنفاق، يضيف يوسف لـ"العربي الجديد" أن متوسط أجر السوري العامل نحو 71 ألف ليرة، في حين تزيد المصاريف عن مليون، وهو ما حوّل أكثر من 90% من السوريين إلى ما دون خط الفقر.

وأشار إلى أن ردم الفجوة "النسبي" يتم عبر التحويلات الخارجية وبعض المساعدات، "سلل غذائية"، التي تقدمها الدول المانحة، واصفاً الوضع المعيشي في سورية بـ"الكارثي" اليوم، وسيزداد خلال فصل الشتاء بواقع مصاريف المحروقات بعد أن رفع النظام الشهر الماضي سعر ليتر المازوت من 180 إلى 500 ليرة.

وتتزايد مصاريف الأسرة السورية المثبت دخلها بواقع ارتفاع أسعار السلع الغذائية وأجور النقل والخدمات، إذ لم يزد متوسط تكاليف معيشة أسرة سورية مؤلفة من 5 أشخاص عن 660 ألف ليرة سورية خلال الربع الثالث من العام الماضي، لكنه ارتفع إلى 732 ألف ليرة مطلع العام الجاري، وكانت حصة الغذاء منها 376500 ليرة. 

ووفقاً "مركز قاسيون"، ارتفعت تكاليف المعيشة بنهاية الربع الأول من العام الجاري، بواقع استمرار ارتفاع الأسعار وتراجع سعر صرف الليرة، إلى مليون وأربعين ألف ليرة موزعة على سلة إنفاق "غذاء، سكن، صحة، تعليم، لباس، أثاث، نقل وصالات"، لتتوالى تكاليف المعيشة بنهاية النصف الأول من عام 2021 لتصل إلى 1.240 مليون ليرة، قبل أن تقفز اليوم إلى 1.8 مليون ليرة سورية.

ويعاني السوريون أزمة معيشية خانقة أوصلتهم إلى قمة فقراء العالم، بسبب التفاوت بين الدخول والإنفاق، والارتفاع المستمر في أسعار المنتجات الغذائية، في حين حذرت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" من ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في 23 دولة حول العالم خلال الأشهر الأربعة المقبلة، من بينها سورية.

وبيّن برنامج الأغذية العالمي، في يوليو/تموز الماضي، أن 4.8 ملايين سوري يعتمدون على المساعدات الغذائية من برنامج الأغذية العالمي للبقاء على قيد الحياة، وأن نحو 90% من العائلات السورية تتبع استراتيجيات وأساليب تأقلم سلبية للبقاء على قيد الحياة، إذ "يلجأ السوريون إلى تقليل كمية الطعام، وجل السوريين يتبعون الاقتراض لشراء حاجاتهم الأساسية".

المساهمون