10.7 مليارات دولار من المغتربين تُنعش اقتصاد المغرب

قفزت تحويلات المغتربين المغاربة إلى 10.7 مليارات دولار في نهاية العام الماضي، مسجلة مستوى غير مسبوق في تاريخ تلك التحويلات، ووجهتها الأساسية دعم الأسر وتعزيز الودائع المصرفية وحفز الاستثمارات.

وسجلت تلك التحويلات ارتفاعاً غير مسبوق في تاريخ المغرب، وهو ارتفاع سُجل منذ بداية الجائحة، وهو ما عاكس توقعات المؤسسات المالية المحلية والدولية التي كانت ترقبت تراجعها.

ويعتبر هذا الرقم  قياسياً في تاريخ تحويلات المغاربة، حيث يتجاوز توقعات البنك الدولي والبنك المركزي المغربي.

فقد راهن البنك المركزي على تحويلات في نهاية العام الماضي في حدود 10.2 مليارات دولار، بينما توقع البنك الدولي إيرادات من المغتربين في حدود 9.3 مليارات دولار.

ويقدّر عدد المغتربين المغاربة بحوالي 5 ملايين شخص، 85% منهم يقيمون في أوروبا، خاصة في فرنسا التي تحتضن حوالي 1.5 مليون مغترب، بينما يتوزع الباقي بين الولايات المتحدة وكندا وبلدان عربية.

أسواق

التحديثات الحية

المغرب: ارتفاع مبيعات السيارات رهين الجائحة والرقائق

وتساهم  تلك التحويلات التي تعبر عن تضامن المغتربين مع أسرهم، كما تلاحظ مؤسسة منظمة "ريمساس" التي تعنى بالتحويلات، إنييغو موردي، في دعم الاستهلاك الداخلي الذي توفره الأسر والذي يعتبر حاسماً في النمو الاقتصادي، كما أن تلك التحويلات تضطلع بدور كبير في تسهيل التمدرس والعلاجات الطبية.

وتدعم تلك التحويلات، حسب موري، رصيد المغرب من العملة الصعبة، بعد تراجع الآتية من السياحة بسبب الجائحة، حيث تمثل تلك التحويلات نسبة 30% من مجمل ذلك الرصيد البالغ حوالي 35 مليار دولار في العام الحالي.

وتأتي تلك التحويلات بنسبة 35.7% من المغتربين المقيمين في فرنسا، بينما تشكل تلك الآتية من إسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وبلجيكا وألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة وسويسرا وكندا 43%، وتشكل السعودية وقطر والكويت 15.8%.

وأكد محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، اليوم الاثنين، أنه سيتم التوجه نحو تشجيع استثمارات مغاربة العالم الذي تبقى من دون الانتظارات، حيث لا تتعدى مليار دولار.

وذهب إلى أن استثمارات المغتربين المغاربة في القطاعات المنتجة، لا تتعدى 200 مليون دولار، بينما تصل استثماراتهم في العقارات إلى 800 مليون دولار.

وأكد أن هناك توجهاً نحو تشجيع استثمارات المغاربة المغتربين كي تصل إلى ما نحو 20% من تحويلاتهم السنوية.

اقتصاد عربي

التحديثات الحية

انتعاش "تجارة الشنطة" في المغرب والجزائر مع تهاوي الليرة التركية

وبلغت ودائع المغتربين المغاربة إلى نحو 19 مليار دولار في المصارف المغربية في العام الماضي، وهو ما يمثل حوالى 20% من مجمل الودائع لدى تلك المصارف.

وكان المغرب وضع صندوقاً لدعم الاستثمار الخاص بالمغاربة المقيمين في الخارج، والذي يتولى المساهمة في تمويل إحداث أو توسيع مشاريع في الصناعة أو الخدمات الصناعية أو التعليم أو الفندقة أو الصحة تبلغ كلفتها 100 ألف دولار على الأقل.

ويفترض في المغترب المستثمر أن يساهم بنسبة 25% من أمواله الذاتية في المشروع، بينما يوفر الصندوق 10% من حصة المغربي المغترب، علماً أن الباقي يمول عبر قروض مصرفية أو مساهمة نقدية أخرى.

ويرصد الصندوق 500 ألف دولار، كدعم للمستثمرين من المغاربة الذين يقيمون في الخارج، حيث يتخذ ذلك المبلغ شكل منحة يتوخى من ورائه تشجيعهم في إقامة مشاريع في بلدهم.