أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أنه من المستحيل عزل موسكو عن الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن روسيا تحتل المرتبة الرابعة بين أكبر اقتصادات العالم. جاء ذلك خلال تصريحاته للصحافيين، يوم الأربعاء 6 نوفمبر/ تشرين الثاني، على هامش الاجتماع الحادي والعشرين لمنتدى "فالداي" الدولي في مدينة سوتشي الروسية.
وفي رده على سؤال حول محاولات الغرب عزل روسيا، أشار نوفاك إلى أن هذه الجهود مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات. وقال: "منذ عام 2014، كانت هناك محاولات متكررة. جرى فرض عدد لا يحصى من العقوبات والقيود على بلادنا. ومع ذلك، يواصل اقتصادنا التطور. لا يمكن عزل روسيا، فهي بالفعل رابع أكبر اقتصاد في العالم".
واعترف نوفاك بأن موسكو أصبحت أقل تعاوناً مع بعض الشركاء الأجانب، حيث توقفت العلاقات الاقتصادية مع بعضهم تماماً. وأضاف: "نحن نتعاون ونعزز العلاقات مع دول الجنوب العالمي، بما في ذلك الدول الآسيوية والأفريقية. وهذا أمر واضح، لأن الاتجاه نحو تطوير العلاقات مع هذه الدول بدأ قبل فرض العقوبات، وكان قد وضعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظراً لأن اقتصادات هذه البلدان تنمو بوتيرة أسرع. وهذا هو المكان الذي يتركز فيه النمو الاقتصادي المستقبلي، والزيادة المستقبلية في استهلاك الطاقة، والزيادة في عدد السكان".
من جهتها، تقول الصحافية الروسية أولغا بولياكوفا، لـ"العربي الجديد": "يمكن اعتبار تصريحات نوفاك متفائلة بشكل مفرط، حيث يبدو أنه يتجاهل تماماً التأثيرات السلبية الحقيقية للعقوبات على الاقتصاد الروسي. والتي لا يمكن إنكارها بشكل كامل، ولكن يمكن القول إن روسيا تحاول التغلب على العقوبات في الوقت الحالي، وأنها تغلبت بالفعل في بعض القطاعات، ووجدت البديل عن الغرب. ولكن من جهة أخرى، لا يمكن أن ننفي وجود تأثيرات لها على بعض القطاعات داخل البلاد".
وأضافت بولياكوفا "العزلة الاقتصادية عن الشركاء التقليديين قد تؤدي إلى فقدان فرص استثمارية وتجارية مهمة، كما أن الاعتماد المتزايد على دول جديدة قد لا يكون كافياً لتعويض الخسائر الناتجة عن العقوبات". وتابعت: "بالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار الضغوط الغربية قد يؤدي إلى مزيد من التحديات في المستقبل".
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد صرح في الرابع من نوفمبر، خلال معرض علمي خيالي دولي بعنوان "خلق المستقبل"، أن الغرب، من خلال فرض أكثر من 21 ألف عقوبة ضد روسيا، يعيد إحياء روح الحرب الباردة ويضر ليس فقط بالدول النامية، بل بنفسه أيضاً.
وفي وقت سابق أكد وزير الخارجية المجري، بيتر سيارتو، أنه لا يمكن استبعاد روسيا من التجارة الدولية. وفي حديثه خلال اجتماع البرلمان المجري، الاثنين الماضي، قال سيارتو: "هل يجب استبعاد روسيا من التجارة الدولية؟ لا، لن يتم ذلك". وأضاف: "هناك من يعتقد أنه سيجري استبعادها، لكنهم في الواقع لديهم علاقات تجارية مع روسيا أكثر مما يتصور البعض".
وأشار سيارتو إلى أن روسيا قد زادت صادراتها النفطية إلى الهند بشكل ملحوظ "ربما عن طريق الصدفة"، وأكد أن ألمانيا "تستورد النفط من الهند أكثر من السابق"، على الرغم من أن الدول الأوروبية الغربية تدعي أنها لا تشتري الطاقة الأحفورية من روسيا، بينما في الحقيقة "زاد حجم الغاز الطبيعي المسال المورّد من روسيا إلى أوروبا الغربية".
كما أوضح أن "السياسيين المؤيدين للحرب لا يرغبون في أن تلعب موارد الطاقة الروسية دوراً في أوروبا، وفي الوقت نفسه يقومون بترتيب تعاملاتهم مع روسيا بشأن موارد الطاقة بشكل غير مبرر خلف الأبواب المغلقة".
وفي وقت لاحق، أشار سيارتو إلى أن أوروبا الغربية تعلن بفخر رفضها النفط الروسي، لكنها تستمر في شرائه عبر دول وسيطة، مثل الهند. وعلق ساخرًا بأن هذا يدل على أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا تعمل "بشكل ممتاز".