تراجع الروبل الروسي، اليوم الثلاثاء، إلى أكثر من 84 مقابل الدولار ليسجل أدنى مستوياته أمام العملة الأميركية منذ أكثر من 14 شهرا مع استئناف العمل بالأسواق المحلية بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة، متأثرا بانخفاض أسعار النفط وقلة المعروض من العملة الأجنبية القادمة من المصدرين في سوق تواجه نقصا في السيولة النقدية.
وانخفض الروبل 1.7% إلى 84.04 مقابل الدولار بحلول الساعة 09.12 بتوقيت غرينتش، مسجلا أدنى مستوى له منذ إبريل/ نيسان 2022.
وتراجع 2% إلى 90.76 مقابل اليورو لتتخطى العملة الأوروبية عتبة 90 لأول مرة فيما يقرَب من سبعة أسابيع، كما خسر 1.4% ليصل إلى 11.72 مقابل اليوان الصيني.
وانخفض حجم التعاملات في السوق التي أصبحت عرضة لتقلبات حادة منذ أن استهدف الغرب روسيا بعقوبات واسعة النطاق بسبب غزوها أوكرانيا مع انخفاض عدد المستثمرين الأجانب القادرين على الوصول للأسواق الروسية.
وقال متعامل في بنك روسي كبير لوكالة "رويترز" إن "هناك نقصا في السيولة بالسوق"، ويسبب انخفاض سعر النفط "مصدر إزعاج".
وأضاف أن الجميع ينتظر ارتفاع الروبل مرة أخرى بمجرد أن يبدأ المصدرون، الذين يستفيدون من انخفاض الروبل، في تحويل العائدات بالعملة الأجنبية لدفع الضرائب المحلية في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وارتفع سعر خام برنت، وهو معيار عالمي لخام التصدير الروسي الرئيسي، 1% إلى 72.56 دولارا للبرميل. وهبط سعر مزيج برنت بشدة في الجلسات القليلة الماضية من مستوى يبلغ حوالي 78 دولارا.
ولم يتأثر الروبل كثيرا بإبقاء البنك المركزي الروسي على أسعار الفائدة عند 7.5 % يوم الجمعة، لكن البنك بعث بأقوى إشاراته حتى الآن بأنه قد يرفع الفائدة هذا العام قائلا إن "هذا الاحتمال زاد مع ارتفاع الضغوط التضخمية".
وتراجعت مؤشرات الاقتصاد الروسي بعدما بدأت العقوبات الغربية، وفي مقدمتها الحظر الأوروبي على النفط الروسي المنقول بحراً، تؤثر تأثيراً أكبر على موسكو.
وبحسب بيانات وزارة المالية الروسية، التي صدرت في وقت سابق من الشهر الجاري، فإنّ الموازنة الفيدرالية سجلت عجزاً قدره حوالي 3.4 تريليونات روبل خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، بينما كان من المخطط أن يبلغ عجز الموازنة عن السنة بأكملها 2.9 تريليون روبل.
وخلال الأشهر الخمسة الأولى، تراجعت عوائد النفط والغاز بنسبة 50% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، إلى نحو 2.9 تريليون روبل.
وتسعى روسيا منذ سنوات لتقليل اعتمادها على الدولار واليورو والعملات الصعبة الأخرى في نظامها المصرفي وفي التجارة، وهو دافع سرّعته موسكو منذ أن تعرضت لعقوبات مالية واقتصادية متزايدة منذ غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وباتت تسعى لاستخدام اليوان للحصول على ضمان مالي من الصين.
وفي سبتمبر/ أيلول 2022، وقعت شركة "غازبروم" الروسية اتفاقا لبدء تحويل مدفوعات إمدادات الغاز الروسية إلى الصين إلى اليوان والروبل بدلا من الدولار.
(رويترز، العربي الجديد)