بعد نحو عام ونصف من الصراع في أوكرانيا، استفاد عدد قليل من البلدان من الفرص الاقتصادية تماماً التي وفرتها الحرب، مثل الإمارات العربية المتحدة.
وحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الاثنين، تصطاد البنوك في الإمارات العربية المتحدة المواهب من موسكو لإدارة تدفق الأموال الروسية على البلاد.
ويقبل تجار دبي النفط والذهب الروسي أكثر من أي وقت مضي، كما يغذي المشترون الروس طفرة العقارات في هذه مدينة دبي ويتعاملون غالباً نقداً.
ووفقاً للتقرير نفسه، فقد ارتفع تدفق العملات الأجنبية إلى الإمارات العربية المتحدة بعد الغزو الروسي، إذ زادت بنسبة 20% كل شهر منذ مايو/آيار 2022، على أساس سنوي، وفقًا للتقرير بمؤسسة "كابيتال إيكونومكس" في لندن.
وعن تدفق النقد الأجنبي إلى الإمارات، قال الاقتصادي في "كابيتال إيكونوميكس" جيمس سوانستون، "إنه قوي للغاية منذ مارس من العام الماضي"، مضيفاً أن "الأرقام لا تفصل تدفقات رأس المال من قبل الروس، لكن التوقيت ليس من قبيل الصدفة".
وكان لافتاً احتفال إيغور سيتشين، وهو أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالعام الجديد في نخلة الجميرة، وهي جزيرة اصطناعية قبالة دبي، حسبما قال أشخاص مقربون من الحكومتين الإماراتية والأميركية لـ"وول ستريت جورنال".
وفرضت الولايات المتحدة وأوروبا، بالفعل، عقوبات على سيتشين لكونه عضوًا في الدائرة المقربة من بوتين ومنعته من السفر، لكن لا يوجد ما يمنعه من زيارة الإمارات العربية المتحدة.
ويدير سيتشين شركة "روسنفت"، وهي شركة نفطية روسية مملوكة للدولة، وكان في دبي في رحلة عائلية أثناء التحقق من الشركات التي تستخدمها "روسنفت" لتصدير النفط الروسي إلى الصين أو الهند أو تركيا، بحسب مصادر "وول ستريت جورنال".
وقامت مجموعة من الشركات الناشئة غير المعروفة بنقل موظفيها إلى الإمارات العربية المتحدة لتداول نفط "روسنفت".
ولا يخضع تداول النفط الروسي في حد ذاته للعقوبات، على الرغم من أنه يتعين على التجار التأكد من أن المنتج لا ينتهي إلى أسواق الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، ذكر مسؤولون ومستشارون أميركيون سراً أنهم لن يمنعوا تجارة النفط الروسية التي تمر عبر الإمارات "طالما أنهم يحترمون سقف السعر الذي فرضته مجموعة الدول السبع الغنية والذي يحد من الإيرادات التي يتلقاها الكرملين"، بحسب "وول ستريت جورنال".