ولاية بونتلاند تدشن خامس ميناء تجاري في الصومال

22 أكتوبر 2022
الصومال يسعى لتشييد مزيد من الموانئ التجارية على سواحله (العربي الجديد)
+ الخط -

دشّنت ولاية بونتلاند الفيدرالية، اليوم السبت، ثاني ميناء تجاري لها في مدينة جرعد، في إقليم مدق شمال شرقي الصومال، وذلك بعد ميناء بوصاصو الذي يعد العصب الاقتصادي للإقليم الفيدرالي.

وحضر في مناسبة تدشين ميناء جرعد الذي بدأت أعماله تشييده عام 2016 كل من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس ولاية بونتلاند سعيد عبدالله دني، ومصطفى عكجر رئيس الإقليم الصومالي في إثيوبيا المعروف اختصاراً بـ"إقليم أوغادين"، ووزير الدفاع الكيني أدم بري دعالي (من أصول صومالية)، ورئيس ولاية جنوب غربي الصومال عبدالعزيز حسن محمد، إلى جانب نواب في البرلمان الصومالي والكيني، ووزيرين في الحكومة الإثيوبية.

وقال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إن تشييد هذا الميناء بسواعد محلية درس عظيم للجميع، كما أنه دليل قوي على إمكانية تشييد موانئ في السواحل الصومالية الممتدة نحو ثلاثة آلاف كيلومتر في المحيط الهندي.

وأشار شيخ محمود إلى أن الولايات الفيدرالية الخمسة كلها مطلة على السواحل، ومن المهم أن تشيد كل ولاية ميناء تجارياً، وذلك من أجل الانضمام إلى أسواق شرق أفريقيا، وستنضم إلى جميع المنتديات الاقتصادية في القارة وفي الإقليم.

وأوضح شيخ محمود أن بونتلاند لديها مستقبل اقتصادي واعد، وأنه بعد مرور سبع سنوات جرى الانتهاء من تشييد هذا الميناء، مثمناً الجهود المحلية، وخاصة رئيس بونتلاند الذي ساهم في إمكانية بناء هذا المرفأ.

وبدوره، قال سعيد عبدالله دني، إن هذا الميناء سينمّي اقتصاد البلاد، وسيخلق الشراكة الاقتصادية بين مكونات المجتمع المحلي، مشيراً إلى أن الضعف الاقتصادي هو المهدد الرئيس لاستقرار الإقليم أمنياً واقتصادياً.

 وأوضح سعيد دني أن الهدف الرئيس من افتتاح هذا الميناء هو حل المعضلات الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع المحلي، وأن هناك علاقات تجارية اقتصادية بين الإقليم الصومالي الإثيوبي وولاية بونتلاند، وأن هذا الميناء سيكون إضافة جديدة لنمو التبادل التجاري بين الإقليمين.

وفي السياق، قال رئيس الإقليم الصومالي في إثيوبيا مصطفى عكجر، إن الاقتصاد الإثيوبي يتنامى بشكل متزايد، وإن هناك حاجة لإيجاد منافذ تجارية في السواحل الصومالية، وأن المنطقة الصومالية في إثيوبيا لديها ارتباط اقتصادي وثيق مع الأقاليم الصومالية.

وأشار إلى أن التواصل التجاري بين بونتلاند والإقليم الصومالي في إثيوبيا آخذ في الاتساع، وأن هناك رحلات طيران بدأت تسير بين المنطقتين منذ الأشهر الأخيرة، كما أن هناك تعاوناً أمنياً بين الإقليمين لفرض الاستقرار ومواجهة التحديات الأمنية.

هذا، وبدأت فكرة تشييد هذا الميناء في مدينة جرعد في ستينيات القرن الماضي، لكن ذلك الحلم لم يتحقق، وبعد مرور عقود طويلة تمكن تجار ومستثمرون محليون في ولاية بونتلاند من تشييد هذا الميناء، وينتظر منه أن يرفع النمو التجاري للولاية الفيدرالية التي تعتمد في ميزانيتها على الضرائب التي تُفرض على حركة التصدير والاستيراد من الخارج.

ووفق إدارة الشركة التي تولّت عمليات تشييد ميناء جرعد، فإنه رُصد نحو نصف مليار دولار لاستكمال أعمال تشييده وربطه بالمنطقة الصومالية في إثيوبيا، حيث يجري بناء شارع ممتد نحو ألف كيلومتر بتكلفة تقدر بـ28 مليون دولار.

وبعد انتهاء مراسم تدشين ميناء جرعد، دشن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس إقليم بونتلاند سعيد عبدالله دني شارعاً يربط مدينة جرعد بالمناطق الأخرى في ولاية بونتلاند الفيدرالية، وذلك لتسهيل حركة التنقلات من وإلى الميناء.

ويُعد ميناء جرعد خامس ميناء تجاري في الصومال بعد ميناء مقديشو، وكسمايو، وبربرة، وبوصاصو، وهو ما يمكن أن يساهم في حركة تنقل البضائع المصدرة والمستوردة من الخارج، هذا فضلاً عن فرص العمل التي توفرها الموانئ، خاصة الأيدي العاملة التي تعد المحرك الرئيس في تشغيل موانئ البلاد.
 

المساهمون