استمع إلى الملخص
- يشمل الإضراب حاليًا عشر مدن وقد يمتد ليشمل مئات المتاجر بحلول عيد الميلاد، مما يهدد مبيعات ستاربكس خلال موسم العطلات، حيث ترى النقابة أن العروض غير كافية.
- شهدت ستاربكس موجة إضرابات في 2024 للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل، مما جذب انتباه المشرعين ومنظمات العمل، رغم نفي الشركة للاتهامات.
بدأ عمال ستاربكس في توسيع إضرابهم ليشمل أربع مدن أخرى في الولايات المتحدة، بما في ذلك مدينة نيويورك، حيث أعلنت نقابة "عمال متحدون" (Workers United Union)، التي تمثل أكثر من 10,000 عامل في السلسلة الشهيرة، يوم السبت أن الإضراب الذي يستمر خمسة أيام بدأ بالفعل يوم الجمعة.
وفي البداية، أدى الإضراب إلى إغلاق مقاهي سلسلة المشروبات والقهوة في لوس أنجيلس وسياتل وشيكاغو، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز. ولكن انتشر الإضراب حالياً ليشمل نيويورك ونيوجيرسي وفيلادلفيا وسانت لويس، حسبما ذكرت النقابة في بيان.
ومع ذلك، لم يحدد البيان الموقع الدقيق للإضراب في نيوجيرسي. وحدثت هذه الإضرابات بعد أن وصلت المفاوضات بين الشركة والنقابة إلى طريق مسدود، حيث ظلت قضايا الأجور والجداول الزمنية وتوفير الموظفين غير محلولة.
تأثير الإضراب على متاجر ستاربكس
يُذكر أن النقابة طلبت من منتسبيها حالياً الإضراب في عشر مدن، بما في ذلك دنفر وكولومبوس. ويأتي هذا الإضراب خلال موسم العطلات المزدحم، مما قد يؤثر بمبيعات سلسلة القهوة خلال عيد الميلاد. وحذرت النقابة يوم الجمعة من أن الإضراب قد يمتد ليشمل "مئات المتاجر" بحلول الثلاثاء، والذي يصادف أيضاً ليلة عيد الميلاد.
وبدأت المفاوضات بين الطرفين في إبريل/نيسان الماضي، وأعلنت الشركة هذا الشهر أنها عقدت أكثر من ثماني جلسات مفاوضات مع النقابة وتوصلت إلى 30 اتفاقية خلال هذه المحادثات. وذكرت ستاربكس أنها مستعدة لمواصلة التفاوض مع النقابة، مدعيةً أن مندوبي النقابة أنهوا المحادثات قبل أوانها هذا الأسبوع.
ومع ذلك، قالت النقابة يوم الجمعة، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الشركة لم تقدم حتى الآن عرضاً اقتصادياً جاداً، مع بقاء أقل من أسبوعين على نهاية العام. ورفضت النقابة عرضاً من الشركة تضمن عدم رفع الأجور بشكل فوري، مع ضمان زيادة بنسبة 1.5% في السنوات المقبلة.
وشهدت سلسلة مقاهي ستاربكس في الولايات المتحدة موجة من الإضرابات العمالية خلال عام 2024، حيث نظم الآلاف من الموظفين إضرابات في مئات الفروع عبر البلاد. وبدأت هذه الإضرابات في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وتزامنت مع أحداث ترويجية مهمة مثل "يوم الكوب الأحمر"، الذي يُعتبر من أكثر الأيام ازدحاماً في العام.
واستمرت الاحتجاجات في ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أعلن اتحاد عمال ستاربكس عن تصويت 98% من أعضائه لصالح تفويض الإضراب، في ظل عدم التوصل إلى اتفاق مع الإدارة. وجاءت الإضرابات احتجاجاً على سياسات الشركة المتعلقة بالأجور وظروف العمل، بالإضافة إلى اتهامات بإعاقة الجهود النقابية في بعض الفروع.
ورفع الموظفون الذين نظموا الإضراب شعارات تدعو إلى تحسين الأجور، بما يتناسب مع تكاليف المعيشة المتزايدة، مشيرين إلى أن رواتبهم الحالية لا تغطي الاحتياجات الأساسية، خاصة مع ارتفاع التضخم وأسعار السكن في الولايات المتحدة. وطالب العمال بتوفير بيئة عمل آمنة، وإعطاء العمال الحق في تشكيل نقابات دون تهديدات أو تدخلات من الإدارة.
من جانبها، نفت ستاربكس الاتهامات، مؤكدة التزامها بتحسين ظروف العمل لجميع موظفيها. وأشارت إلى أنها قامت في السنوات الأخيرة بزيادة الأجور وتقديم مزايا إضافية مثل التأمين الصحي والتعليم الجامعي المجاني. ومع ذلك، يرى العمال أن هذه التحسينات غير كافية مقارنة بالأرباح الكبيرة التي تحققها الشركة، والتي تجاوزت المليارات في العام الماضي.
ولفت الإضراب انتباه المشرعين ومنظمات العمل في الولايات المتحدة، حيث دعا بعض أعضاء الكونغرس إلى تحقيق في ممارسات الشركة تجاه العمال. كما عبر العديد من النقابات العمالية عن تضامنها مع عمال ستاربكس، معتبراً أن هذه الاحتجاجات تعكس واقعاً أوسع يعاني منه العاملون في قطاع الخدمات في الولايات المتحدة.
وتأتي احتجاجات عمال ستاربكس في سياق أوسع، من حركة متنامية لحقوق العمال في البلاد، حيث تصاعدت في السنوات الأخيرة الإضرابات والمطالبات بتحسين الأجور وظروف العمل في شركات كبرى مثل أمازون وماكدونالدز. ويرى المحللون أن هذه الموجة تعكس تحولات جذرية في العلاقة بين العمال والشركات، وسط تصاعد الوعي بحقوق العمال وتغيرات في الأسواق، والاقتصاد بشكل عام.