وثيقة أميركية مسرّبة: الفساد قد يوقف المساعدات لأوكرانيا

02 أكتوبر 2023
الرئيس بايدن يلتقي نظيره الأوكراني زيلينسكي في البيت الأبيض (Getty)
+ الخط -

تشير وثيقة استراتيجية أميركية، حصلت عليها صحيفة بوليتيكو الأميركية التي تصدر في واشنطن، إلى أن مسؤولي إدارة جو بايدن يشعرون بالقلق الشديد من تفشي الفساد في أوكرانيا. 

وتحدد النسخة "الحساسة ولكن غير السرية" من الوثيقة الخطة الأميركية طويلة المدى للعديد من الخطوات التي تنوي واشنطن اتخاذها لمساعدة كييف على استئصال الفساد وإصلاح مجموعة من القطاعات الأوكرانية.

ويضغط المسؤولون الأميركيون منذ مدة في السرّ على الحكومة الأوكرانية ويطالبونها بمحاربة الفساد وبسرعة.

وقد التقى، في هذا الصدد، مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي مع وفد من مؤسسات مكافحة الفساد الأوكرانية. 

وأكد مسؤول أميركي ثانٍ مطلع على المناقشات، لبوليتيكو، أن إدارة بايدن تتحدث مع القادة الأوكرانيين حول احتمال ربط المساعدات الاقتصادية المستقبلية بـ"إصلاحات لمعالجة الفساد وجعل أوكرانيا مكانًا أكثر جاذبية للاستثمار الخاص".

وتدعو الوثيقة إلى تخصيص بعض مؤسسات القطاع العام واتباع النهج الغربي في الإدارة المالية وتكثيف اللغة الإنكليزية في المدارس. 

وتقول الوثيقة، التي نشرت بوليتيكو مقتطفات منها اليوم الاثنين، إن الفساد قد يدفع الحلفاء الغربيين إلى التخلي عن حرب أوكرانيا ضدّ الغزو الروسي، وبالتالي فإنّ الحكومة الأوكرانية ليس بوسعها تأجيل جهود مكافحة الفساد.

كما تحذر النسخة السرّية من الوثيقة من أن "تصورات الفساد على مستوى عال" يمكن أن "تقوض ثقة الشعب الأوكراني والقادة الأجانب في الحكومة الأوكرانية في هذه الفترة الحرجة من الحرب".

والنسخة المسرّبة من الوثيقة تتناول "استراتيجية الإصلاحات المتكاملة" التي تطالب بها واشنطن، وتحتوي على الكثير من التفاصيل حول أهداف الولايات المتحدة في أوكرانيا، من خصخصة بنوكها إلى مساعدة المزيد من المدارس على تدريس اللغة الإنكليزية، إلى تشجيع جيشها على اعتماد بروتوكولات حلف شمال الأطلسي (ناتو). وتريد الإدارة الضغط على أوكرانيا لخفض أنشطة الكسب غير المشروع.

لكن يرى محللون أنّ الحديث بصوت عالٍ بشأن قضايا الفساد قد يشجع معارضي المساعدات الأميركية لأوكرانيا في الكونغرس على وقف تدفق الأموال إلى كييف.

ويقول خبراء في هذا الشأن إنّ أي تصور لضعف الدعم الأميركي لكييف قد يدفع المزيد من الدول الأوروبية إلى التفكير مرّتين في مواصلة الدعم للحكومة الأوكرانية في حربها مع روسيا.

المساهمون