وانغ شوانفو.. رمز الرأسماليين الصاعدين في الصين

24 ابريل 2023
وصلت ثروة وانغ شوانفو إلى 18.9 مليار دولار في العام 2022 (Getty)
+ الخط -

لم يغب عن المراقبين في الأعوام الأخيرة الصعود القوي للملياردير الصيني وانغ شوانفو، الذي تحتل شركته المركز الثاني عالمياً في صناعة السيارات الكهربائية، ما يدفع الكثيرين إلى ترقب أن تشكل طموحاته تحدياً حقيقياً للملياردير الأميركي إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا الرائدة في هذا المجال.

أصبح وانغ شوانفو، مؤسس شركة BYD، رمزاً للرأسماليين الصاعدين في الصين، الذين يقتحمون أسواقاً أجنبية ويحظون بدعم الدولة ذات الاقتصاد الصاعد والساعية إلى الريادة في العالم.

اسم الشركة التي أسسها الرجل الذي يُوصف بأنه "إيلون ماسك الصين" ليست سوى اختزال لشعار رفعه وانغ شوانفو وهو Build Your Dreams (اصنع أحلامك)، إذ إنه حلم بصناعة بطاريات للهواتف، قبل أن يتحول إلى الرئيس التنفيذي لإحدى أكبر الشركات العالمية في مجال السيارات، بخاصة الكهربائية.

تشير مجلة فوربس الأميركية، في تقرير نشرته أخيراً على موقعها الإلكتروني، إلى أنّ وانغ شوانفو، الذي كانت ثروته في حدود 4.3 مليارات دولار قبل عشرة أعوام، وصلت إلى 18.9 مليار دولار في العام الماضي 2022، كي يحتل المركز الـ87 بين أثرياء العالم.

تساهم BYD في صدارة الصين في سوق السيارات الكهربائية، بل إنها تسوق سياراتها في حوالى 50 منطقة، من بينها أوروبا، التي أضحت من أولوياتها، في سياق التوجه نحو التخلي عن السيارات العاملة بالوقود.

رأى وانغ شوانفو النور في عام 1966. وينحدر من أسرة فقيرة، وأضحى يتيماً في سن المراهقة، وتولى إخوته رعايته كي يواصل تعليمه، إذ حصل على شهادة من معهد البحث في المعادن غير الحديدية في بكين، والتحق بالعمل في إحدى الشركات المملوكة للدولة.

لكنه غادر بكين وحل بشنجن، المدينة المزدهرة في جنوب البلاد، حيث أطلق شركة البطاريات القابلة للشحن BYD قبل ثمانية وعشرين عاماً، حيث استعملت من قبل شركات صناعة الهواتف النقالة مثل نوكيا وسامسونغ، غير أن الشركة تحولت إلى قطاع السيارات بعد شراء شركة تسيشوان قبل عشرين عاماً.

يُنسب لوانغ شوانفو أنه حوّر في حديث له اسم شركته من Build Your Dreams إلى Bring Your Dollars (اجلب دولاراتك)، ويرى المراقبون أنّ تلك الرسالة التقطها المليادير الأميركي وارين بافيت، الذي أضحى مساهماً في الشركة بنسبة 8.25% منذ 2008.

لا يعرف الجمهور الواسع الكثير عن مؤسس BYD، رغم كونه أحد الرواد العالميين في صناعة السيارات الكهربائية والبطاريات القابلة للشحن، مع توفير حوالي 230 ألف فرصة عمل.

ويعتبر الرجل نموذجاً يحتذى في بلده، فقد كان سباقاً إلى حدس التحول الذي سيحدث في عالم السيارات في العالم، ما دفعه إلى التوفر على رؤية دفعته إلى ترجمة مشروعه على أرض الواقع، ما دام استطاع وضع منظومة تمتد من توفير البطاريات الكهربائية إلى صناعة السيارة الكهربائية.

ويعتبر وانغ شوانفو ملهما للعديد من المشروعات في بلده، فقد تمكن قبل سنوات قليلة من إنتاج نموذج لسيارة صينية تتوفر على مواصفات تنافس فولكسفاغن الألمانية وتويوتا ونيسان اليابانيتين، بل تمكن من تجاوز منافسيه اليابانيين وفتح الطريق أمام الابتكار التكنولوجي وصناعة أول سيارة هجينة.

صعود المجموعة الصينية في السوق العالمية دفع العديد من المراقبين للتأكيد على اتجاه BYD نحو اللحاق بـ"تسلا" الأميركية، خاصة بعد مراهنة الشركة الصينية على بيع ثلاثة ملايين سيارة في العام الحالي، نصفها كهربائية، بل إنها تهدف إلى بيع 800 ألف سيارة خارج الصين.

نهاية الأسبوع الماضي، نبّه الرئيس التنفيذي لشركة فورد موتور الأميركية العملاقة، جيم فارلي، إلى أنّ شركته في مواجهة سوق مزدهرة وشديدة التنافسية للسيارات الكهربائية في الصين، مشيراً إلى أنّ شركته تحتاج إلى إعادة تشكيل علامتها التجارية لأكبر سوق مركبات في العالم في ظل هذه المنافسة المحتدمة.

وقال فارلي، الذي ظهر عبر تقنية الفيديو في معرض شنغهاي للسيارات، إن BYD تهيمن على سوق السيارات الكهربائية والهجينة الموصولة بالكهرباء، مضيفاً: "إنها مختلفة تماماً عن تسلا... إنها متكاملة في صناعتها ولا أحد يفعل ذلك في العالم".

المساهمون