الولايات المتحدة تُرسل بذور قمح إلى شمال شرقي سورية... ومختصون يشككون

15 نوفمبر 2021
البذور ستدعم مئات المزارعين لإنتاج نحو 32 ألف طن من القمح العام المقبل (فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، عن تجهيز حمولة تبلغ 3 آلاف طن من بذور القمح لإرسالها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية" الكردية شمال شرقي سورية.

وأكد المعرف الرسمي لسفارة الولايات المتحدة في دمشق على "فيسبوك" أن "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تقدم ما يقرب من 3000 طن من بذور القمح عالية الجودة للمزارعين في شمال شرقي سورية مع بدء موسم زراعة القمح"، لافتة إلى أن "القمح يعتبر العمود الفقري لقطاع الزراعة".

وأشارت السفارة إلى أن "هذه البذور ستدعم مئات المزارعين لإنتاج نحو 32 ألف طن من القمح العام المقبل، مما يضمن حصول السوريين على الدقيق والخبز ومنتجات القمح الأخرى لإطعام أسرهم ومنع المزيد من الأزمات الاقتصادية".

من جانبه يرى المهندس الزراعي محمد عرفان داديخي عضو في "الهيئة الوطنية السورية" في حديث لـ"العربي الجديد" إنه "بالنسبة لاعتماد البذار من المعروف أن زراعة أصناف القمح تختلف بين دولة وأخرى، تبعا للظروف المناخية وطبيعة التربة والعوامل البيئية المختلفة وحتى على مستوى المحافظات مثلا ضمن سورية الصنف الذي يصلح مثلاً لزراعته في درعا يختلف عن الأصناف المعتمدة في الرقة أو الحسكة أو حلب وهكذا".

وأوضح المهندس الزراعي أن "الصنف يعتمد بعد تجربته في أكثر من محافظة بتغيير العوامل البيئية والجوية على الصنف وعلى أكثر من سنة وبمكررات عديدة حتى يتم اعتماد هذا الصنف في محافظة ما حسب ملاءمته للعوامل المناخية والبيئية وطبيعة التربة".

وأشار داديخي إلى أنه "نستغرب أن تزود الولايات المتحدة مناطق قوات سورية الديمقراطية (قسد) بهذا البذار الذي لا نعرف عنه شيئاً من حيث مقاومته للأمراض وكذلك ملاءمته للظروف المناخية وطبيعة التربة"، مضيفاً: "لا نستغرب عن قسد قبولها هذا البذار كاستمرار لمخططها التخريبي حيث تفتقد مناطق قسد للخبرات الزراعية ومراكز الأبحاث الزراعية لتقييم نوع البذار، مما قد يتسبب بنقل أمراض للمنطقة غير موجودة سابقاً".

ونوّه عضو الهيئة السياسية السورية إلى أن "زراعة القمح في الجمهورية العربية السورية تأثرت منذ عام 2012، وذلك بعد عام من الثورة و دخول البلاد في حالة الفوضى التي أحدثتها آلة الحرب الإجرامية للنظام، وبفعل هجرة ونزوح الكثير من المزارعين وعدم إمكانية الزراعة في ظل الحرب التي شنها النظام على الشعب السوري، وكذلك تراجعت في شمال شرق سورية لأسباب آنفة الذكر، بالإضافة لحرق ميليشيات قسد للمحاصيل الزراعية للفلاحين كما حدث عام 2018 و2019"، مؤكدا أن "هذه الأسباب مجتمعة أدت لتراجع زراعة القمح بحيث تراجع الإنتاج من 4.5 ملايين طن من القمح إلى حوالي 700 ألف طن عام 2021، وحوالي 1.5 مليون طن موسم 2020".

وأشار داديخي إلى أن "أميركا ليست جادة بدعم زراعة القمح، فالكمية المعدة للإدخال لمناطق قسد تكفي لحوالي 12 ألف هكتار وإنتاجها يصل لحوالي 50 ألف طن"، معتقداً أن "الغاية ليست دعم الزراعة بل لأسباب أخرى تتعلق بتدمير زراعة القمح بنشر بذار غير معتمد من البحوث الزراعية السورية وغير مجرب في مناطقنا ولا نعرف مدى مقاومته للظروف المناخية، وإصابته بالأمراض التي قد تنتقل لمنطقة شمال شرق سوريا ومنها لعموم سورية".

ونوّه المهندس الزراعي إلى أن "محافظتي الحسكة والرقة شمال شرقي سورية، تنتجان حوالي ثلث إنتاج سورية من القمح، فماذا لو انتشرت أمراض جديدة على المنطقة عبر هذه الكمية شرق الفرات؟".

بدوره، قال المهندس سلمان بارودو الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعة في "الإدارة الذاتية" في حديث لـ"العربي الجديد": "نشكر وكالة التنمية الأميركية لإرسالها 3000 طن من بذور القمح، ولكن هذه الكمية غير كافية"، مضيفاً: "هذه السنة استلمنا حوالي 185 ألف طن، وهذه الكمية لا تكفي حاجتنا سنوياً، لذلك تم توزيع حوالي 35 ألف طن على الفلاحين والمزارعين وكانت هذه الكمية غير كافية ولم تغط كافة المساحات المُرخصة والتي تُزرع في شمال وشرق سورية".

وأشار إلى أن "حاجتنا لزراعة هذا الموسم 2020/ 2021  من حيث البذار لا تقل عن 50 ألف طن"، لافتاً إلى أن "ليس لدينا مخابر دقيقة لفحص جينات هذه البذور المقدمة من وكالة التنمية الأميركية، ونحن نحاول تحليل هذه الكمية المقدمة من البذور خارج مناطقنا عن طريق تقنيات متقدمة حتى نصل إلى نتيجة جيدة، حيث أن البذور في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية بجميع أصنافها لم تعد تنتج بكثرة وإنتاجها قليل جداً بسبب كثرة زراعتها في المنطقة".

المساهمون