- وارن بافيت وتشارلي مونغر حولا بيركشاير هاثاواي من مصنع نسيج فاشل إلى مجموعة استثمارية ضخمة، محققين أرباحاً بالمليارات وجاذبين آلاف المستثمرين عالمياً لاجتماعهم السنوي.
- بيركشاير هاثاواي باعت أسهم بقيمة تقارب 20 مليار دولار في الربع الأول، بما في ذلك حصة كبيرة في آبل، لكنها استفادت من رفع أسعار الفائدة الأميركية، محققة 1.9 مليار دولار من دخل الفوائد.
كان الاجتماع السنوي لشركة بيركشاير هاثاواي الأميركية القابضة التي يقودها الملياردير وارن بافيت استثنائياً، بعد وفاة نائب رئيس مجلس إدارة الشركة والذراع اليمنى لبافيت، تشارلي مونغر في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي عن عمر يناهز 99 عاماً، وسط تساؤلات عن آلية عمل الشركة من دون بافيت أيضاً، الذي بلغ 94 عاماً.
وأنهى وارن بافيت، في مايو/ أيار 2021 سنوات من التكهنات بشأن من سيخلفه في منصب الرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي بالقول إن غريغ أبل، الذي يشرف على أنشطة المجموعة عدا التأمين، سيتولى المسؤولية في حال تنحيه عن المنصب. وأبلغ بافيت شبكة "سي.أن.بي.سي" حينها أن "المديرين متفقون على أنه إذا حدث شيء لي هذه الليلة، فسيكون غريغ هو من سيتولى المسؤولية صباح الغد".
ويشغل أبل، وهو من مواليد مدينة إدمونتون الكندية، منصب نائب رئيس بيركشاير منذ عام 2018، بعد عشر سنوات من بناء وحدة بيركشاير هاثاواي للطاقة، لتصبح مزوداً رئيسياً للكهرباء في الولايات المتحدة. إلا أن وارن بافيت يبدو أنه لم يتخذ قرار التقاعد بعد، حيث أنهى اجتماع، السبت، بقوله وفق وكالة "بلومبيرغ": "لا أتمنى أن تأتوا في العام المقبل فحسب، بل أتمنى أن آتي أنا أيضاً في العام المقبل".
إنجازات وارن بافيت
وقام بافيت ومونغر، وفق "بلومبيرغ" بتحويل بيركشاير من مصنع نسيج فاشل إلى مجموعة عملاقة تشمل التأمين والطاقة والسكك الحديدية وحققت أرباحاً بالمليارات، فيما لفتت "الغارديان" البريطانية إلى أن محفظة الشركة الاستثمارية تضم حصصاً في شركات من "آبل" إلى "شيفرون"، قد يصل مخزونها إلى ارتفاعات جديدة.
وخلال اجتماع السبت تساءل أحد الحاضرين كيف ستكون الثقافة في بيركشاير في عهد "أبل"، وهل سيتولى الأخير إدارة محفظة الأسهم التي كان وارن بافيت يديرها؟ أجاب بافيت مازحاً: "سيُتخذ هذا القرار عندما لا أكون موجوداً".
وإضافة إلى ثروته الكبيرة، وحنكته في إدارة الشركات، يكتسب بافيت شعبية كبيرة حول العالم بسبب نصائحه المالية، وفي كل عام، يتدفق عشرات الآلاف من المستثمرين إلى أوماها من جميع أنحاء العالم لمشاهدة وارن بافيت وهو يجيب عن أسئلة المساهمين في الاجتماع السنوي لشركته. هذا العام، كما هو الحال دائماً، شارك بافيت أفكاره ليس فقط حول الأساسيات المالية وراء العديد من الشركات التابعة والمحافظ الاستثمارية لشركة بيركشاير، لكن أيضاً حول الطريق إلى حياة ناجحة.
وسأل أحد المساهمين بافيت عن أحد أهم القرارات التي يمكن لأي مستثمر اتخاذها: متى يجب شراء أو بيع استثمار ما؟ أجاب بافيت وفق "سي أن بي سي" أنه لم يقم باستثماره الكبير في شركة آبل حتى شعر أن لديه فهماً كاملاً لسلوك المستهلك، وهو الفهم الذي توصل إليه بعد امتلاك العديد من الشركات الاستهلاكية الأخرى، الناجحة منها وغير الناجحة. النقطة المهمة بالنسبة للمستثمرين هي أن بافيت لا يشتري أي استثمار بناءً على المشاعر أو الاندفاعات.
ولم يقم بالشراء إلا بعد أن قرر أن آيفون "ربما كانت المنتج الأعظم على الإطلاق". وحول النصيحة التي يرغب في مشاركتها ويعتقد أن الجميع بحاجة إلى سماعها، أجاب بافيت: "فكّر في الطريقة التي تريد أن يُقرأ بها نعيك، وابدأ في بناء حياة ستوصلك إلى هناك".
بيع أسهم في آبل
وكشفت الشركة، يوم السبت، أنها باعت ما يقل قليلاً عن 20 مليار دولار من الأسهم في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، واشترت 2.7 مليار دولار خلال الفترة نفسها. ونتيجة لذلك، تراجعت قيمة محفظة أسهمها إلى 336 مليار دولار، من 354 مليار دولار في نهاية العام الماضي.
وبحسب بيانات منظمي الأوراق المالية الأميركية التي نشرتها "فاينانشال تايمز"، فإن "بيركشاير" باعت جزءاً كبيراً من حصتها في شركة آبل، وقالت الشركة إن مركزها في صانع آيفون بلغ 135.4 مليار دولار في الربع الأول، بانخفاض من 174.3 مليار دولار في نهاية عام 2023، مما يشير إلى أنها باعت ما يقرب من 115 مليون سهم في الشركة في بداية العام، أو 13 في المائة من مقتنياتها.
بدأت شركة بيركشاير في تقليص ممتلكاتها في شركة آبل في أواخر ديسمبر/ كانون الأول، حيث باعت ما يقرب من 10 ملايين سهم. ووفق "بلومبيرغ" حققت "بيركشاير" متوسط مكاسب سنوية بنسبة 20 في المائة من عام 1965 حتى عام 2022، أي ما يقرب من ضعف وتيرة مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
واستفادت "بيركشاير" أيضاً من قرار رفع أسعار الفائدة الأميركية، وكسبت 1.9 مليار دولار في الربع الأول من دخل الفوائد، التي تستثمر إلى حد كبير في سندات الخزانة قصيرة الأجل.