هل يتجاوز سعر النفط قريباً مستوى 100 دولار للبرميل؟

23 ابريل 2024
مخاوف من تعطّل إمدادات النفط وتأثيره على الأسعار - البحر المتوسط 22 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا، متأثرة بالتوترات الإقليمية، خفض إمدادات أوبك، والصراع بين أوكرانيا وروسيا، بالإضافة إلى زيادة الطلب العالمي، مما أدى إلى تجاوز عقود خام برنت 87 دولارًا للبرميل.
- الاضطرابات بين إيران وإسرائيل وتأثيرها على استقرار إمدادات النفط، حيث يمكن للحرب المباشرة بينهما أن ترفع أسعار النفط إلى 150 دولارًا للبرميل إذا تأثر الإنتاج بشكل كبير.
- التوقعات تشير إلى احتمالية ارتفاع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل بسبب الطلب القوي والنمو الاقتصادي، مع تأكيد على أهمية مضيق هرمز كنقطة حرجة لتصدير النفط، حيث يمر خمس الإمدادات العالمية من خلاله.

مع التصعيد الذي شهدته منطقة الشرق الأوسط خلال الأسابيع الماضية، تزايدت وتيرة التقلبات في سعر النفط، لتزيد من التساؤلات في الأسواق، حول احتمالية تجاوزه مستوى 100 دولار أميركي للبرميل في وقت قريب. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من 13% هذا العام حتى الآن، متجاوزة 87 دولاراً للبرميل، ومدفوعة بتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وتخفيضات إمدادات أوبك، والهجمات على البنية التحتية للطاقة بين أوكرانيا وروسيا، بالإضافة إلى زيادة الطلب على النفط من الدول المستهلكة الكبرى.

وفي مارس/ آذار، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أكثر من 8%، مسجلة أكبر زيادة شهرية منذ يوليو/ تموز 2023. والشهر الحالي، لامس سعر خام برنت 92.10 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى في ستة أشهر، مدفوعاً بالتوترات المتزايدة بين إيران وإسرائيل، قبل أن يتراجع السعر مع هدوء الأوضاع بعض الشيء في المنطقة. وفي تعاملات آخر أيام الأسبوع الماضي، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 4% بعد الهجوم الإيراني بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل، والذي أثار المخاوف من جديد بشأن الاضطرابات المحتملة في إمدادات النفط بسبب صراع إقليمي أوسع.

ووفقاً لمسؤولين أميركيين، فقد نفذت إسرائيل غارة على إيران، على الرغم من أن وسائل الإعلام الرسمية في إيران ذكرت أن الهجوم لم ينجح. وتعد إيران ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وكانت بالفعل هدفاً للعقوبات الغربية. ومع ذلك، عند تعطل إمداداتها النفطية بسبب الحرب، فمن المؤكد حدوث ارتفاع في أسعار الخام.

وفقاً لمركز الأبحاث التابع لبلومبيرغ، فإن الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران قد تتسبب في وصول سعر النفط الخام إلى 150 دولاراً للبرميل إذا أضرت بشدة بالإنتاج. وبلغت أسعار خام برنت 100 دولار للبرميل في عام 2022، وارتفعت إلى حوالي 139 دولاراً بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، مسجلة أعلى مستوى لها منذ عام 2008. ويبدو شراء السلع الأساسية في أغلب الأحيان بمثابة "ربحٍ مضمونٍ" بالنسبة للمستثمرين، إذ تعكس الأسعار المرتفعة نمواً اقتصادياً قوياً، بحسب المحلل المخضرم جيف كوري.

وفي مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ، يوم الثلاثاء، أكد كوري، الذي يشغل الآن منصب كبير مسؤولي استراتيجية مسارات الطاقة في "كارلايل غروب Carlyle Group"، أنه حتى لو دفعت الأسعار المرتفعة البنوك المركزية إلى الحفاظ على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، فإن ذلك أمر إيجابي للقطاع، لأنه يظهر قوةً في الطلب الأساسي. وأضاف: "نحن نتحدث عن ارتفاع أسعار الفائدة لفترة أطول لأن النمو جيد للغاية". ولفت إلى "أننا نشهد تسارعاً متجدداً للنمو في جميع المجالات".

وتابع كوري أنه نتيجة لذلك، فإن فرص صعود أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل "مرتفعة بشكل استثنائي". وجرى تداول العقود المستقبلية لخام برنت قرب 88 دولاراً للبرميل يوم الثلاثاء، مع تقييم المتداولين لتأثير تغير مخاطر الصراع في الشرق الأوسط على الإمدادات. وأكد أن السعودية والإمارات (العضوان في منظمة أوبك) تمتلكان الآن سلطة على أسواق النفط الخام أكثر من أي وقت مضى، لأن لديهما آخر طاقة إنتاجية احتياطية متبقية في السوق.

ويعد مضيق هرمز الطريق الرئيسي الذي تُصدّر من خلاله كل من السعودية والإمارات والكويت وقطر والعراق وإيران نفطها الخام، وهو عبارة عن ممر بحري ضيق يبلغ عرضه 40 كيلومتراً في أضيق نقطة له، مع قنوات ملاحية بطول كيلومترين للسفن القادمة والمغادرة. ويمر من خلال مضيق هرمز ما يقرب من خمس النفط الخام في العالم، ولم يجر إغلاقه بشكل كامل في أي وقت سابق، لكن التوترات في المنطقة تصاعدت في عام 2017 عندما اتهم الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب إيران بمهاجمة ناقلتين للنفط.

وتوقعت شركة الوساطة المحلية موتيلال أوسوال، في تقريرها الأخير، أنه إذا نجحت إيران في فرض حصار كامل أو جزئي على المضيق، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة كبيرة في أسعار النفط الخام، وأسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية. وقالت الشركة إنه على الرغم من وجود طرق بديلة، فإنها قد لا تستوعب إلا جزءاً صغيراً فقط من الإمدادات المعتادة، وتقدر بنحو 7-8 ملايين برميل يومياً من النفط الخام والمنتجات المكررة، مقارنة بالحجم الذي يمر حالياً، والمقدر بنحو 21 مليون برميل يومياً، بالإضافة إلى الارتفاع المتوقع في نفقات الشحن والتأمين.

المساهمون