هل تورطت أوكرانيا في تخريب نورد ستريم؟

16 اغسطس 2024
مكان انفجار خطوط أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق، 2022 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تطورات التحقيق في تخريب نورد ستريم**: التحقيقات تشير إلى عناصر أوكرانية، مع مذكرة توقيف بحق غواص فولوديمير ز. الذي عاد إلى أوكرانيا بعد فشل إدراجه في قائمة المطلوبين.

- **مسار المركب الشراعي "أندروميدا"**: المتفجرات نُقلت عبر "أندروميدا" من روستوك، مع توقفات في جزيرة دنماركية، السويد، وبولندا. يُشتبه في ضلوع غواصين أوكرانيين آخرين، وسط استياء ألماني من عدم تعاون بولندا.

- **ردود الفعل الدولية واستمرار التحقيقات**: السويد والدنمارك أغلقتا تحقيقاتهما، بينما تواصل ألمانيا تحقيقاتها دون دليل على تورط السلطات الأوكرانية. نفت كييف مسؤوليتها، وأشارت تقارير إلى "مجموعة موالية لأوكرانيا".

يتجه التحقيق في عملية تخريب خطي أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم عام 2022 في بحر البلطيق نحو عناصر أوكرانية، مع الكشف عن مذكرة توقيف أصدرها القضاء الألماني في حق غواص محترف يشتبه بضلوعه في الهجوم مع آخرين، وفق وسائل إعلام ألمانية.

وكشفت هذا العنصرَ الجديد في القضية الغامضة المتعلقة بخط نورد ستريم والتي تجري متابعتها منذ ما يقرب من عامين، وسائل إعلام ألمانية ولا سيما قناة "إي آر دي" التلفزيونية العامة وصحيفتا دي تسايت وسودويتشه تسايتونغ يوم الأربعاء الماضي. وأكد مكتب المدعي العام البولندي لوكالة فرانس برس أنه تلقى في حزيران/يونيو مذكرة توقيف أوروبية أصدرها مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني في حق أوكراني كان موجوداً في ذلك الوقت في بولندا، وتم التعريف عليه باسم فولوديمير ز. مدرب على الغوص.

وكان أمام السلطات البولندية 60 يوماً للرد على الطلب الألماني وتوقيف هذا المشتبه به. إلا أن الأخير غادر بولندا مطلع تموز/يوليو عائداً إلى أوكرانيا، بحسب ما أشار إليه مكتب المدعي العام البولندي، ملقياً باللوم على السلطات الألمانية لأنها، حسب قوله، لم تدرج المشتبه به في قائمة المطلوبين، ما سمح له بالمغادرة. ورداً على طلب وكالة فرانس برس، رفض مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني، المسؤول عن أحد جوانب التحقيق في هذا الهجوم، التعليق.

وفي برلين، لم يعلق نائب المتحدث باسم الحكومة، فولفغانغ بوشنر، على هذا التطور الأخير، لكنه أشار لصحافيين إلى أن القضاء الألماني عازم على مواصلة التحقيقات في عملية التخريب، أيا كان منفذوه. وأضاف: "التحقيق يجري... بغض النظر عن النتيجة"، مضيفاً أن هذا لا يغير حقيقة أن روسيا تشن حرباً ضد أوكرانيا.

وأفادت وسائل الإعلام أن فولوديمير ز. كان يعيش في مكان قريب من وارسو حتى فترة قريبة، ويشتبه القضاء الألماني في ضلوعه مع غواصين أوكرانيين آخرين، عُرِّف عنهما باسم يوفين يو. وسفيتلانا يو. في تخريب خط أنابيب الغاز في أعماق بحر البلطيق. ويعتقد أن الثلاثة نقلوا المتفجرات إلى الموقع على متن المركب الشراعي "أندروميدا" الذي كشف مكتب المدعي العام الألماني عام 2023 أنه فتح تحقيقاً بشأنه.

وقال المحققون إن هذا المركب الشراعي انطلق من روستوك في ألمانيا على بحر البلطيق، ثم توقف في جزيرة دنماركية، قبل أن يتوجه إلى السويد وبولندا. وتقول وسائل إعلام ألمانية إن مسؤولين ألمان أعربوا في جلسات خاصة عن استغرابهم لعدم تعاون بولندا في هذا التحقيق، وهو ما يثير شبهة تواطؤ محتمل ربما استفاد منه الأوكرانيون.

وبينما أغلقت السويد والدنمارك التحقيق في القضية مطلع العام الجاري، واصل المحققون الألمان عملهم. لكن بحسب وسائل إعلام ألمانية، لا يوجد دليل في هذه المرحلة يشير إلى أن المشتبه بهم الأوكرانيين تصرفوا بناء على أوامر من سلطات بلادهم أو الاستخبارات أو الجيش. وتنفي كييف أن تكون مسؤولة عن هذا التخريب.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لصحيفة بيلد الألمانية اليومية في حزيران/يونيو 2023 "لا يمكن أن أفعل ذلك على الإطلاق". وفي مارس/آذار 2023، أكدت صحيفة نيويورك تايمز، استناداً إلى معلومات اطلعت عليها الاستخبارات الأميركية، أن "مجموعة موالية لأوكرانيا" تقف على الأرجح وراء التخريب، ولكن من دون مشاركة رئيس الدولة.

وفي 26 سبتمبر/ أيلول 2022، حدثت أربعة تسربات ضخمة للغاز سبقتها انفجارات تحت الماء بفارق ساعات قليلة في خطي الأنابيب نورد ستريم 1 و2 اللذين يربطان روسيا بألمانيا وينقلان معظم الغاز الروسي إلى أوروبا.

المساهمون