هل تنجح خطط دراغي في إيجاد بدائل لإمدادات الطاقة الروسية وتفكيك علاقات روما بموسكو؟

10 مايو 2022
يؤيد دراغي فرض عقوبات اقتصادية مشددة على روسيا (Getty)
+ الخط -

قبل أقل من أسبوع من غزو روسيا لأوكرانيا، كان رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي يخطط لزيارة موسكو لبحث زيادة في إمدادات الغاز الروسي مع الرئيس فلاديمير بوتين، لكن خطط دراغي تغيرت منذ بد الاجتياح الروسي في 24 فبراير/شباط.

تحول موقف دراغي كلياً من العلاقات مع موسكو، وبدلاً من زيادة إمدادات الغاز الروسي بدأت حكومته في البحث عن بدائل لها.

تواجه مساعي دراغي، ضغوطاً من رؤساء أحزاب ورؤساء وزراء سابقين لعدم خسارة عقود من العلاقات الإيطالية الروسية المتجذرة سياسياً واقتصادياً، مثل ماتيو سالفيني، وجوزيبي كونتي وسلفيو بيرلسكوني، لكنه يصر على استكمال طريقه في الابتعاد كثيراً عن موسكو.

بل إنّ دراغي الذي عارض في البداية قرار الاتحاد الأوروبي إبعاد مصارف روسية عن نظام التحويلات المالية "سويفت" أصبح الآن أحد أكبر الداعمين للحزمة السادسة لفرض العقوبات على روسيا والتي تتضمن حظراً على النفط الروسي وإنهاء اعتماد بلاده على مصادر الطاقة الروسية. 

وأصبح دراغي الآن مصطفاً مع الدول التي تتخذ موقفاً متشدداً من روسيا مثل الولايات المتحدة التي يزورها على رأس وفد، اليوم الثلاثاء، وبريطانيا واليابان، وهو ما يمثل ضغطاً داخل الاتحاد الأوروبي على ألمانيا التي اضطرت لتغيير موقفها المتردد من فرض العقوبات.

لماذا تغير موقف دراغي؟

ووفقاً لمصادر تحدثت إلى وكالة "بلومبيرغ" اليوم الثلاثاء، طالبة عدم ذكر اسمها، فإنّ ما دفع دراغي لتغيير موقفه هو عاملان رئيسيان، وهما الوحشية المتزايدة للحرب الروسية على أوكرانيا خاصة بعد مجزرة بوتشا التي ارتكبتها القوات الروسية، وكذا الانتقادات التي تعرض لها في قمة الاتحاد ببروكسل ليلة الغزو في 24 فبراير، عندما عارض حينها بعض العقوبات المشددة والمقترحة على موسكو.

ووفقاً للوكالة أيضاً، فإنّ دراغي بدأ في إرسال مبعوثين حكوميين إلى دول مثل أنغولا والكونغو والجزائر ومصر لمحاولة ضمان عدم اعتماد إيطاليا مرة أخرى بشدة على مورد واحد للطاقة وتأمين صفقات جديدة من الغاز.

لم يكتفِ دراغي بالبحث عن بدائل أخرى لإمدادات الطاقة الروسية، بل مضى قدماً في سياسته الجديدة رغم تحذيرات وزير الطاقة روبرتو سينغولاني من تداعيات الوقف السريع لواردات الطاقة الروسية، على البلاد في الشتاء المقبل. 

بدلاً من ذلك استعان دراغي بعملاق الطاقة الإيطالي شركة "إيني"، والتي تمتلك استثمارات ضخمة للطاقة في عدد من الدول، لتوفير بدائل سريعة لإمدادات الطاقة الروسية، ولمساعدته في خطته لوقف واردات الغاز الروسي في أسرع وقت ممكن.

كما سيرافق الرئيس التنفيذي للشركة كلاوديو ديسكالزي، رئيس الوزراء ماريو دراغي في رحلته الحالية إلى واشنطن والتي تستبق قمة مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي في يونيو/حزيران المقبل.

من جانبها، رحبت الإدارة الأميركية بتحولات دراغي، وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض جين ساكي، الأسبوع الماضي: "لقد لاحظنا الجهود التي بذلوها هم وقيادتهم والوقوف ضد الرئيس بوتين".

المساهمون