هل تضع تبرعات المليارديرات ترامب في صدارة الانتخابات الرئاسية الأميركية؟

28 مايو 2024
دونالد ترامب في ولاية ويسكونسون يوم 2 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حملة دونالد ترامب لانتخابات 2024 تحظى بدعم مالي قوي من مليارديرات بارزين مثل ستيفن شوارزمان من بلاكستون، الذي أبدى قلقه حول السياسات الأمريكية وارتفاع معاداة السامية كدوافع لدعمه.
- مليارديرات آخرون مثل جون بولسون وروبرت ميرسر وهارولد هام وستيف وين يساهمون بشكل كبير في تمويل حملة ترامب، مما يساعد في تقليص الفجوة المالية مع حملة جو بايدن.
- التبرعات المالية الكبيرة تعزز من قدرة حملة ترامب على بناء استراتيجيات انتخابية فعالة والتنافس بقوة ضد بايدن في 2024، مع جمع أكثر من 50 مليون دولار في فعاليات جمع التبرعات الأخيرة.

حصلت الحملة الرئاسية للرئيس السابق والمرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب على دعم مالي من مجموعة من المليارديرات، ما قد يسمح له بتضييق فجوة جمع تبرعات انتخابات 2024 مع منافسه الديمقراطي الرئيس الحالي جو بايدن. وأعلن الملياردير ستيفن شوارزمان، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة إدارة الأصول العملاقة بلاكستون، يوم الجمعة الماضي، أنه سيدعم الرئيس السابق في انتخابات 2024، بعد أن دعا في السابق الحزب الجمهوري إلى التحول إلى "جيل جديد من القادة". وقال شوارزمان، الذي تقدر ثروته بنحو 39 مليار دولار، إنه يشارك العديد من الأميركيين مخاوفهم "من أن سياساتنا الاقتصادية والخارجية والمرتبطة بالهجرة تأخذ البلاد في الاتجاه الخاطئ". وأضاف "الارتفاع الكبير في معاداة السامية دفعني إلى التركيز على عواقب الانتخابات المقبلة بصورة أكثر إلحاحاً".

ويأتي إعلان شوارزمان في الوقت الذي احتشد فيه مليارديرات آخرون لدعم حملة ترامب مع اقتراب المبالغ التي جمعتها مما جمعته حملة بايدن، والتي تفوقت حتى شهر إبريل/ نيسان، حينما استهلت حملة الرئيس السابق جهودها لجمع التبرعات لأول مرة. وأدى ارتفاع فواتير المحامين التي تحملها ترامب، بسبب الدعاوى المتعددة المقامة ضده في مختلف الولايات إلى إجهاد موارده المالية. وبحلول شهر إبريل/ نيسان، كانت حملة بايدن قد جمعت حوالي 84.5 مليون دولار من التبرعات، بينما كانت حصيلة جهود حملة ترامب في حدود 48 مليون دولار، وفقاً لتقرير صادر عن صحيفة نيويورك تايمز. وكان هذا الرقم لحملة بايدن ثابتاً نسبياً منذ الشهر السابق، في حين نمت خزائن حملة ترامب بنحو ثلاثة ملايين دولار مقارنة بشهر مارس/ آذار.

ويمكن أن يساعد الدعم الذي يقدمه شوارزمان وغيره من المتبرعين المليارديرات حملة ترامب على تضييق هذه الفجوة بشكل أكبر. واستضاف مؤسس صندوق التحوط الملياردير جون بولسون فعاليات لجمع التبرعات لحملة ترامب في منزله في بالم بيتش بولاية فلوريدا في أوائل إبريل. وطُلب من الضيوف المساهمة بمبلغ 814.6 ألف دولار للشخص الواحد، ليكون "مساهماً رئيسياً" يمكنه الجلوس على طاولة ترامب، أو 250 ألف دولار ليكون مساهماُ في "اللجنة المضيفة".

وتم إدراج الملياردير روبرت ميرسر وابنته ريبيكا ميرسر رئيسين مشاركين في فعاليات بولسون لجمع التبرعات. وكان الاثنان من الداعمين الرئيسيين لترامب في عام 2016، لكنهما غابا في الغالب عن حملة إعادة انتخابه لعام 2020، وفقاً لما ذكرته شبكة فوكس بيزنس الاقتصادية. كذلك جرى إدراج قطب النفط هارولد هام، مؤسس ورئيس شركة Continental Resources الذي ساعد في تقديم تقنيات التكسير الهيدروليكي الرائدة في استخراج النفط الصخري، كرئيس لهذا الحدث. وكان قطب الكازينو ستيف وين ملياردير آخر تم إدراجه رئيساً مشاركاً للحدث، كما كان تود ريكتس، المالك المشارك لـ"شيكاغة كيوبس"، وعضو مجلس إدارة شركة تي دي أميريتريد للأوراق المالية، والذي شغل سابقاً منصب الرئيس المالي لـ"اللجنة الوطنية الجمهورية RNC".

وأشارت حملة ترامب إلى أن فعاليات بولسون لجمع التبرعات في أوائل إبريل/نيسان جمعت أكثر من 50 مليون دولار لحملة ترامب. وفي فعاليات أخرى أقيمت في ولاية تكساس الأسبوع الماضي، حضر ترامب حفلاً لجمع التبرعات في هيوستن استضافه هام وغيره من المليارديرات، وكان منهم جيف هيلدبراند، مؤسس شركة هيلكورب للطاقة، وجورج بيشوب، مؤسس شركة GeoSouthern Energy؛ وكيلسي وارن، رئيس شركة خطوط الأنابيب Energy Transfer Partners. وأعقب حفل جمع التبرعات في هيوستن تجمع حول مائدة مستديرة مع لفيف من رجال الأعمال، وكان من بينهم نحو 45 مديراً تنفيذياً. كذلك أقيمت حملة جمع تبرعات أخرى في دالاس مساء الأربعاء، ما قد يعني اقتراب ترامب من التساوي مع، وربما تجاوز، ما جمعته حملة بايدن من تبرعات.

وتعتبر التبرعات شريان الحياة للحملات الرئاسية في الانتخابات الأميركية، كونها تمكن المرشحين من بناء استراتيجيات شاملة، ومن الوصول إلى الناخبين، والتنافس بفعالية في العملية الانتخابية. وفي الكثير من المرات كانت القدرة على جمع الأموال عاملاً حاسماً في اختيار ساكن البيت الأبيض للسنوات الأربع التالية.

المساهمون