هكذا تفاعلت الأسواق مع خفض الفائدة الأميركية والخليجية.. النفط يكسب أكثر من 3% والذهب يخسر 1%

08 نوفمبر 2024
بورصة نيويورك خلال التداول الصباحي، 7 نوفمبر 2024 (مايكل م. سانتياغو/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قام مجلس الاحتياط الفيدرالي بخفض سعر الفائدة ربع نقطة مئوية، مما أدى إلى تحسن في سوق العمل واقتراب التضخم من الهدف المستهدف، وتأثير ذلك على الأسواق العالمية بارتفاع أسعار النفط وانخفاض الذهب.
- تبعت دول مجلس التعاون الخليجي قرار الفيدرالي بخفض الفائدة، مما قد يعزز النمو في القطاعات المتأثرة بظروف الائتمان مثل العقارات والإنفاق المحلي، ويزيد من مرونة الاقتصاد الخليجي في مواجهة التضخم.
- شهدت أسعار النفط تذبذباً مع ارتفاع خام برنت وغرب تكساس الوسيط، بينما انخفضت أسعار الذهب بنسبة 1% بسبب تأثير الدولار القوي وانخفاض واردات الخام في الصين.

غداة قرار مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) خفض سعر الفائدة لليلة واحدة ربع نقطة إلى نطاق بين 4.50 و4.75%، أمس الخميس، يتجه برميل نفط برنت القياسي العالمي إلى تحقيق مكاسب تتخطى 3% هذا الأسبوع، فيما تنحو أونصة الذهب باتجاه خسارة نسبتها 1%. فقد خفض المركزي الأميركي، أمس الخميس، أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية، وأشار صناع السياسات إلى هدوء أوضاع سوق العمل، بينما ما زال التضخم يواصل التحرك نحو المستوى المستهدف البالغ 2%.

وكما كان متوقعاً على نطاق واسع، وفي أول قرار بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، خفضت لجنة السوق المفتوحة بالاحتياط الفيدرالي في نهاية اجتماع السياسات الذي استمر يومين سعر الفائدة الأساسي لليلة واحدة إلى نطاق بين 4.50 و4.75%، وقالت إنّ "النشاط الاقتصادي استمر في التوسع بوتيرة قوية"، علماً أنه تم اتخاذ القرار بالإجماع. وأشار بيان السياسة النقدية السابق للاحتياط الفيدرالي إلى تباطؤ مكاسب الوظائف الشهرية، لكن البيان الجديد أشار إلى سوق العمل بشكل أوسع نطاقاً، كما أوردت وكالة رويترز.

كما جاء في البيان أن معدل البطالة ظل منخفضاً لكن "ظروف سوق العمل أصبحت أفضل عموماً". وقال مجلس الاحتياط الفيدرالي إن المخاطر التي تهدد سوق العمل والتضخم "متوازنة تقريباً"، مكرراً اللغة التي استخدمها في البيان الذي أصدره بعد اجتماعه في سبتمبر/ أيلول. وعدّل البيان الجديد الإشارة إلى التضخم بشكل طفيف، قائلاً إنّ ضغوط الأسعار "أحرزت تقدماً" نحو هدف البنك المركزي، وذلك عوضاً عن اللغة السابقة التي كانت تقول إنها "حققت المزيد من التقدم". ولم يتغير مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الذي يستثني المواد الغذائية والطاقة، وهو مقياس مهم للتضخم، إلا قليلاً في الأشهر الثلاثة الماضية، إذ بلغ معدله السنوي نحو 2.6% اعتباراً من سبتمبر.

وقال رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي جيروم باول إن البنك المركزي لا يأخذ في الاعتبار في الوقت الحالي نتائج الانتخابات الرئاسية في خياراته المتعلقة بالسياسة النقدية. وذكر باول في مؤتمر صحافي عقب اجتماع المجلس الذي أسفر عن خفض متوقع لأسعار الفائدة، أنه "في الأمد القريب لن يكون للانتخابات أي تأثير على قراراتنا"، مضيفاً: "نحن لا نخمن ولا نتكهن ولا نفترض" ما ستكون عليه خيارات الإدارة المستقبلية، وذلك بعدما عاد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى متعهداً بسياسات من المرجح أن تؤدي إلى زيادة العجز والتضخم.

وذكر باول أن بعض المخاطر السلبية التي تهدد الاقتصاد تضاءلت وسط بيانات اقتصادية أقوى، مضيفاً "بشكل عام، أشعر بالرضا عن النشاط الاقتصادي وأعتقد أننا سنضع ذلك في الحسبان" عند اتخاذ قرارات السياسة المستقبلية. وتابع أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن نوع الإجراءات التي سيتخذها البنك المركزي في اجتماعه في ديسمبر/ كانون الأول. وقال باول في المؤتمر الصحافي "نحن على استعداد لتعديل تقييمنا للوتيرة والهدف المناسبين" للسياسة النقدية وسط حالة عدم اليقين.

بنوك مركزية خليجية تخفض أسعار الفائدة

وما لبثت معظم البنوك المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي أن خفضت أسعار الفائدة الرئيسية، الخميس، عقب قرار مجلس الاحتياط الفيدرالي خفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية، إذ عادة ما تحذو الدول المصدرة للنفط والغاز في الخليج حذو المركزي الأميركي في ما يتعلق بتحركات أسعار الفائدة، نظراً لأن معظم عملات هذه الدول مربوطة بالدولار، فيما الدينار الكويتي فقط هو المربوط بسلة من العملات بينها الدولار.

خفضت السعودية معدل الريبو والريبو العكسي 25 نقطة أساس لكل منهما إلى 5.25% و4.75%، وخفضت الإمارات سعر الفائدة الأساسي على تسهيلات الإيداع لليلة واحدة ربع نقطة إلى 4.65%، وخفضت قطر أسعار فائدة الإيداع والإقراض وإعادة الشراء بقدر أكبر قليلاً بلغ 30 نقطة أساس، في حين خفضت البحرين الفائدة على ودائع الليلة الواحدة 25 نقطة أساس.

وفي هذا الصدد، نقلت "رويترز" عن كبير مسؤولي الاستثمار في "سنتشري فاينانشال" فيجاي فاليتشا أنّ "انخفاض أسعار الفائدة في دول مجلس التعاون الخليجي قد يغذي النمو في القطاعات شديدة التأثر بظروف الائتمان، مثل العقارات والإنفاق المحلي، ما يعزز مرونة الاقتصاد بشكل عام". وقد خفضت السعودية، أكبر اقتصاد في المنطقة، معدل اتفاقية إعادة الشراء (الريبو)، ومعدل اتفاقية إعادة الشراء المعاكس (الريبو العكسي)، 25 نقطة أساس لكل منهما إلى 5.25% و4.75% على الترتيب، وخفضت الإمارات أيضاً سعر الفائدة الأساسي على تسهيلات الإيداع لليلة واحدة ربع نقطة مئوية إلى 4.65%.

وتحصنت معظم اقتصادات الخليج إلى حد كبير من ارتفاع التضخم بشكل يصعب السيطرة عليه في دول أخرى، ونفذت دول المنطقة خططاً طموحة لتنويع مصادر الإيرادات وتعزيز النمو غير النفطي. وفي قطر، قرر المصرف المركزي خفض أسعار الفائدة الرئيسية الثلاثة (سعر فائدة الإيداع وسعر الإقراض وسعر إعادة الشراء)، بقدر أكبر قليلاً بلغ 30 نقطة أساس، في حين خفض المصرف المركزي في البحرين سعر الفائدة على ودائع الليلة الواحدة بمقدار 25 نقطة أساس.

ووفقاً لاستطلاع أجرته "رويترز" في الآونة الأخيرة، من المتوقع أن يتسارع النمو في أكبر اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي العام المقبل مع ارتفاع إنتاج النفط، في حين من المتوقع أن يظل التضخم خافتا هذا العام والعام المقبل بين 0.8% و3% في المتوسط.

اتجاهات النفط والذهب هذا الأسبوع

في سوق البترول، تراجعت أسعار النفط قليلاً، اليوم الجمعة، مع انحسار خطر تأثير الإعصار رافائيل في خليج المكسيك على إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة بينما تواصل السوق تقييم مدى تأثير سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب على الإمدادات.

وهبطت العقود الآجلة لبرميل خام برنت خلال التعاملات الآسيوية اليوم، 26 سنتاً، أو 0.3%، إلى 75.37 دولاراً بحلول الساعة 02:09 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 35 سنتاً، أو 0.5%، إلى 72.01 دولاراً، وذلك بعدما ارتفع الخامان القياسيان بنحو 1%، أمس الخميس، وفقاً لبيانات رويترز. وعلى مدار الأسبوع، من المتوقع أن يرتفع برنت 3.1% وخام غرب تكساس الوسيط 4.1%.

ونقلت "رويترز" عن "المركز الوطني للأعاصير" في الولايات المتحدة أن الإعصار رافاييل من المتوقع أن يتحرك ببطء غرباً فوق خليج المكسيك بعيداً عن الحقول الأميركية وأن يضعف ابتداء من اليوم الجمعة حتى مطلع الأسبوع، بعدما كان قد تسبب في توقف إنتاج 391214 برميلاً يومياً من النفط الخام في الولايات المتحدة. وشهدت الأسعار عملية تصحيح اليوم بعدما اكتسبت الدعم أمس، على خلفية توقعات بأن إدارة ترامب المقبلة قد تشدد العقوبات على إيران وفنزويلا، وهو ما قد يحد من العرض، على الرغم من أن الدولار القوي وانخفاض واردات الخام في الصين يحدان من المكاسب.

ويجعل الدولار القوي النفط أكثر كلفة لحاملي العملات الأخرى ويميل إلى الضغط على الأسعار. كما تعرضت الأسعار لضغوط نزولية من البيانات التي أظهرت أن واردات الخام في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، هوت تسعة بالمئة في أكتوبر/ تشرين الأول، وهو الشهر السادس على التوالي الذي يظهر انخفاضاً على أساس سنوي، فضلاً عن ارتفاع مخزونات الخام الأميركية.

وفي سوق المعادن الثمينة، ارتفعت أسعار الذهب، اليوم الجمعة، مواصلة المكاسب التي حققتها عقب خفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية أمس الخميس. وارتفع سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 2708.89 دولارات عند الساعة 00:24 بتوقيت غرينتش، لكنه انخفض نحو 1% منذ بداية الأسبوع. وزادت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.4% إلى 2716.4 دولاراً.

وارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 1% في الجلسة السابقة، إذ عوضت الخسائر التي تعرضت لها بعد فوز دونالد ترامب بالسباق الرئاسي الأميركي، علماً أن الذهب تحوّط من حالة عدم اليقين الاقتصادي وتميل أسعاره للارتفاع في ظل انخفاض الفائدة. وبالنسبة للعملات النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.1% إلى 31.98 دولاراً، فيما صعد البلاتين 0.3% إلى 1000.35 دولار واستقر البلاديوم عند 1024.4 دولاراً.

المساهمون