هذا ما يتقاضاه سنوياً مهندسو الذكاء الاصطناعي في بنوك أميركية

أظهرت بيانات حصل عليها موقع بيزنس إنسايدر حصول بعض المهندسين المتخصصين في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وبرامجه على راتب سنوي يصل إلى مليوني دولار في بعض البنوك الأميركية. ويعكس هذا المبلغ الضخم، حتى بالمعايير الأميركية، الأهمية التي توليها وول ستريت لهذا التخصص، الذي يأمل أصحاب القرار أن يكون له مردوده الكبير على القطاع شديد الأهمية للاقتصاد الأميركي.

وفي رسالة إلى المستثمرين، الخميس الماضي، قارن جيمي ديمون الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة بنك جي بي مورغان الطفرة المتوقع للذكاء الاصطناعي التوليدي إحداثها بما أحدثته الاكتشافات العلمية الكبرى، كالكهرباء، والمطبعة، والمحرك البخاري، والكمبيوتر، والإنترنت.

وقال ديمون إنّ بنكه يستعد لثورة الذكاء الاصطناعي من خلال أكثر من 2000 خبير في مجال تعلّم الآلة. وقال إنّ هؤلاء يتعاملون مع مجموعة من حالات استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل التسويق والاحتيال والمخاطر، ويبحثون في كيفية استخدام التكنولوجيا لخدمة العملاء والعمليات وهندسة البرمجيات.

وأردف رئيس أكبر بنك أميركي: "في المستقبل، نتصور أن تساعدنا تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إعادة تصور سير العمل التجاري بأكمله"، مضيفاً أن من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تقليل بعض الوظائف المتاحة في البنك، مع إنشاء وظائف جديدة أيضاً. وقال ديمون إنه يتوقع أن تكون التكنولوجيا في نهاية المطاف مكوّناً أساسياً من "تقريباً كل وظيفة" تتم إضافتها.

اقتصاد الناس

التحديثات الحية

تحذير مغربي من تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف

ولا يعد "جي بي مورغان" البنك الوحيد الذي يستثمر بكثافة في هذا التخصص التكنولوجي من خلال توظيف أعداد كبيرة من خبراء الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مهندسو تعلم الآلة وعلماء البيانات، حيث كشف كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا في "سيتي غروب" أخيراً، في مقابلة مع "بيزنس إنسايدر"، عن الكيفية التي ستؤثر بها خريطة طريق الذكاء الاصطناعي الخاصة بالبنك على كل شيء، بدءاً من الهندسة ووصولاً إلى العمليات والثروة.

وظائف الذكاء الاصطناعي.. البنوك الأميركية ليست الوحيدة

وفي الوقت نفسه، كان "دويتشه بنك" في حالة نشاط شديد في ما يخص توظيف المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، حيث يتطلع البنك الألماني إلى تنمية قاعدة موظفيه لديه إلى 600 على الأقل، بحسب ما صرح جيل بيريز، كبير مسؤولي الابتكار في "دويتشه بنك"، لموقع بيزنس إنسايدر. ومن المتوقع على نطاق واسع أيضاً أن يتولى الذكاء الاصطناعي في نهاية المطاف العديد من المهام الشاقة المنسوبة الآن إلى صغار المصرفيين الاستثماريين، مثل تحرير العروض التقديمية، ووضع الشعارات على برنامج باور بوينت، وهو ما سيجعل اقتحام هذا المجال التنافسي أكثر صعوبة.

ووضع تسابق البنوك لتسخير الذكاء الاصطناعي أصحاب المواهب فيه ضمن المطلوبين في الولايات المتحدة بأعلى الأجور، مما ترتب عليه اضطرار تلك البنوك إلى صرف المزيد من الأموال للتنافس على أفضل المواهب.

وتقدم بعض شركات الأسهم الخاصة حزم أجور تصل إلى مليوني دولار للمديرين التنفيذيين في مجال الذكاء الاصطناعي لتنفيذ التكنولوجيا في شركات المحافظ، كما أفاد "بيزنس إنسايدر". وعلى سبيل المثال، يمكن لكبار مديري منتجات الذكاء الاصطناعي أن يتقاضوا حوالي 100 ألف دولار أكثر من المهندسين التقليديين، بحسب ما قال مسؤولو التوظيف في بعض البنوك الأميركية، بخلاف المكافآت والمزايا الأخرى التي يُنص عليها في عقود هؤلاء المتخصصين.

وقال جيانكارلو هيرش، المدير الإداري في شركة التوظيف غلوكومز: "نحن نتحدث عن أفضل المواهب التي تتمتع بالمواهب المطلوبة للاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي". وقال هيرش إنّ البنوك الاستثمارية تقوم بتعيين مهندسي الذكاء الاصطناعي لبناء أدوات داخلية يمكنهم استخدامها "في وظائفهم التجارية والبحثية وإدارة المخاطر".

وتمكّن موقع بيزنس إنسايدر من الحصول على هذه الأرقام من بيانات الإفصاح لعام 2023 الصادرة عن مكتب الولايات المتحدة لشهادة العمل الأجنبي لحاملي تأشيرات H1-B وحاملي التأشيرات المماثلة للبنوك الاستثمارية الكبيرة، وبعضها لديه أيضاً أقسام للخدمات المصرفية الاستهلاكية، وأقسام الإقراض التجاري، وأقسام لإدارة الأصول.

والبنوك الثمانية التي تمت مراجعتها هي جي بي مورغان تشيس، وبنك أوف أميركا، ويو بي إس، وسيتي بنك، وباركليز، ودويتشه بنك، وغولدمان ساكس، ومورغان ستانلي.